16 نوفمبر، 2024 2:36 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. لطيفة حرباوي: أحفر قلب الكلمات بحثا عن نبضي المختلف

مع كتابات.. لطيفة حرباوي: أحفر قلب الكلمات بحثا عن نبضي المختلف

خاص: حاورتها- سماح عادل

“لطيفة حرباوي” كاتبة جزائرية، حاصلة على ليسانس الفلسفة عام 1995،  لها العديد من المنشورات والكتابات في عدة صحف ومن أهمها: (الشعب- المساء- الاتحاد)، لها أعمدة ثابتة في بعض الجرائد الأخرى مثل  (الأيام الجزائرية) تحت عنوان “جزائريات”، وعمود يومي آخر في جريد (الصباح) تحت عنوان “رسائل”، وآخر على جريدة (الشاشة) تحت عنوان “العجار”، ولها هامش يومى على جريدة (الجديد) تحت عنوان “حرباويات”، وعمود ثابت تحت عنوان “همهمة” على جريدة (الحقائق). وتكتب بعدة جرائد أخرى مثل (الديار اللندنية، الأدب العربي الإلكترونية، ناشرون، الرقيب نيوز). كما كتبت “لطيفة حرباوى” بعض الأغاني الشعرية للأطفال ولديها مجموعات شعرية منها: (رسائل الخفاش الأشقر- شمس على مقاسي- قصاصات قلق).

إلى الحوار:

(كتابات) كيف بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

  • بدأ شغفي بالكتابة منذ الرحم، منذ الألم عندما تتكور اللغة لتشكل وجهها الأول بملامح صغيرة غير واضحة، تبدأ فكرة مرآة الروح المخبوءة في الأسئلة والقلق تحاصر هذا الكائن المعرض لكل أنواع الإبداع، كنت أناغي القصيدة وأنا في المدرسة فتغني.

ثم خضت كل معارك البوح والكتابة غرقا وقلقا، أحفر قلب الكلمات بحثا عن نبضي المختلف ومازلت صغيرة ولم أكبر… قد أربح صفقة الضوء يوما عندما تشاء القصيدة.

(كتابات) في كتابك “قصاصات قلق” ما سر التكثيف والإيجاز؟

  • أعشق الكتابة القصيرة التي تفيض بالمعنى المدججة بالأوجاع أطرزها حرفا حرفا لتكتمل الصورة عميقة ونادرة.

(كتابات) ماذا تعنى الكتابة لك وهل هناك رسالة ما تريدين توصيلها؟

  • الكتابة بالنسبة لي علاج من الضياع والتشرد، هي الحياة التي لم أكتشفها بعد، أجدف بالكلمات لأقطع الكون بأكثر من مغامرة أخاطر بكل لحظة بائسة بالأماكن التي أمقتها لأخترق جنانها السرية.

(كتابات) حدثينا عن المقالات التي تكتبينها في عواميد في عدة جرائد والتي لها أسماء معروفة؟

  • كتابة الأعمدة تكسر عجزي اليومي، تعري أسئلتي المرتبكة، أقذفها خارجا لأثبت للعالم بأنني حية، أشارك بعض الأسماء وجبة خفيفة لنتحمل مشقة النقش بالكلمات.

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في الجزائر؟

  • لأن الثقافة هي فن العيش، الكائنات المشعة في بلادي العزيزة تقفز إلى السطح بأكثر من مبادرة، لتعيد للمشهد وعيه ووهجه، نحن ككل الدول العربية في رحلة البحث عن الإنسان المثقف الذي يعطي ويسلط الجمال دون مقابل.

(كتابات) ما رأيك في قصيدة النثر وهل تكتبيها؟

أكتب قصيدة النثر كلما شعرت بالحاجة إلى التحليق، بعيدا عن أسوار المألوف وقيود الأنا.

(كتابات) في رأيك هل تراجع الشعر في مقابل سطوة السرد من قصة ورواية؟

  • الشعر لم يتراجع لأنه من الإنسان، فهو شريكه الوجداني في الترحال، ديوانه الأزلي الذي يلخص مراحل الحضور ولحظات الغياب الأخيرة الممتدة في المجهول.

(كتابات) في رأيك هل توجد كتابات نسائية مميزة وهل تختلف كتابات الرجال عن كتابات النساء؟

  • توجد أسماء نسائية كبيرة تحدت المسكوت عنه، كسرت جدار التغييب ونفضت الصمت عن حرفها، لا أفرق بين كتابات الرجال والنساء السيادة للنص دائما.

(كتابات) ما رأيك في الجوائز وهل تدعم الكاتب؟

  • الجوائز التي ترتكز على شروط الأمانة تضيف للكاتب فرحا خاصا، تزيده حضورا وانتشارا و تمنحه تأشيرة إضافية ونوعية ليدخل عوالم جديدة، هو بحاجة إليها ليستمر في الإبداع بمتعة وحذر.

(كتابات) هل واجهتك صعوبات ككاتبة وما هو جديدك؟

  • طريق الإبداع محفوف بالمتاعب، كلنا نواجه مشاكل ونحن ندون حياتنا وأسئلتنا اللامنتهية، ولكن ما أجمل الجحيم الذي نحترق فيه لنساعد الشجرة لتكبر…

نصوص للطيفة حرباوي..

لا تحدثني عن السعادة…

في طفولتي كنت أذهب مع رفاقي إلى التلة

نأتي بإناء صغير نضع فيه بعض الماء والصابون نغمس أنابيب فارغة… ننفخ فقاعة كبيرة فقاعة أكبر

#بوووف

لا تجزع إذا عدت إلى نفس المكان ولم تجد أطفالا يلعبون بالفقاعات..لا تجزع حين ترى شفاها صغيرة تنفجر في الهواء….

***

عندما ولدت

منعتني أمي من البكاء

وضعت لهاية في فمي

وأخرى في دمي

وعلمتني أن أرفع رأسي للأسفل

لأنها تخشى أن أقتل

كبرت مطيعا لا أسأل

علمتني أمي التهذيب

وكل فنون التعذيب

لأنها تخشى أن أسجن

كبرت حزينا لا أحزن

علمتني أمي التصفيق

وأن أهرب من كل صديق

ولأنها تخشى أن أعدم

كبرت بليدا لا أحلم…

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة