حياة الطفولة والبراءة تخط في أوراق يومياتها ذكريات جميلة مَرَتْ على الجميع بكهكهاتها النقية والجميلة،ومن جملة ما صادفنا فيها هي تلك الشخصيات الكارتونية الخارقة التي تركت فينا انطباعات جمة وكان قاسمها المشترك في تلك النوايا التي تمثلت بأعلان الحرب ومقارعة كل ما هو عدواً للإنسانية وقيمها النبيلة الأمر الذي خلد الكثير من تلك الشخصيات الكارتونية الخارقة حتى بات بعضاً منها اليوم تُعَدْ شواهداً تاريخية ترمز وتنتمي الى حقبة زمنية وجيل محدد على الرغم من صفته الكارتونية التي لاوجود لها على ارض الواقع.وفعل الخيال هذا نفسه الذي حركَ تلك الشخصيات الكارتونية ونفخ فيها الروح نجده اليوم يحرك ذلك الظهور المفرط لبعض الشخصيات الفيسبوكية اليوم ولكن بالاتجاه المعاكس ذلك الاتجاه الذي يعمل على هدم الكثير من تلك القيم النبيلة التي يتعاهد الكثيرين منا للحفاظ عليها،فدورة حياة هذه الشخصيات أذن تسير بإتجاه معاكس لعقارب الساعة إن صح التعبير عندما تتساقط علينا كرذاذ المطر الذي لا تُروى بهِ البيداء القاحلة، فتبقى تدور في خيالاتها التي لا تشكل لها أي وجود فيزيائيي على أرض الواقع .
وفي الغالب نحن الذين نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي ونتصفحها بشكل يومي ومن أكثرها شيوعاً اليوم هو فضاء الفيس بوك (الافتراضي )مثلاً،والذي يتميز بفضاءات هائلة من الحرية الغير مسبقة ،حيث يملك فيه جلنا من خلال حسابه مجموعة من العناوين تندرج تحت قائمة الأصدقاء والمؤسسات وبكثرةٍ عددية قد تكون مفرطة،يتميز البعض منها بالرصانة والمهنية ذلك الامر الذي عكس الصورة الواقعية لها، ونحن بدورنا نعلق عليها آمالنا النفعية سواء كانوا على شكل أفراد محترمة ولهم تاريخ ملموس يتحدث عنها من خلال منجزاتهم ونتاجاتهم الفكرية والمتعددة حسب الاختصاصات،أو من أولئك الذين لمعت نجوميتهم في الوسط الاجتماعي من خلال مؤسساتهم الفكرية والخدمية والتي غالباً ما نتعثر بمنجزاتها على أرض الواقع،وكل هذا حسب رأي المتواضع هو الجانب الإيجابي لتلك الخدمات التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي ومن ضمنها الفيس بوك. وإذا ما أخذنا الجانب السلبي لوجدنا وبأسراف سهولة ظهور الكثير من الشخصيات المهمشة اجتماعياً (الفجوات الاجتماعية) وبشكل افتراضي وغالباً على شكل (فوتوشوب) وعلى النت بغيت تحقيق ذلك الوجود الفيزيائي لها على الواقع لغايةٍ في نفس يعقوب وايصاً بشكليها الفردي والمؤسساتي،حيث نجدها تتحدث عن مشاريع ومنجزات يومية،شهرية،فصلية وسنوية تفتقر الى المنجز والتاريخ بدأً وإن حل ذلك وبشكله البسيط نجده وقد تم إخراجه بشكل مفبرك تصحبه هالة إعلامية عن طريق بعض العناصر اللامهنية ويثني عليه في ذلك الظهور تلك الحالة الافتراضية وأيضاً مكان ولادته التي قد تكون في أقصى الشمال في حين ان الترويج لها يكون في مضارب الجنوب ليكون في نهاية الامر زوبعة جوفاء لا تقدم اي خدمة إنسانية أو مجتمعية.