17 نوفمبر، 2024 11:49 م
Search
Close this search box.

هل يستطيع عادل عبد المهدي الوقوف بوجه الإملائات الخارجية ؟

هل يستطيع عادل عبد المهدي الوقوف بوجه الإملائات الخارجية ؟

ما حصل في جلسة اليوم في البرلمان العراقي يؤكد تبنِّ وتمسّك عادل عبد المهدي ببعض الأسماء المشبوهة بالفساد والفشل والإنقياد للأجنبي توليها مناصب وزارية أمنية،عادل عبد المهدي تحدثنا عنه كثيراً وقلنا في منشورات كثيرة قبل وبعد تكليفه بتشكيل الحكومة بأنه غير مستقل كما يُشاع عنه، وغير قادر على إدارة المرحلة كما يعتقد الكثير من الجهات والشخصيات السياسية والشعبية، عادل عبد المهدي لا يستطيع إتخاذ أتفه القرارات التي من شأنها أن تكون قرارات عراقية ( مستقلة ) بل لا يمتلك أتفه قرار يمكن أن يكون عراقياً، فكيف ننتظر منه أن يقف بوجه الكتل السياسية التي تريد تمرير فالح الفياض على قاعدة:( بعد ما ننطيها )،أو كما يقول المثل الشعبي:( تريد أرنب إخذ أرنب، تريد غزال إخذ أرنب )، لو كان عبد المهدي رجل دولة ويستطيع تقدير الأمور ولديه الحرص على سلامة واستقرار العراق ويسعى لتحقيق المصلحة العامة ولديه عقلية سياسية واقتصادية لما أرتضى لنفسه أن يكون (أسيراً سياسياً )بيد الإرادة الخارجية عبر (تحالف البناء )الذي تشكّل بإرادة (إيرانية – قطرية ) بأدوات شيعية – سنية، هادي العامري والمالكي من جهة، وآل كربول والخنجر من جهة أخرى ليصبح هذا التحالف ورقة سياسية ( اجنبية) عرّابها قاسم سليماني الذي يقضي أوقاته في بغداد أكثر مما يقضيها في طهران، ويمارس مهامه على هذا التحالف أكثر من المهام الملقاة على عاتقه في إدارة« فيلق القدس »ومهمة تحريرها من الصهاينة، لدرجة أن سليماني بات يتحكم بالعراق وكأنه حاكم مطلق !.

إذ كيف يرتضي لنفسه عبد المهدي أن يكون أداة بيد الأجنبي لتنفيذ مشاريع الخارج إذا كان عراقياً ؟، وهنا بودي أذكر موقف له صلة بما أقول وهو وقوف عبد المهدي ضد العقوبات الأمريكية على إيران وقوله ؛ نحن لا نقبل بالإملائات الأمريكية، وهذا موقف جيد، لكن السؤال الذي يطرح أكثر من علامة إستفهام . هل يستطيع عبد المهدي أن يرفض الإملائات الأمريكية فيما يتعلق بالسياسة النفطية والإستعمارية أم أنه عاجز عن الوقوف بوجهها كعجزه عن الوقوف بوجه فالح الفياض الذي أحدث شرخاً سياسياً في حكومته وصار عنوان أزمة سياسية كبيرة في « مانشيت » كابينته الوزارية التي ولدت مشوّهة( بالتقسيط الممل )ورغم ذلك لحد الآن لم تكتمل !.

أحبتي الكرام ..

الحديث طويل عن عدم إمكانية عبد المهدي تحقيق طموحات الشارع، وليس هناك امل يلوح في الأفق عن قدرة عبد المهدي تغيير ولو جزء بسيط من واقع العراق المزري، ولا تنسوا بأن عبد المهدي لم يأتي من كوكب المريخ لكي نعقد عليه آمالنا ونتطلع الى عراق حر تسوده كرامة الإنسان بعد توليه قيادة العراق، بل جاء عبد المهدي الى سدة الحكم من نفس البيئة السياسية الحاكمة التي أوصلتنا والبلاد الى هذا الضياع والبؤس والذل والحرمان، فلا تعقدوا آمالكم على هذا «العجوز» الذي لا يقوى على إنقاذ الوضع السياسي الذي صار يتفاقم يوماً بعد يوم بسبب الإملائات الخارجية التي أعلن عن رفضها عبد المهدي كذباً وزوراً ونفاقاً، وإذا كان عبد المهدي صادقاً فيما يقول وهو ليس كذلك، فعليه أن ينقذ العراق من مستنقع سياسي سينعكس سلباً على الوضع الأمني والخدمي والإقتصادي، وذلك برفض الفياض وعدم الإذعان الى ما يمليه عليه المالكي والعامري، وإذا بقيت الأمور على هذا النحو من الإحتقان السياسي فأعتقد جازماً أن جملة واحدة من المرجعية الدينية تقول لهؤلاء المنافقين( ابعدوا فالح الفياض )عن وزارة الداخلية، فهو مجرب ونحن قلنا:( المجرب لا يجرب )، حينها تستقيم الأمور وتُطهّر العملية السياسية من دنس السياسيين مثلما تطهّر العراق من دنس داعش بجملة واحدة،فما قيمة تطهير العملية السياسية من هذا التمساح السياسي أمام تطهير العراق من تماسيح الدواعش؟.

هذا هو الحل والحل (الوحيد ) في حال بقي إصرار وتعنّت «تحالف البناء » على الجنرال (الدمج ) فالح الفياض .

أحدث المقالات