خاص : ترجمة – آية حسين علي :
يقال إن السيدات اللاتي يرغبن في الوصول إلى مناصب عالية لا يتعاون فيما بينهن؛ وإنما يبدأن منافسة لا تنتهي مع بنات جنسهن، وقد يكون هذا الأمر إحدى أبرز النتائج التي رشحت عن المجتمع الأبوي الذي نعيش فيه، وقد يتعلق الأمر بمجموعة من الأسباب الأخرى.
ولا تواجه المرأة في “المجتمع العربي” فقط تحديات كبيرة للوصول إلى مناصب عالية؛ وإنما هذا هو حال السيدات في العالم كله، إذ بلغت نسبة السيدات اللاتي وصلن إلى منصب رؤساء مجالس الإدارات في “أوروبا”، على سبيل المثال، إلى 14% فقط.
وتشير البيانات إلى أن الطريق لا يزال طويلاً أمام المرأة للوصول إلى ما تحلم به وتستحقه، وهو ما يبرر حرص كل واحدة منهن على الإحتفاظ بمعلوماتها ومجهوداتها دون الإقبال على التعاون مع الآخريات، بينما يبقى الرجل مرتاح البال لأنه يدرك أن المنافسة لن تطوله، وأنه لديه القدرة الأكبر على الوصول دون الدخول في مهاترات لا فائدة منها.
التنافس مع السيدات فقط..
تتربى الفتاة في المجتمع على التنافسية وتتعلم، منذ الطفولة، أنها يجب أن تصبح أفضل وأن تحارب من أجل الوصول إلى مناصب عليا، وتدرك أن عدد المتنافسات كبير، لكنهن يتنافسن من أجل الحصول على عدد ضئيل من المناصب.
مع ذلك؛ تكتشف الفتيات سريعًا أنهن تربين بنفس الطريقة، وتعرف حينها أن السيدات الآخريات – وليس الرجل – هن غريماتها اللاتي يجب أن تحاربهن، لأن المنافسة مع الجنس الآخر لن تكون في حدود قدراتهن، خاصة أن العالم كله، بما فيه الآباء والمدرسين، يرون دائمًا أن الفتى قويًا شجاعًا، لكن الفتاة لن تتعدى كونها جميلة وهادئة وقد يمدحونها أكثر فيصفونها بالذكاء، لذا مع الوقت يتكيف الفتيات مع حقيقة كونهن متنافسات دائمًا، ويدركن أن المنافسة يجب أن تكون مع بنات جنسهن الآخريات فقط؛ على أن تظل بعيدة عن الرجال الذين يولدون وفي يدهم المقومات التي تجعل حصولهم على المنصب الأعلى سهلاً ويسيرًا وبشهادة المجتمع.
كيفية علاج هذه المشكلة..
تعتبر المرأة هي الطرف الخاسر دائمًا في هذه المنافسة التي لا تنتهي، والواقع أنها ليس لها يد في نشوبها، وإنما هي من فعل المجتمع الذي أخطأ في تربية الفتاة على ضرورة المنافسة للوصول، ولعلاج هذه المشكلة يجب أن تحاول السيدات علاج ما فعله بهن المجتمع، بتغيير نظرتهن لزميلاتهن في العمل.
قدمت الطبيبة النفسية ومديرة المعهد الأوروبي للدراسات الفعالة، “إستريا فلورس كاريتيرو”، مجموعة من النصائح للسيدات في العمل لتقليل حدة هذا التوجه، وتقول إنها من واقع تجربتها كانت تفضل التعامل مع السيدات ومساعدتهن للوصول إلى المناصب التي يستحقونه، ونصحت بالتالي :
– لا تجعلي الجنس يؤثر عليكِ؛ يجب على كل موظفة أن تسعى إلى التعامل مع جميع الزملاء على أساس الكفاءة دون أن يحركها فكرة كونه رجل أو إمرأة، وأن تحاول تقديم المساعدة للجميع دون تفرقة.
– الحوار والنقاش أساس العمل الجيد؛ وإذا وصلت السيدة إلى أحد المناصب العليا، فيجب عليها أن تبني إدارتها على أساس الحوار والمناقشة والاعتماد على فريق على قدر عال من الثقة دون تفضيل الرجال على النساء.
– تجنبي الدخول في منافسة مع زميلاتك؛ لأنها تزيد ضغوط العمل وتضعف الإنتاجية، إذ ثبت أن وجود علاقات جيدة بين العاملين يؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية.
– تسهيل القيام بالمسؤوليات العائلية؛ إذ توجد 13 سيدة فقط، من بين كل 40 موظف، لا يستطيعون العمل بسبب مسؤولياتهم الاجتماعية، لذلك لا يجب قصر الأيام المضاعفة في العمل على الموظفات.