شاخ ابو حمزة ( اياد علاوي ) ودخل سن اليأس السياسي والقائمة العراقية انقطع حيضها وهي ترملت تقريبا منذ ثلاث سنوات وماتت منذ سنة، انتهى اياد علاوي الى الابد واذا كان عدم دخوله العراق حيا مفروغا منه فان السؤال عن امكانية دخوله العراق ميتا.
التوأمة بين نوري المالكي وصدام حسين والنظام الحالي والنظام السابق لن تجمع لابي حمزة تحالفا دوليا كالذي تشكل عام ٢٠٠٣ او عام ١٩٩٠ وحتى لو نفترض ان الملائكة تدخلت ووضعته على راس الحكومة فلن يجد مديرا عاما واحدا يمكن ان ينفذ له امرا والعراق لايدار بالوزراء انما بالمدراء العامين وحتى يكون قادرا على تغيير مديرا عاما واحدا يحتاج الى ماتحتاجة ذرة حديد واحدة للتشكل اي كل الطاقة الموجودة في الكون .
العراق بلد الدين والقبيلة والسيد اياد علاوي ليس له قاعدة في كليهما، رافعته الاخيرة كانت التسنن السياسي والتسنن السياسي مات منتحرا بعد مظاهرات الانبار وقلت وساقول ان هذه المظاهرات سوف تعمل على فك الارتباط بين التسنن السياسي والمذهب السني وحيث سيستمر المذهب ستموت محاولات توظيفه سياسيا.
كل الذي تبقى لاياد علاوي هو المذيعات والمذيعين والمحررات والمحررين والشكوى من واشنطن وطهران واحلام منفصلة عن الواقع بتدويل الوضع العراقي او حدوث معجزات ، بكلمة صار اياد علاوي من الماضي وقد تكون جملة قاسية عندما يقال ان مابقي متاحا هو تفاوض علاوي على وضعه الشخصي والجلوس متفرجا على وضع حسب انه سيظل لاعبا اساسيا فيه ومن ثم كتابة مذكراته والعيش كمواطن عادي تاخذه سايبة وتاتي به كيا ويراجع الدوائر طلبا لحقوقه الشخصية ومهما كانت هذه النهاية موجعة فانها تظل مشرفة قياسا الى سواها من الخيارات.
سترون كيف ان مصطلح السنة سيختفي من التداول كعملة سياسية وليس من المبكر القول ان الرمادي والموصل وصلاح الدين هي مناطق فراغ سياسي الان والسؤال عن طبيعة الاحزاب التي ستملأ هذا الفراغ.
الشخصية التي تسجل كرقم واحد في العراق الان هي شخصية السيد عمار الحكيم ، رسخ السيد الحكيم سمعته كسلطة فصل لا كسلطة انحياز واحتفظ بمسافة واحدة من الجميع وقاد تياره بهدوء وسلاسة وبنى برنامجه دون التعرض لبرامج الاخرين ومانجح فيه اكثر هو بث ثقافة المعارضة الايجابية وقول كلمة (لا) بدون ضجيج معهود عراقيا والمتتبع لاداء كتلة المواطن البرلمانية يجد انها الوحيدة التي نأ ت بنفسها عن المشادات والملاسنات والصدام الفيزياوي الذي دمغ عمل البرلمان.
داخليا واقليما وعالميا عزز السيد عمار الحكيم علاقاته على اسس متوازنة ومع انه لايشغل عمليا اي منصب حكومي ينظر اليه على انه احد دعائم النظام السياسي وربما كان المجلس الاعلى دقيقا في اخر التوصيفات لنفسه بانه ليس جزء من الحكومة لكنه جزء من النظام.
الشخصية الوحيدة التي نجحت في الجمع بين ماهو ديني وماهو سياسي يظل السيد عمار الحكيم، شخصية مستقرة تبتعد عن الاستعراضات او بناء المواقف وفقا للخضات.
مشكلة المجلس الاعلى ستظل هي كما كانت في الرجل الثاني والثالث والرابع.
ماهي الارقام التي ستكون على يمين السيد عمار الحكيم؟
حتى يجعل المجلس الاعلى من الجميع اصفارا على يمينه عليه بناء جيل الخط الثاني القادر على مخاطبة الناس من ناطقين ومساعدين ونوابا للرئيس
ومستشارين علما ان التبدلات القيادية تلحق بالمجلس ضررا كل مرة بسبب غياب الخط الثاني.
من الملاحظ ان السيد عمار الحكيم صار شرطا عراقيا فجميع القوى تشترطه في التعامل فيما بينها.
لاتعدم الاخطاء التكتيكية خاصة في مجال الاعلام انما عموما يسير المجلس الاعلى في الاتجاه الصحيح بحركة مضبوطة ومنضبطة تخاطب حاجة المجتمع لتحقيق اختراق على صعيد الاحساس بالسلم الاجتماعي وتلمس الطريق الى المستقبل بعيدا عن الفرض والوصاية والعنف والتقلبات الحادة.
العقل عشيرة كما يقال والعاقل لايخفى والعقل والحكمة ستنتصر وتسود في النهاية واذا حصل واختلفت مع الحكيم فانه سيظل حكيما ولعل اختلافك مع الحكيم اهون عليك من الاتفاق مع الجاهل.