تتصاعد يومياً وتيرة التظاهرات العنيفة ضد سياسة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، وقد أخذت هذه التظاهرات صيغة أعمال شغب عنيفة،مما حدا بالشرطة أن تستخدم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ،ومن ثم تطورت المواجهات الى إعتقالات واسعة،وجرحى من الطرفين.
لقد إتسمت تلك الإحتجاجات الشعبية بمشاهد فوضوية في شوارع باريس ،حيث أقام المحتجون المتاريس المعيقة للمرور،وتم إحراق سيارات الشرطة وسيارات المواطنين وكذلك تحطيم نوافذ المحلات التجارية في شارع الشانزيليزيه السياحي ومناطق أخرى،و بعد أعمال الشغب العنيفة ، ألقت الشرطة القبض على أكثر من 200 شخص في العاصمة، وأصيب نحو 65 شخصاً من بينهم 11 من رجال الشرطة في إحصاءات أولية.
وعلى مقربة من قوس النصر يعمل مثيرو الشغب الى كسر الطوق الذي فرضته الشرطة برمي رجال الأمن بالحجارة،مما حدا بالأخيرة لقمع المتظاهرين و استخدام أساليب مواجهة جديدة طارئة.
من بين حزمة مطالبها ، تطالب (السترالصفراء) بتخفيضات ضريبية وخفض أسعار الوقود وزيادة في الحد الأدنى للأجور والرواتب،وهذه المطالب لايمكن أن يتم عرضها بهذه السلبية التي سيذهب جراءها أبرياء في الإصابات والإعتقالات، وتعهد الرئيس ايمانويل ماكرون بالضريبة الخضراء المثيرة للجدل على الديزل وسعر الوقود. لكن هذا لا يكفي لإرضاء الناشطين وتهدئتهم،حيث نظموا أنفسهم بطريقة عارمة ونزلوا الى الشوارع بالآلاف.
وناشد العديد من السياسيين المعارضين الحكومةَ لتخفيف العنف وفتح حوار وطني مع أعضاء (السترالصفراء) وارتفعت أصوات عديدة تقول أن ليس من العدل وصف محتجي حركة (السترالصفراء) بأنهم (بلطجية) و(فوضويون) و(عنصريون) و(متطرفون) اعتماداً على الاضطرابات وعمليات التخريب التي تسببت بها الاحتجاجات وقد تكون خلفها مجموعات صغيرة (مندسّة) فقط من المتظاهرين.
بالرغم ممايشاع عن أن هذه الحركة غير تابعة لمؤسسة حكومية أو سياسية محددة،حيث إنها حركة شعبية واسعة إستطاعت أن تستقطب الآلاف من الشباب بسرعة خاطفة،لكن ثمة من يذهب إلى الشك بأنها تقف وراءها أحزاب من اليمين المتطرف واليسار المتطرف. وكان لوجود بعض الأشخاص السيئين بين صفوفها ممن قاموا بأعمال التخريب والشغب الفضيعة بحق الأموال العامة والخاصة ـ كمعظم حركات الاحتجاج في العالم ، وآخرها ماحدث في محافظة البصرة العراقية ـ إلا أن من الخطأ تعميم الألقاب التي أطلقها بعض النقاد على المتظاهرين بأجمعهم، سواءً أكانوا من السائقين أم المزارعين أم طلاب الجامعات، الذين ارتدوا الستر الصفراء وخرجوا إلى الشارع للتعبير عن غضبهم. أن ظاهرة التعبير عن الرأي وحق الإحتجاج السلمي مهما عظم حجمه ومساحة تأثيره حق مكفول بالأعراف والدساتير والقوانين المرعية السائدة في فرنسا وعموم أوروبا ،لذا يُعَدُّ ماحدث في احتجاجات فرنسا غريباً تماماً عن أجواء هذه البلدان وخصوصاً بعد إنتشار شرارة الإحتجاج العنيف والشغبي والتخريبي في بلدان أوروبية أخرى مثل بلجيكا وهولندا ،مما يرسم علامة إستفهام كبرى على هذا النشاط الجماهيري غير الطبيعي، والأعمال الخرقاء التي رافقته.
وربَّ قولٍ أنفذُ من صَوْل.