استضافت الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية …الأحد، الاجتماع التاسع والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي،
” الذي تم تأسيسه في الخامس والعشرين من شهر أيار من عام 1981م، وهي الدورة الثانية بعد حصار دولة قطر منتصف العام الماضي، إذ عقدت الدورة الـ38 في شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي في دولة الكويت، التي تبنّت دور الوساطة مع عمان في الأزمة الخليجية، ورفضت الانحياز لمعسكر الحصار. وشهدت القمة الماضية محاولات تخريبية من قبل دول الحصاروالقمة هي عبارة عن منظّمةٍ إقليميةٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ، تتكوّن من ستّة أعضاء تطل على الخليج الفارسي وهي الإمارات، والسعودية، والبحرين، وسلطنة عُمان، وقطر، والكويت، وتُعتبر الرّياض في السعودية هي المقر له”القمة عقدت وسطَ خلافاتٍ وانقسماتٍ ومقاطعةٍ دبلوماسية وتجارية مع الدوحة ويأس من الرهان على حصول صحوة تفتح نافذة في أفق المصالحة، لذا عوّل كثيراً على القمة التي انعقدت و جو بارد ساده المؤتمر لعدم حضور اثنان من الرؤساء في المجلس من قادة دوله . من المؤسف حقا استمرار الأزمة الخليجية التي كشفت عن إخفاق المجلس في تحقيق أهدافه، وتلبية طموحات شعوب دوله، ما أضعف من قدرته على مواجهة ابسط التحديات والمخاطر وتم الكشف عن محاولة لحرف بوصلة الاجتماع باتجاه إيران والتي جوبهت بالرفض من قبل البعض من الدول ، التي ترى تحديات المنطقة الاهم مثل استغلال الولايات المتحدة الامريكية الخلاف الخليجي الايراني لصالحه ومحاولة ابتزاز هذه الدول وارعابهم من الجمهورية الاسلامية الايرانية لذا كان أول من عارض الموقف السعودي الإماراتي هو الطرف الكويتي الذي أراد من قمة الخليج أن تكون للمصالحة الخليجية في وقت انحازت فيه البحرين والامارات الى جانب المملكة العربية السعودية والامارات في وقت فضلت الكويت وعمان النأي بالنفس ومحاولة لعب دور الوساطة لرأب الصدع مع العلم ان أمير الكويت، يعتبر الأب الروحي لفكرة المجلس في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، سيفي إلى محاولة الإبقاء على وجود منظومة “مجلس التعاون الخليجي” فقط، من دون النظر إلى التوصّل لأي نتائج سياسية أو اقتصادية أخرى.
أن انعقاد هذه القمة ليوم واحد فقط كما حدث في قمة الكويت التي اعتبرت شكلية فقط مثل القمة الماضية ولا تختلف عنها .وبلاشك فأن لهذه المواقف ان تكون لها تداعيات ايجابية في هذه الظروف لصالح القضية اليمنية اولا …لقد جاءت عملية تخفيض مستوى الحضور من قبل عمان وقطر ، بمثابة ضربة موجهة بالدرجة الأولى للأهداف التي تشكل من أجلها مجلس التعاون، وهي صيانة البيت الخليجي، والحفاظ عليه موحداً بوجه التحديات الخارجية. وساد الظن أن تشكل التطورات الخطيرة في اليمن نوعاً من الصدمة الإيجابية في دول الخليج، تشعر قادتها بأهمية لمّ الشمل الخليجي من جديد، وتجاوز الحسابات الأنانية، والإقلاع عن النزعات التخريبية التي بدأت تظهر نتائجها التدميرية في اليمن بسبب الحرب التي وصلت الى طريق مسدود بعد اربعة اعوام ، وتحولت من عملية مساندة للشرعية اليمنية بغية مواجهة الحكومة الوطنية اليمنية ، الى حرب ضد الشعب اليمني الذي يواجه الفقر والمرض، بسبب الحصار، والدمار لكل مقدراته من جراء السياسات الرعناء في إدارة الحرب . إنّ “استمرار الأزمة الخليجية كشف إخفاق مجلس التعاون الخليجي في تحقيق أهدافه وتلبية طموحات شعوبنا الخليجية”و لا يبدو انه في احسن حالاته مع تفاقم الانقسامات الداخلية بين اعضائه والازمة في العلاقات مع الحليف التاريخي واشنطن فضلا عن الارتباك ازاء ايران التي تعزز موقعها المتقدم نحو الامام يوما بعد يوم .. وكانت قطر قد انسحبت من منظمة “أوبك” النفطية الفترة القريبة الماضية بسبب خروج المنظمة عن أهدافها وسيطرة القرارات السياسية عليها، في إشارة للتلاعب السعودي بخفض الإنتاج ورفعه لأجل أهداف سياسية خاصة بالرياض. وتشير دلالة الانسحاب القطري من “أوبك”، ربما إلى استعداد الدوحة للانسحاب من منظمة دول “مجلس التعاون”، إذا ما استمرت في فشلها، وانحياز أمينها العام لمعسكر دول الحصار، مع أن الموقف الرسمي القطري لا يزال ينفي وجود هذه النية في دوائر القرار حالياً .ان المخاطر المحدقة بدول الخليج جراء استمرار النزاع واحتمال تفكيك المجلس ستكون بالتأكيد كبيرة واصخم من مخاطر النزاع الدائر في حلقة ضيقة الان بين هذه الدول الشقيقة ويأمل الجميع ان تمر هذه الازمة ليبقى المجلس اطاراً خاصاً وجامعاً لسياسات الدول التي تحافظ على السلام والروابط الحسنة مع دول الجوار في المنطقة لحفظ دولها بدل ان تكون ضيعة من ضياع الولايات المتحدة الامريكية او ( بقرة حلوب ) كما اطلق عليها دونالد ترامب الرئيس الامريكي الحالي.