18 نوفمبر، 2024 1:22 ص
Search
Close this search box.

الحكيم والصدر ينجحان في تشكيل ائتلاف جديد وينهيان سطوّة ائتلاف المالكي على الحكومات المحلية

الحكيم والصدر ينجحان في تشكيل ائتلاف جديد وينهيان سطوّة ائتلاف المالكي على الحكومات المحلية

نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة كانت متوّقعة للكثير من المراقبين السياسيين , ولولا سيطرة ائتلاف رئيس الوزراء على جميع الحكومات المحلية في المحافظات عدا ميسان لكانت الهزيمة أشد وأقسى , والجهة الوحيدة التي كانت تراهن على تحقيق الفوز الكاسح هي قيادة نوري المالكي التي أدارت ملف المعركة الانتخابية في ائتلاف دولة القانون , وبكل تأكيد فإنّ هذه النتائج قد جائت بما لا تشتهي قيادة نوري المالكي .
وأبرز ما جائت به هذه النتائج هي خسارة ائتلاف رئيس الوزراء للاغلبية المطلقة في كل المحافظات التي كان يسيطر عليها , وبكل تأكيد فإنّ فقدان هذه الأغلبية قد اتاح لخصومه الفرصة لإزاحة ائتلافه عن حكومات هذه المحافظات , وكان من الأجدر أن تقرأ قيادة نوري المالكي هذا الواقع الجديد الذي فرزته صناديق الاقتراع , وأن تتخلى عن الغرور والغطرسة التي أصابت هذه القيادة بعد الانتخابات المحلية السابقة , وأن تعي جيدا أنّ بإمكان الخصوم تشكيل تحالف جديد يقصيهم عن تشكيل هذه الحكومات أو المشاركة فيها , خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار العلاقة المتشنجة مع كتلتي المواطن والأحرار .
لكن على ما يبدو أنّ القيادة المسؤولة عن إدارة هذا الملف قد أصيبت بالترّهل وفقدان القدرّة على اتخاذ القرار الصحيح , وإلا فهل فكرّت هذه القيادة أنّ بإمكان كتلتي المواطن والأحرار والتي حصلت على 118 مقعدا أن تمنعهم حتى من مجرد المشاركة في تشكيل هذه الحكومات المحلية ؟ .
فها هم الحكيم والصدر ينجحان في تشكيل ائتلاف جديد بينهما ويعلنان عن عزمهما بتشكيل الحكومات المحلية في المحافظات التي جرت فيها الانتخابات , ولا أدري ماذا ستفعل قيادة نوري المالكي الفذّة المكلّفة بإدارة هذا الملف ؟ فهل ستقوم بشراء أصوات الأعضاء بملايين الدولارات كما أشيع ؟ أم أنّها ستقر بهذا الفشل الذريع وتنتقل لصفوف المعارضة ؟ .
لكنّ المشكلة ليست بفقدانهم للحكومات المحلية فحسب , بل أنّ هذه الهزيمة ستكون لها آثار كبيرة على الانتخابات البرلمانية القادمة وربّما ستفتح هذه الحكومات الجديدة الكثير من ملفات الفساد على الحكومات السابقة وبالتالي فإنّ هذه الملفات لو فتحت , فإنها ستفتح بابا من أبواب جهنم على قيادات ائتلاف دولة القانون المحلية .
والحقيقة أنّ ائتلاف دولة القانون في وضع لا يحسد عليه , فالمشاكل تتوالى عليه من كل حدب وصوب , فالأخطاء المتراكمة والاعتماد على أنصاف السياسيين واشباه المتعلمين والمغرورين من قيادات الدعوة , كلها عوامل ساهمت في هذه الهزيمة .
ففي معظم البلدان الديمقراطية عندما تخسر الأحزاب السياسية الانتخابات وتفقد السلطة , فإنّ أول إجراء تقوم به هذه الأحزاب هو تغيير قيادات هذه الأحزاب والمجيئ بقيادات جديدة تحل محلها , لكّني لا أعتقد أنّ حزبا إسلاميا كحزب الدّعوة يمكن أن يقوم بمثل هذا الإجراء , لأنّ هذا الإجراء لا يقوم به المنتفعون والفاسدون والانتهازيون , ومشكلة الأحزاب الإسلامية جميعا أنّها تعجّ بأمثال هؤلاء , ومن يعتقد أنّ القادم الجديد سيكون أفضل من الذين سبقوه , فعليه بمراجعة حسباته وأفكاره , فالحقيقة المرّة إنهم من طينة واحدة .

أحدث المقالات