25 ديسمبر، 2024 4:40 م

الصدر يتحدث عن يهود العراق وزيارته لامريكا

الصدر يتحدث عن يهود العراق وزيارته لامريكا

‏أجرى الحوار في بيروت: سرمد الطائي: سأسرد شيئاً آخر عن كواليس هذا اللقاء، لكن ولمن فاته القسم ‏الأول من الحوار مع مقتدى الصدر (نشر ايضاً الثلاثاء الماضي)، فإن الزعيم الشاب وهو يترأس ‏التيار السياسي الوحيد الذي بقي كل قيادييه من الرجال والنساء تحت سن الأربعين تقريباً.. تحدّث ‏بالتفصيل حيال تظاهرات المنطقة الغربية، وراح يلتمس العذر حتى لبعض متشدديها. هو يقول: ‏الكثير من الشعارات المتشددة كإسقاط النظام، جاءت رداً على طريقة الحكومة المتعسفة في التعامل ‏مع ساحات الاعتصام.

وقد استخدم الصدر مع شباب التظاهرات تعبيرات مقتبسة من قاموس العشق ‏الصوفي قائلا إن “الوصال” مع اولئك الشباب أمر ضروري، ومتابعاً بالقول “كفاهم هجراناً”، في ‏اشارة الى أن عليهم أن يتواصلوا معه أيضاً، بهدف تخفيف الاحتقان وصوغ مصالحة اجتماعية كبرى ‏بعيدة عن سياسات الحكومة وأخطائها. تطرق الصدر في الحوار السابق الى أكثر من موضوع وأدلى ‏بأكثر من رأي مثير وجديد. تحدث عن “تحالف ستراتيجي” حصل في أربيل العام الماضي فاتحاً الباب ‏لوقف مساعي الاستبداد. وحين سألناه عن قول بعضهم بأن الصدر خسر جزءاً من جمهوره الشيعي ‏بسبب مواقفه من أربيل ونينوى والأنبار، ردّ بقوة: لا أطلب فوزاً في انتخابات، وإذا خسرت بعض ‏جمهوري بسبب المشاعر الطائفية، فإنني قد ربحت عقولاً وطنية مستنيرة في كل مكان. هو قال أيضاً: ‏لايمكن للحاكم أن يتفرد بالحكم حتى لو اختارته الأغلبية. واذا أوصلت الديمقراطية الى السلطة من هو ‏ليس أهلا لها، فلا بد أن تعطينا باباً ديمقراطياً للخلاص من هذا الحاكم. الصدر لم يتردد أيضاً في القول ‏بأن تطبيق الشريعة على شعب يرفضها، أمر غير مشروع، لأنه يؤدي الى تنفير الناس من الدين. أما ‏في القسم الثاني من هذا الحوار فسنجد المزيد من الأفكار المثيرة، خاصة العلاقة مع العلمانيين، ‏والحضارة الغربية، ونيته زيارة أميركا وأوربا، وعن يهود العراق. وفي اللقاء المفاجئ الذي جمعني ‏به وبالسيد أحمد الصدر الشاب الذي يجعلني أتفاءل بمستقبل البلاد هذه، وببعض قيادات التيار، سألته ‏بإلحاح عن إيران التي أمضى فيها سنوات وسنوات. ولم يفاجئني أنه بذل جهداً في فهم الخارطة ‏السياسية المعقدة وصراعات التيار الاصلاحي مع قيادة الولي الفقيه. لكنه أدلى بملحوظات تثير ‏الاعجاب. يقول إن القيادة الايرانية تطلب بإلحاح أن يعقد الصدر صلحاً مع المالكي كي “يوحد شيعة ‏العراق”. أما الصدر فيرد: إنني أتساءل أيضا، لماذا لم توحد القيادة في طهران، شيعة ايران. إنه يبدي ‏انزعاجاً من الوضع الذي بقي فيه التيار الاصلاحي مقموعا طيلة الاعوام الاربعة الماضية، ويعتقد ان ‏هناك طريقاً يمكن للايرانيين ان يسلكوه للحوار الداخلي، قبل ان ينصحوا العراقيين بالتوحد