محنة العراق قائمة منذ سنين بل منذ عقود و مازالت .. تغيرت السيناريوهات و تعاقبت ضده الاجندات و تعددت المخططات و تكالبوا عليه أعداءه و بعد اربعة عقود سالت و تسيل بها دماء العراقيين دون توقف … تمكن اعداء العراق من الايقاع به .
و للاسف ان اعدائنا استخدمونا جميعا لتمزيق هذا الوطن و وقع اغلبنا في هذا الشرك و صرنا سكاكين تقطع بهذا الوطن الغالي و تشتت هذه التربة الطيبة .. كل على شاكلة معينة ..
كلنا اشتركنا في المؤامرة على هذا الوطن ..
كل الذين نجحت معهم خطط التمييز الطائفي ..
كل الذين صدقوا الشعارات الكاذبة لكل مرشح ..
كل الذين راموا خيرا بمن وصلوا الى أي منصب حكومي منذ الاحتلال و الى حد الان ..
كل من ظن ان امريكا ممكن ان تسوق لنا من يساهم في بناء هذا الوطن ..
كل فرد قدم مصلحة الطائفة و الانتماء العرقي و المذهبي على مصلحة الوطن ..
كل من مسك القلم و كتب كلمة ضد العراق و هو عراقي متناسيا ان الله قد اقسم بالقلم و متجاهلا الامانة التي يحملها و بحث عن مجد شخصي متناسيا انتمائه و كتب سطوره ضد مصالح هذا الوطن .
كل الكتاب الذين لمعت اسمائهم على حساب محنة العراق و هم ليسوا الا سيوف تفتت الوحدة و تحطم المعنويات .. تقضي على ما تبقى من المعنويات .
كل من انبرى ليمزق جسد هذا الوطن و وجه افكارا مسمومة تزيد من احباط هذا الشعب .
كل أعلامي استخدمته قناته الاعلامية سواءاً كان اعلاماً مرئياً او مكتوباً ليسوق الى فكر الجهات المناهضة للعراق .
كل الشيوخ و السادة الذين يتكلمون باسم الطائفة من اهل الانبار او النجف ..
كل هؤلاء سواءاً كانوا يعلمون او لا يعلمون هم كانوا و مازالوا اسلحة بيد من يريد خراب هذا البلد .. و يلبون رغبات المعتدي الذي يهدف الى خراب الانسان العراقي قبل خراب العراق كأرض و ثروات .
كل القوى الدولية تعتبر كبوة العراق نصراً لها و تصب في مصالحها لذلك لن تساند اي جهة العراق للنهوض من كبوته كما حدث مع الكويت حين تم انتزاعها من العراق و اعادوا بنيتها في شهور ، و العراق الان بعد عقد من الزمان قابع في ظلام الفكر و الاحتلال و ظلام سياسة حكومته و ظلام ليله بدون كهرباء … العراق مزروع بين اعداءه على حدوده و خارج حدوده … و لا يتناسب مع مصالح اي من الدول المجاورة او الدول اصحاب النفود و القوة عودة العراق على خارطة الاحداث و القرار .
الانسان العراقي تكوين عصي على المؤامرات … و بما نسميه إصطلاحــــــــــا بـ ( الغيرة ) مكون نفسي رئيسي عند الرجل العراقي و كان هدف الحصار الاقتصادي ليس كسر الاقتصاد مطلقا فخيرات العراق لاتنتهي و لكن الهدف كان تغيير النسيج المكون للمجتمع العراقي من خلال خلق حالة فقر بين طبقات هذا المجتمع بعد ما انحسرت الطبقة الفقيرة جدا لكسر جبروت الانسان العراقي ، و خلق حاله من الجهل و الاميه ــ عند الشعب الذي علم البشرية الابجدية ــ بعد انحسار نسب الامة الى ادنى الدرجات ، ليأتي بعدها الاحتلال فلا يجد مقاومة حقيقية تهزمه من شعب انهكه الفقر و الحاجة لتفاصيل العيش البسيطة .
لن تقوم لنا قائمة قبل ان يدرك العراقيون كنه المؤامرة المنسوجة ضد هذا الوطن و لن تنجح اي محاولة اصلاح اذا لم تكن نابعة من صميم هذا الشعب .
و اذا استخدم عدونا جهل معظمنا بحيل و مكر سياسات اسرائيل و امريكا و عدم وعينا لحجم الخطر فعلينا الان ان نعي و نتسامى عن ضياع جهودنا سدى في طائفية مقيتة قد ينشدها تارة شيوخ الانبار و الموصل وقد ينشدها اهل النجف تارة اخرى .
و ما زلت و رغم كل عتامة الصورة لم افقد يقيني بهذا الشعب الذي و رغم كل الالم و الجراح لم يترك ارتياد شارع المتنبي و لم يترك حبه للمعرفة ..
لن نغني للماضي التليد و نتكلم عن اجداد لنا بنوا و هيأوا و لكن حتما جينات هؤلاء الاجداد مازالت فينا و مازالوا اصحاب القلم الصادق المسؤول يحاولون النهوض بالفكر و ينشرون الوعي و يكتبون الحق و هم ابناء الوطن النجباء و هم كثير .
لا مخرج من الوحل الان بغير هذا الشعب .. انقلابنا على الطائفية و حصر الجهود في الانقلاب على كل من يريد بث اليأس في نفوسنا حتى نقبل بالتجزئة و اقناعنا بان التجزئه خير من ان نموت حفاظا على الوحده … اليوم الحلول ليست بيد اي سياسي يعتلي منصبا سياسيا او حزب او برلمان لا حلول اليوم الا في يد الشعب .
و للاسف الشديد نجح اعداؤنا في إسكات هذا الشعب … و من الان حتى يثور هذا الشعب ستبقى كل جهود الاصلاح يتيمة و ستبقى خيرات البلاد منهوبة و لا إستغراب امام اي حدث يحدث هنا في العراق .. مليارات منهوبة .. عقود زائفة شهادات مزورة .. طائفية مقيتة .. كتاب لا مسؤولون .. مقالات تروج للهزيمة .. رشاوي و فساد إداري .. إغتيال علماء و ضباط كبار .. أسماء معروفة باعت ضمائرها .
كلها اهداف طبيعية يرمي اعداؤنا الى حصولها بل و استمرارها و ساعد على ازدهارها ضعاف النفوس .
لاحل غير ثورة هذا الشعب .
و لن تنجح الثورة بين ليلة و ضحاها لانها ستواجه عشرات الاعداء و بدون حليــف او صديق .. و لكنها الامل الوحيد أو بقاء الحال كما هو عليه بل و سيؤول للاسوأ يوما بعد يوم .