22 نوفمبر، 2024 11:32 م
Search
Close this search box.

الرثاثة لاتصنع التغيير

الرثاثة لاتصنع التغيير

عبارة الاصلاح والتغيير لم تعد لها قيمة بعد كل هذا الفساد والخراب فلن ينفع الاصلاح بمنظومة متهالكة و فاسدة ، كما ان التغيير لاتصنعه ايادي ملطخة بالفساد ، ومن يقترب من هذه المنظومة وان كان وطنيا ديمقراطيا فهو الاخر سيصاب بالفساد واذا لم يصاب فأنه يصبح غير مؤثر ، لاتربط الجرباء حول صحيحة خوفا على تلك الصحيحة ان تجربُ.

عندما تظهر الاعشاب الضارة في ارض مهملة يعتقد البعض ان حرق الاعشاب او جزها سيقضي عليها وهذا خطأ فادح اذ أن جذور هذه الاعشاب غالبا ماتمتدعميقا بالتربة وتمتاز بالقوة ولذلك العلاج يكمن بالبحث عن الجذور وقلعها وبعد ذلك يتم حرث الارض لكي تتعرض لاشعة الشمس حيث تتنفس التربة وتستعيد عافيتها .

محاربة الفساد جملة غير دقيقة وانما قلعْهُ ومعالجة اسبابه هو الحل الناجع ، قلع الفساد يحتاج لارادة وطنية ، الارادة الوطنية سلبت منذ ان وضع المحتل قدمه على تربة الوطن ومنذ ان استبدلت الاحزاب الوطنية بأحزاب طائفية ، ولذلك علينا قدح نار الوطنية وايقاد شعلتها لطرد الظلامية ، اسباب الفساد كثيرة ومتنوعة اغلبها تقع تحت مظلة ألطائفية ، الطائفية أنجبت المحسوبية والمنسوبية وسطوة العشائر وعسكرة المجتمع وتفشي الجهل والامية والبطالة وانتشار الامراض والاوبئة كل هذه حدثت بسبب انشغال الاحزاب المتأسلمة بحرب الطوائف ، وما يحدث اليوم من خراب ناتج عن اهمال متراكم .

من غير المعقول ان تقود الاحزاب المتأسلمة مسيرة الاصلاح فهذا يعتبر ضحك على الذقون ولايمكن تحقيق الاصلاح والتغيير برعايتها مثلما يحدث اليوم ان تأتي حكومة تكنوقراط مستقلة لتدير دفة الحكومة ولكن برعاية احزاب السلطة !!!
احزاب السلطة لاتمتلك الارادة الوطنية وان يحاول بعضها رمي ثوب التبعية الا انها وان استبدلته فستستبدله بثوب رث اخر ، فهي استبدلت رثاثة حكم الطوائف برثاثة حكم العوائل .

نحن نؤمن بأن احزاب السلطة منحت نفسها قرض سياسي جديد لادامة بقاؤها بالسلطة عبر انتخاب مشوه هي نفسها لم تعتمد نتائجه خوفا من فشل جديد يضاف لرصيدها الضعيف لدى الجماهير الغاضبة ، كان المفروض من احزاب السلطة ان تعي المرحلة الحرجة التي يمر بها الشعب وتدع القوى الوطنية المخلصة العمل من اجل أنقاذ مايمكن انقاذه الا انها فضلت مصالحها على مصلحة الشعب ، علماً اننا كنا متفائلين بالانتخابات لاننا نؤمن بالتغيير عبر الممارسات الديمقراطية التي كفلها الدستور الا ان سطوة احزاب السلطة وغياب الشفافية ادى لنتائج مؤسفة ومحبطة في الشارع العراقي .

الرهان على الحكومة الجديدة غير مقبول جملة وتفصيلا ، لسنا بغفلة عما حدث من ضغوطات على المكلف بتشكيل الحكومة ، لسنا من المتفائلين بها ولو نتمنى ان نكون مخطئين ، الا ان التجربة علمتنا لايمكن صناعة الدبس من مزاليج البصل

أحدث المقالات