وتناسي ‏الخلاف الجدي بين المالكي وباقي الاطراف العراقية. ومن الاسئلة التي وجدت الصدر مشغولا بها، هو ‏‏”ثمن التغيير”. يقول: “اهلنا تعبوا من التقلبات والحروب والتحول السياسي.. هذا حقهم، تعبوا”. نعم ‏فالعراقيون يتمنون ان تختفي الخلافات بسرعة ليستقر البلد بسرعة ايضا ونطوي صفحة اللا استقرار ‏التي دفعنا ثمنها عقودا طويلة. لكن الصدر يسأل: ماذا لو سكتنا ونسينا الخلافات واستبد الحاكم بلا ‏رقابة وظهر دكتاتور آخر، وأخذتنا قراراته الى كارثة اخرى على طريقة صدام حسين؟”. أسأله عن ‏عقلاء الشيعة، وكيف يصمت بعضهم عن قرارات الحكومة التي يمكن ان تأخذ البلاد نحو الكارثة. ‏يواصل الصدر: “ان عقلاء الشيعة قلقون جدا، لكن مشكلة بعضهم انهم يعتقدون ان التعقل يعني ‏الصمت على ما يفعله المالكي. اما انا فتياري هو كل عراقي جريء يرفع صوته قبل حصول الكوارث ‏الوطنية. الصمت مستحيل. فقد صمتنا عقوداً ورأينا النتيجة في خراب صدام حسين. نرفع صوتنا ‏ونتقبل دفع الثمن”. أقول له ان التعدد السياسي وتعدد مراكز القوى واللامركزية ستمنع ظهور دكتاتور ‏آخر. فيسألني هو: “جيد ان التعددية السياسية تحل المشكلة وأنا اتمسك بها طبعا. لكن تعالوا نفكر معا، ‏كيف نحتفظ بالتعددية بدون أن تؤدي الى عرقلة القرارات والقوانين التي يحتاجها شعبنا. هذا هو ‏التحدي امام النخبة السياسية والثقافية، عليكم ان تفكروا بحل”. وقد سمعت نقاشات مثيرة اثناء اللقاء ‏بين الصدر وقيادييه، بينها انه يحلم بأن يقوم جمهور التيار بزراعة نخيل كثير، كجهد مدني تطوعي، ‏في بلد خسر نخلته وسط دخان الحروب. يقول له رجل من فريقه: نفكر بزراعة نخيل على طريق “يا ‏حسين” الذي يربط المدن بكربلاء ويسير عليه الماشون الى الحسين في المناسبات الدينية. فيرد ‏الصدر: الحسين جدي، لكن كيف يمكن لنا ان نجعل ابن الموصل ايضا يشعر ان مشروعا كهذا ‏يخصه؟ تعالوا نفكر كيف يمكن تحويل هذه المبادرة الى حزام نخيل يربط كل اجزاء العراق من ‏الموصل الى البصرة، ويوحدها، حتى لو انطلق المشروع من طريق “يا حسين”. لقد لاحظت إلحاحا ‏في حديث الصدر عن العراق ووحدة العراق. بدا لي كشاب يشجع بحماس كبير، منتخب العراق في ‏رياضة شعبية. انها وطنية كلاسيكية لمسنا كيف تترك أثرها على مواقف الصدر في لحظات صعبة. ‏إلا ان الامر يحاط بشكوك الناس، به وبمن يكتب عنه ايضا. لان الصدر يثير جدلا عند الاسلاميين ‏والعلمانيين على حد سواء. لكنه يثير المزيد من الاهتمام كذلك، هنا ولدى المراقبين الغربيين، الذين ‏يقولون بسهولة احيانا ان العراق سينقسم طائفيا وكدولة وأن طهران صارت تتحكم به. لكنني أجيبهم ‏اثناء نقاشاتنا الساخنة بالقول: لو أتيح لكم ان تتفرجوا على دردشة بين الصدر وفريقه السياسي، ‏فستدركون ان العراق لن يكون لقمة سائغة لا لإيران ولا لغيرها. اننا امام بلد مفاجآت، وتيار مليء ‏بالتناقضات العراقية التي في وسعها تخفيف سوء المستقبل.‏
