ليس النفوذ الذي يمارسه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق يتحدد بممارسة الضغوطات وفرض أمور مسائل تتلائم مع مصالح هذا النظام، بل إن واحدا من أهم أشکاله وأساليبه المتبعة في بلدان المنطقة الخاضعة لهذا النفوذ، ولاسيما في العراق، عمليات الاغتيال والتصفية التي قامت فرق وجماعات تابعة لهذا النظام في هذا البلد.
إغتيال عادل شاكر التميمي، الحليف المقرب لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، والذي اغتالته قوة القدس في سبتمبر/أيلول، الماضي وقد کان يشارك في محاولات بغداد لرأب الصدع بين السنة والشيعة في العراق، كما عمل مبعوثا، وإن لم يكن يحمل درجة رسمية رفيعة، في مجال استعادة وتحسين العلاقات مع دول الجوار كالأردن والمملكة العربية السعودية. وکذلك إغتيال شوقي الحداد من جانب نفس الجهة، وقد کان يتلقى دعم طهران لكنه في الفترة الأخيرة اتخذ نهجا أكثر وطنية، وقد تم تنفيذ الاغتيال في يوليو/ تموز في أعقاب اتهامه إيران بالتدخل لتزوير الانتخابات العراقية.، هذه المعلومات جاءت في تقرير لصحيفة”ديلي تلغراف”اللندنية، بما يٶکد ماقيل ويقال عن التدخلات الايرانية وأعمال القتل والاغتيال من جانب طهران.
صحيفة “ديلي تلغراف”، التي نشرت هذا التقرير قبل أيام، نقلت عن مسؤولين أمنيين بريطانيين قولهم إن طهران تستخدم فرق اغتيالات لإسكات منتقديها، وسط ما وصفته بمحاولات إيرانية للتدخل في شؤون الحكومة العراقية الجديدة. وهذه الفرق”بحسب ماجاء في التقرير أيضا” نشرت بأوامر من قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في محاولة لإرهاب خصوم إيران في العراق. ولاشك فإن هذه المعلومات ليست بشئ غريب وطارئ على الشارع العراقي، إذ أن کل هذه المعلومات التي جاءت في الصحيفة البريطانية معروفة غير إن لتوثيقها معنى ومغزى آخر، إذ يدل ويشير الى أن مايقوم به النظام الايراني في العراق متابع دوليا وهو تحت المجهر وإن هذه المعلومات سيأتي اليوم الذي يتم فيه إستخدامه ليس ضد النظام الايراني والارهابي قاسم سليماني فقط وإنما حتى ضد المتورطين من العراقيين معه.
هذا التقرير الذي تحدث عن نشر فرق الاغتيالات في أعقاب الانتخابات العامة في العراق في مايو/أيار، بعد أن تعرقلت محاولات طهران لفرض نفوذها في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة جراء فشل المرشحين الذين دعمتهم في الفوز بالأصوات الكافية لتشكيل الحكومة. يميط اللثام عن حقيقة الوجه البشع والدميم للنظام الايراني وسعيه المستمر من أجل تحقيق مآربه عن طريق الاعمال الارهابية ولاسيما الاغتيالات، ولاننسى هنا أن نشير الى تورط هذا النظام على المستوى الدولي في نشاطات إرهابية بهدف تصفية معارضين سياسيين له من المقاومة الايرانية في فرنسا والولايات المتحدة وغيرها، وإن ملف نشاطاته المشبوهة هذه في طريقه للفتح وفي هذا أيضا أکثر من معنى ورسالة ولاسيما لأولئك اللاهثين والمتورطين من العراقيين وغيرهم في بلدان المنطقة مع هذا النظام المشبوه.