منذ فترة ليست بالقصيرة اتخذتُ قراراً بعدم الكتابة ثانية في السياسة لما تسببه من صداع والم ؛ وما فيها من قرف وخداع ومصالح خسيسة ودروب مظلمة وصفقات و..قل ما شئت من كل ماهو سئ ومريب
وفي كل مرة كنت اردع النفس عنوة من ان تعدل عن قرارها.. الا انني لم اتمالك تلك النفس حيال ما تمخضت عنه قـُمة ( بالاصرارعلى ضم القاف لبيان وتوكيد المعنى ) ( الثول ) وليست الدول العربية الاخيرة التي التأمت في علبة الكبريت وقائدة العربان الجديدة .. الشكيكة كطر دار : حمد وجاسم والقرضاوي وجزيرة الشيطان .
فهذه القـُمة ؛ بعد ان نددت وشجبت واستنكرت وادانت ( كعادة العربان ) خرجت علينا في الشان السوري بقرارات اقل ما يقال عنها انها فضيحة جديدة ابتكرتها وابدعتها وتفتقت عنها ذهنية حمد بن جاسم بعد ان حظيت بمباركة السلطان اردوغان الاول ؛ خليفة المسلمين الجديد ..ودوائر الغرب الطامحة والطامعة بمزيد من الانحلال والتدهور والسقوط العربي المريع ..وكانهم لم يكفهم ما وصل اليه حالنا من تفتت وضياع وقتل يومي وتشريد وانهيار اقتصادي واخلاقي ؛ والاهم من كل ذلك ضمور وتلاشي وتمزق كيان ( الدولة ) في اكثر من دولة عربية ..
ان تسليح ما يسمى بقوى الثورة والمعارضة في سوريا ومنحها مقعدا في جلسات القمـُة ..يشي ان في الافق طبخات جديدة الكل مستهدف فيها ؛ الا كيان وعرش حمد وقلة قليلة ممن لف لفه والذين هم منبطحون على الدوام ..وهنا تقف في بلعوم الانسان عشرت الاسئلة التي امرّها : هل ان قطر ( ومن رفع يد الموفقة صاغرا ) تؤمن بالثورة والحرية والاليات الديمقراطية ؟ ..واين انتم من القتل والخراب اليومي المجاني الذي يعانيه شعب العراق منذ ثلاثة عقود واكثر ؟ ثم لماذا تدعمون ( الثوار ) في سوريا ؛ وتتجاهلون ..بل تقمعون وتحاربون شعب البحرين الذي لا يبعد عن الدوحة الا كيلومترات قليلة وينادي بابسط الحريات ضمن دولته ولا يرفع في احتجاجاته الا علم بلاده ؟ ثم لماذا لم تتوجهوا الى العالم وذلك عدوكم جاثم على الحقوق والارض وهو يمارس القتل والتشريد ويبصق بوجوهكم ليل نهار ؛ ويبول منذ اكثر من عقد من الزمان على مبادرة السلام العربية التي توسلتها قـُمة بيروت 2002 ويرفضها من اساسها ؟ ثم هل رايتم دولة من دول الاتحاد الاوربي ؛ او الافريقي او الاسيان او منظمة الدول الامريكية او من اي من الشعوب المتخلفة في العالم ؛ ذهبت الى مجلس الامن ودعته لاستخدام القوة ضد عضو من اعضائها الا انتم ايها القـُمامات ؟ الستم انتم من مهّد عام 1990 وبهمة وحماسة سئ الذكر اللا مبارك ؛ الى احتلال العراق وتدميره بدلاً من الحوار والتفاهم وتبني حل عربي لمشكلته مع الكويت ؟ ..وبذلك ضيّعتم العراق واوصلتموه الى حافة الضعف والتقسيم والتمزق ؛ وتزودونه اليوم بشتى انواع المفخخات والانتحارين والارهابيين الذين غسلت ادمغتهم مدارسكم وشيوخكم وفتاواهم التكفيرية ؟
لا اقول ذلك دفاعاً عن النظام في سوريا ..فهذا العجين من ذاك الطحين .. وهو نظام حاله حال كل انظمة العربان القمعية الدكتاتورية دون استثناء ؛ التي تهين الفرد العربي وتمسخ انسانيته وتطيح بابسط احلامه..ولكنني فقط اقول ان قراركم هذا تصريح علني وموافقة وصك على بياض بمزيد من الدماء والقتل والتشريد والدمار لشعب سوريا الذي لا ذنب له فيما يجري ..ومثلما ضيّعتم العراق ولبنان وليبيا وتونس ومصر وشطرتم السودان نصفين واليمن ماض الى نفس الطريق بدسائسكم ؛ فان النار قادمة حتما ولن ترحمكم ..وانها ستصل الى اعتاب دوركم بل وغرف نومكم ذات يوم ..وسينقلب عليكم الخليفة اردوغان بعد ان قبل بسرعة ويسر اعتذار صديقه نتنياهو ؛ ومن وراءه ؛ لان دوركم انتهى وانهم يبحثون عن مصالحهم .. ومصالحهم فقط ..واقراوا التاريخ ( اذا كنتم تحسنون القراءة ) فستجدون انه تمت التضحية بسهولة متناهية بالسادات وشاه ايران وبول بوت وماركوس وضياء الحق ومشرّف وغباغبو وعشرات غيرهم بعد انتهى دورهم وما عادوا يصلحون لادوار جديدة
اقف احتراماً لعقلية العراقي البسيط الذي اطلق ذات يوم مصطلح ( الاثول ) على كل من هو غبي الى الابد وبارادته وعن سبق الاصرار والترصد..واستميحه العذر ان اسمي لقاء العربان الاخير في الدوحة : قـُمة الثول العربية