‏*أهلاً ومرحباً باليهودي الذي يفضّل العراق على اسرائيل، ولا فرق في الوطنية بينه وبين المسلم أو ‏المسيحي، وكل من لا يقوم بواجباته الوطنية فهو ليس بعراقي حتى لو كان مسلماً شيعياً.‏
‏*هناك من يقول إن نقض المالكي للعهود صفة حميدة وهي من متطلبات السياسة لكني أراها صفة ‏مذمومة سياسياً وأخلاقياً وأرجو منه تصحيح ذلك.‏
‏*صرت أقبل الفيدرالية منذ خروج الاحتلال الأميركي لكن مع شروط أتمنى مراعاتها منعاً لتقسيم ‏العراق.‏
‏* العراق أم ولود للشخصيات الراقية والقول بأنه لا بديل للمالكي، ظلم للعراق وأهله.‏
‏*لا أريد أسلمة التيار المدني بقدر ما أريد تمدين التيار الاسلامي. والوسطية هي التي تجمع الطرفين ‏من أجل المسار الوطني. ‏
‏*الحوار بين الطائفتين أمر حاسم وقد وقفنا للصلاة خلفهم تمتيناً للصف الوطني لكن الاخوة السنة لم ‏يصلوا خلفنا، وأنا أدعو لهم بالخلاص من التيار المتشدد.‏
‏*لا زلت أتمنى زيارة البحرين والامارات وأتمنى أن لا تكون الحسابات الطائفية عائقاً أمام تعزيز ‏علاقاتنا مع العرب. *نعمل على ترتيب زيارة للاتحاد الأوروبي بل ولواشنطن شرط أن تكون تواصلاً ‏مع شعب أميركا ومؤسساتها.‏
‏*أنحاز لحوار الحضارات وأريد أن أجد مساراً معتدلاً يحفظ خصوصيتنا ويجعلنا نأخذ ونعطي أي ‏نتبادل الثقافة، والمتشددون انغلقوا وخسروا بسبب انغلاقهم.‏
‏*أحببت في الايرانيين مثابرتهم على العمل وإخلاصهم لوطنهم. ولو انفتحوا على العالم لكان خيراً لهم.‏
‏*اقرأ كتباً خارج نطاق التراث الديني وهي كتب تحررية وتنويرية ولكن ربما ليس من الصالح ‏الإفصاح عنها. *ارفض تعبير “الاصلاح الديني” وأفضل استخدام “اصلاح الدينيين”. ولا استخدم ‏تعبير “تخليص الدين من التطرف” بل “تخليص الدين من المتطرفين”. ويجب أن يكون هناك إصلاح ‏أيضاً داخل التيار العلماني.‏
‏*أحب تصفح مواقع المعلومات على الانترنت وكنت من رواد موقع كتابات وأجد أن التواصل عبر ‏الفيسبوك أو تويتر واجب في بعض الاحيان. *يجب على الحكومة أن تفيد من النقد والصوت العالي ‏للصحفيين والناشطين. وقمعها لهم سيزيد التيار المعترض قوة. ولذلك لا أخشى من قمع الحكومة ‏للمعترضين بل من محاولتها شراء ذممهم وتحييدهم.‏
‏*أقول للفقراء العراقيين: سيضيع كل حق إن لم يكن الشعب مطالباً بحقوقه.‏
‏ حديثكم عن يهود العراق وحقهم بالمشاركة في سياسته وتنميته وبنائه، هز عواطف الجميع. قرأنا ‏جميعاً حديث الشاعر العراقي اليهودي روني سوميخ الذي قال في تقرير نشرته “المدى” مؤخراً “كنت ‏أعلم أنه في يوم ما سيقول قائد ما، هيا لنعيد بناء صلة التواصل، ومع أن آمالي لم يكن يوجد لها محرك ‏عملي ولكن كنت اعتمد على وجود صلة موجودة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين”. كيف كسرتم ‏قاعدة الصمت العراقي بشأن اليهود؟
