كل ما فيه يوحي بالانشراح وترتاح اليه العين وتأنس به النفس والقلب معا. دعاني الى الاستماع له لبعض دقائق ينصحني كي أكتب عن حالة يعيشها معظم من حولنا. كان في حديثه نكهة الدعاية التي تزخر باللطف والمجاملة الصادقة .وهو ينفث الهواء من جوفه حسرة على من لا يحترم زميله في حومة العمل..أو يريد ان يقنع الاخرين أنه انفرادي في المعلومة ولا يضاهيه أخر بها . وهناك من يقربك الى نسف كل مبادئك وقيمك الروحية والنفسية .. علما ان العاقل يأخذ كل ما يوافقه ويسير على خطى الذين كتبوا الطرائق السليمة لحياة سليمة تضمن بها السعادة في الحياة والجنة في الاخرة .
جلست معه الدقائق الثرية استمع لكلماته الصادقة التي ما زالت ترنّ في اذني عن كتابة مقال ينبّه اصحاب العقد النفسية ..
انشغلت بحديثه اياما عن كتابة مادة تتوافق مع اتجاهات الوضع وقابلة للنشر والقراءة فبدأت ابحث عن زوايا ضالتي ومع من اتحدث يقنعك حديثه بانه صحيح وقراءته معمقه وعليك ان تصدقه.
عادة ذاكرتي لبداياتي في الكتابة وكيف كان العمل الكتابي يحتاج الى وقفة صلبة ومهنية عالية حتى تنجح وسط الكوادر والامكانات الفنية المتالقة رغم قلة عددها وهي تساهم في تذليل الكثير من العقبات حتى انتعشت من خلالها الاقلام الواعدة الى ما هي عليه الان من المكانة والمستوى .. تنافس بصبر الاقلام المنفلتة التي لا هدف لها او مركزية او انتماء مهني.اقلام انشطرت من العشوائية وأخذت تلاعب بتخلّف المهنيين وتنتصر نتيجة بعض الادارات المتخلفة التي تسير عكس الاستقامة والنزاهة حتى غرقت بمستنقع الكتابة التجارية.
والبعض الاخر وان كان يمتلك القدرة على التوجيه التوعوي الا انه لا يوجه المواطن القارئ الوجهة السليمة وان بعض الاقلام ارتبطت باتجاهات فكرية وادبية او سياسية.. فجعل القارئ حائرا وخلق بعض التشويش لا تجاهاته.
الكل يتفق ان الاقلام الوطنية بكل اجناسها هي وجه العراق بالصفتين الرسمية وغير الرسمية. بل هي مرآته الاجتماعية الموجهة.
الاقلام الوطنية كالحياة في جسد مجموعة من الخلايا لكل خلية وظيفة وواجب جميعها تلتقي حول هدف واحد هو خدمة الوطن والانسان ككيان وحد.
الاقلام الوطنية كالآباء توجه ولا تقيد دورها لبناء الحصانة الاخلاقية والجدار التربوي لرد المنحرفين والملحدين المتاثرين بالغزو الحضاري الزائف للاستعمار المتبرج والمتبهرج بالانفلات الاخلاقي على انه حرية وديمقراطية.
نحتاج الى اقلام مسؤولة وبشكل متطور تمجّد الاخلاقيات الدينية الاصيلة والتقاليد الاجتماعية التي انقرضت تقريبا، وتبعث روح الوطنية في الانسان…
فالتضحية بدون قدرة لا تكفي والمراقبة المباشرة افضل من التقييد والإكراه.