‏- بطيبعة الحال لا نعني “باليهودي” الاسرائيلي فهو ليس بيهودي على الاطلاق هو ذو فكر استيطاني ‏بغيض لانريده في عراقنا بل في حياتنا مطلقاً. أما اليهودي الذي يقدم عراقه على “دولة اسرائيل” فأهلاً ‏به و مرحباً، وهو مواطن عراقي يجب أن يأخذ حقوقه وواجباته، فكل من سار على واجباته على أكمل ‏وجه لابد ان يأخذ حقوقه لا أن يحرم ذلك وإن كان يهودياً، بل من لا يعطي ولا يقوم بواجباته الوطنية ‏فهو ليس عراقياً وإن كان مسلماً شيعياً. ومن الناحية الوطنية لا يختلف المسلم عن المسيحي واليهودي ‏والصابئي وغيرهم.. إلا من حيث الوطنية و الخدمة الحقة، وكما قالت الآية “إن أكرمكم عند الله ‏أتقاكم” فهنا يمكن القول إن أكرمكم عند العراق هو أكثركم وطنية وخدمة. ولنا بعض التعليق على ‏سؤالك هذا: أولاً: ان خدمة العراق من قبل اليهود سيبعدهم عما هو فاسد يخاف أن يقعوا فيه لو همشوا. ‏ثانيا: ان احتضان اليهود تحت عنوان الوطن يعني باباً لتكاملهم ولو بعد حين. ثالثا: انه أمر إلهي في ‏كون الاسلام خيمة للجميع ماداموا مسالمين نافعين غير ضارين.‏
‏ هناك من يقول إن المالكي وبسبب نقضه للاتفاقات أصبح طرفاً غير موثوق لعقد أي تسوية جديدة. ‏كيف تعاملتم مع شكوك الآخرين بالمالكي وسط احتياجنا لصفقة تصالح كبرى؟
‏- تعددت الآراء وانقسمت في تلك الصفة التي تسند للأخ المالكي فمنهم من ينظر إليها من الناحية ‏السياسية، فيقول إنها صفة جيدة لكونه وإن وعد “غرماءه” إلا انه لم يعطهم شيئاً. فهذا ما قيل لي بعد ‏الذهاب الى أربيل والعمل على سحب الثقة وبعض النقاط الأخرى. قيل لي: إنك يا فلان إن أعطيت ‏وعوداً للأكراد أو غيرهم فإنك لن تحيد عنها. وليس كإعطاء المالكي لهم وعوداً في زيارته لأربيل التي ‏سبقت زيارتي، فإنه وإن اعطى لهم العهود فهو لن يتمسك بها. وكانت تلك صفة جيدة بالنسبة للمتكلم، ‏فكان المالكي سوف يتهرب به عن العهود ولن يكون بيد الاكراد، وكأني صرت تحت رحمتهم حين ‏زيارتهم. كلا فهم (الاكراد) لايريدون مني ولا يتصورون ذلك، بل غاية ما يريدون ونريد هي المحبة ‏والشراكة والعيش الموحد تحت راية العراق. وان نظرنا الى تلك الصفة اخلاقيا وعقائديا واسلاميا، ‏وجدناها مذمومة غير مقبولة وستكون بابا لنفور الشركاء عن الاخ المالكي مستقبلا، فالرجاء منه ‏الالتزام بالوعد.‏
‏ أنصار المالكي يقولون لا يوجد بديل عنه. وبعضهم يقول ان خلافاتكم داخل التحالف الوطني كانت ‏تصعب ظهور البديل الشيعي للمالكي. الآن بعد كل ما جرى كيف تقيمون هذا؟
‏- العراق بلد معطاء لا يخلو أبدا من حاكم مستقبلي على الاطلاق، بل العراق أم ولود للعدالة ‏والشخصيات الراقية. من يقول ان لا بديل، فقد ظلم العراق وأهله. وعموماً فاننا ان قلنا ان المالكي كان ‏حاكما مقتدرا فعلا، فمن كان ياترى يعلم ذلك قبل ان يتلبس بالحكم والمنصب، ومن كان يتصور انه ‏قادر…!!! ولكن القدرة أمر نسبي ومختلف عليه.‏
‏ هناك من يرى ان انشاء إدارات لامركزية في الموصل والرمادي من شأنه تطمين أهلها بشأن ‏حقوقهم. انتم قلتم ان الفدرالية حق دستوري وتفهمتم الوضع الخاص لكردستان داخل ازمة ‏طوزخورماتو. فهل ستدعمون طلب اقليم المنطقة الغربية داخل عراق موحد لو تقدموا به؟
‏- لعلي من اكثر من وقفوا ضد “الفدرالية” في زمن الاحتلال العلني، فلعل خروجهم الرمزي يكون باباً ‏لقبول “الفيدرالية”. نعم هو كذلك لكن مع توخي مايلي: أولاً: وضع ضوابط داخلية لكل اقليم. ثانيا: ‏وضع ضوابط للتعامل فيما بين الاقاليم. وان وضعت بعض تلك الضوابط في الدستور العراقي فلا ‏يمكن الاكتفاء بها بأي حال. وبالرغم من اننا لانقف ضد هذه الفيدرالية الا اننا نتخوف منها، وسأورد ‏لكم بعض النتائج السلبية التي قد تترتب على تطبيقها: أولاً: التدخل العسكري الخارجي لا سمح الله. ‏ثانياً: جعل الهدام (صدام حسين) عليه اللعنة، صادقا في ادعائه بأن ذهابه بداية تقسيم العراق. ثالثا: ‏تلاشي المركز شيئاً فشيئاً. رابعا: ضعف العراق اقتصاديا واجتماعيا. خامسا: التصادم الطائفي في ‏بعض الاقاليم المشتركة وغيرها، من كون الاقاليم طائفية. وعموما فأنا اتمنى ان لايطالب الاخوة ‏الاعزاء في المنطقة الغربية بإقليم حاليا لكي لاتكون ثورتهم من أجل ذلك.‏
‏ هناك تفاؤل واسع بأن السنوات العشرة الماضية جعلت الجميع ينضجون مواقفهم، ولذلك فإن التيار ‏المدني وجد مشتركات كثيرة مع الطاقم الشاب لتيار الصدر وهناك تنسيق مفيد بينهما. هل يمكن ان ‏نشهد انفتاحا أكبر يجمع بين تياركم والحركة المدنية خاصة فيما يتعلق بالقضايا العادلة مثل كبح جماح ‏الاستبداد وتخفيف الاحتقان الطائفي؟
‏- اعلموا ايها الاخوة ان “التيار الصدري” تيار مترامي الاطراف ان جاز لي التعبير، فيه الكثير من ‏تعدد الافكار والمتبنيات ففيه المتشدد وفيه المنفتح على حد التعبير الدارج، وفيه ماهو بين ذلك. ولعل ‏هذا هو صحي وليس أمرا سيئا على الاطلاق. إلا أن التشدد لايجب ان يكون هو الحاكم والمسيطر، ‏ولذلك فان انفتاح التيار الصدري على “التيار المدني” امر ضروري لكن بحدود المعقول حفاظا على ‏متبنيات كلا التيارين الصدري والمدني. فلكل واحد استقلاليته ومتبنياته، وخشيتي على التيار المدني ‏ان طال الانفتاح ان يكون صدريا!!! ولو من باب المزحة. الا ان الانصاف يجب ان يقال: ان هناك ‏مشتركات في تلك الافكار وخصوصا الناحية “الوطنية” وان ابتعدنا واختلفنا من الناحية الدينية ‏والعقائدية. فانني وان كنت ادعم الانفتاح بعض الشيء وعدم الانغلاق بهدف تلاقح الافكار، الا انه ‏يجب ان يكون بالحد المعقول والحدود الشرعية التي هي من ثوابتنا اصلا ولن نحيد عنها على ‏الاطلاق، بل الحياد عنها مخرج لنا عما كتب لنا الشهيدان الصدران (قدس سرهما) بل اهل البيت ‏والرسول (ص). فان التيار المدني قد يتبنى التحرر من بعض القيود الشرعية، أو قل بصورة أدق: ان ‏اكثر من ينخرط في التيار المدني هو من يريد التحرر من الحكم الشرعي شيئا فشيئا، الا ان ذلك ليس ‏جوهر التيار المدني. فانني اسعى لفتح باب وسطي يمكن معه البقاء على المبادئ الاسلامية الحقة ‏والايمان بالمبادئ المدنية، لكي نكون قد جمعنا بين تيارين طال افتراقهما بلا سبب، الا لان التيار ‏المدني احيانا يحكم على الاسلام من خلال بعض المسلمين الذين لا يعلمون جوهر الاسلام الحقيقي. ان ‏التيار المدني اقرب للتيار العلماني غالبا ويترابط معه ترابطا وثيقا، وهذا لا شك فيه، الا انني أعتبر ان ‏التيار العلماني كان وليد التشدد الاسلامي مسبقا، والعكس ايضا بمعنى ان التشدد العلماني ولد تشددا ‏اسلاميا كما في تونس ومصر وليبيا وسوريا أو دول الربيع العربي. وليس من الانصاف الحكم على ‏التيار الاسلامي من خلال متشدديه ولا الحكم على التيار العلماني من خلال متشدديه، ولذلك فاني اعدّ ‏التيار المدني هو الوسط بين ذلك مع بعض التشذيب والتهذيب والاشراف الديني ولو من خلف ‏الكواليس. وعذرا فلست اريد ان أؤسلم التيار المدني بل لعلي اريد ان “أمدّن التيار الاسلامي” بعض ‏الشيء لكي يواكب دينه ودنياه معا… مع الحفاظ على الثوابت الاسلامية الحقة التي لن احيد عنها. لكن ‏لاينبغي ان نغمض اعيننا عن امر مهم، وهو كون المجتمع العراقي اغلبه تيار اسلامي، ويندر فيه ‏التيار المدني الحقيقي. فالتيار المدني وإن كان يدعو للمواطنة والى جعل المؤسسات المدنية هي ‏الحاكمة ولو من خلف الكواليس اوقل اشراكها في بناء المجتمع الانساني، فان الاسلام هو الذي جعل ‏الانسانية الحقيقية هي الحاكمة فوق كل اعتبار. الا ان في الانسان غريزتين: الاولى: غريزة شهوية ‏وهي التي ابعدها الاسلام عن كونها تكاملا وبالتالي ابعدها في الحكم والقضاء وتسيير امور الناس والا ‏صار الحاكم انانيا. الثانية: الغريزة الايمانية ان جاز التعبير، فقد قال الله تعالى “ولكن الله حبب اليكم ‏الايمان وزينه في قلوبكم…الخ” وهذا الذي يجب ان تحدد به الانسانية الحقة.‏
‏ كثيرون يأملون حوارا داخليا يطلقه الشيعة مع السنة يجمع نخبتهم الثقافية والاجتماعية. لانه سيكون ‏مفيدا. هل نتوقع ان يبادر التيار الصدري الى خطوة كهذه تمهد لانجاح الجهد السياسي المشترك، ‏خاصة وان سوء الفهم المتبادل بين الجانبين يخلق مشاكل متواصلة، بينما يمكن للحوارات ان تعرف ‏كل طرف بالاخر؟
‏- نعم هذا امر لابد منه، ولقد سعيت له من اول يوم بعد احتلال العراق، فالتقريب بين المذهبين على ‏الاصعدة العقائدية والثقافية والاجتماعية امر ملح سوف يبعد العراق عن شبح المفخخات وشبح ‏الطائفية. ولعل هناك عدم تفهم في الطرف الشيعي خصوصا هذه الايام، إلا ان عدم التفهم السني في ‏نظري اكثر، وكما قلت في موارد، اننا ذهبنا كشيعة وصلينا خلفهم، اعني خلف السنة، فهل رأيت سنيا ‏أو أحدا من علمائهم او قياداتهم فعل ذلك؟! أسفي، فان الكثير فان الكثير من السنة وقعوا في انياب ‏المتشددين، وليس لي الا الدعاء لهم ليثبت اقدامهم على الوسطية، ويبعدهم عن افكاك وانياب التشدد ‏الطائفي. ‏
‏ متى تواصلتم آخر مرة مع الجوار الخليجي؟ مبادرتكم نحو الموقف في الانبار ونينوى ألا يمكن ان ‏تصبح مدخلا مهما لحوار اقليمي؟
‏- يجاب بعدة اجوبة. اولا: ليس هناك مدخلية بين موقفي ازاء الانبار وعلاقتي بالدول الخليجية، فنحن ‏نحافظ معهم على علاقة اعتبرها جيدة وان لم تكن مع جميعها. ثانيا: انني قد زرت دولهم وكان اولها ‏المملكة العربية السعودية، ومن بعدها مباشرة الكويت، ثم بعد اعوام زرت قطر ولازلت اتمنى زيارة ‏البحرين. ثالثا: طلبت موعدا لزيارة الامارات الا انه لم يأتني الرد، فقد اعتبر ذلك رفضا ولا اعلم ‏الاسباب. فإن كان السبب لمواقف طائفية فلا اعتبر هذا اخلا قيا ولا سياسيا منهم، ولابد ان يحافظوا ‏على علاقة مع التيارات العراقية كافة بغض النظر عن انتماءاتهم العقائدية.‏
‏ نقول في الشرق ان بن لادن لا يمثلنا، ولا التطرف. ولدينا وجه معتدل واخلاقي محب للحوار ‏عكسته مثلا عائلة الصدر الكريمة عبر التاريخ. لكننا نحلم ايضا بيوم نجد فيه الصدر متحدثا في ‏نيويورك او الاتحاد الاوربي باللهجة التي ظهر فيها على شاشة محطة الحرة الاميركية، وبعضهم يقول ‏نحتاج شخصية حوار تقدم لنا نموذج حوار غاندي مع الانجليز الذين كانوا يحتلون الهند. او مثل حوار ‏خاتمي مع الدول الكبرى تحت عنوان “حوار الحضارات”. ألا ترون ان الفرصة تبدو مواتية الان؟
‏- بغض النظر عمن ذكرت في سؤالك، الا انني اجيب على مستويين. المستوى الاول: وهو عدم وجود ‏مانع من زيارة الاتحاد الاوربي، بل انني كلفت بعض الاخوة للعمل على ايجاد المقدمات لزيارة الاتحاد ‏الاوربي وخصوصا في خضم المشاكل التي يقع فيها الشرق الاوسط. بل وانني اتمنى زيارة واشنطن، ‏لاسيما بعد خروج الاحتلال العلني، بيد انني لا اريدها رسمية بمعنى انني لا ازور الحكومة الأميركية ‏بل مؤسساتها وشعبها. انني في نفس الوقت، لا اجد زيارة الحكومات الاستعمارية يمثل وجه الاعتدال ‏ولا يمثل الحوار العقلائي، ولذا فانني حددته بالمؤسسات المدنية والشعب فحسب. المستوى الثاني: وهو ‏يتعلق بحوار الحضارات أو صراعها على بعض التعابير، لاسيما ان فهمنا من الصراع هو الصراع ‏الثقافي، فأقول إن حوار الحضارات يجب ان يبتني على المساواة وليس التعالي والتكبر، فلعل الامم ‏الغربية وحضاراتها تجعل لنفسها العطاء الاكبر في الثقافة، وهذا ما جعلها تعطي ولا تأخذ. وبالتالي لن ‏ينطبق عليه “الحوار” اصلا بل هي الدكتاتورية والتفردية الثقافية، فنحن وان جاز لنا الاخذ من ‏حضارتهم الثقافية الا اننا يجب ان نعطيهم ايضا من حضارتنا لكي يكون الامر عادلا. نعم، قد يقال: ان ‏مستواهم يؤهلهم للعطاء ومستوانا لايؤهلنا لهذا بل للاخذ فقط. ونقول: هذا بسبب الجهل الذي يقع ‏بخصوص الحضارة الاسلامية امام الحضارات الشرقية والغربية الاخرى. فليست الحضارة مجرد ‏تكنولوجيا بل هناك امور اخرى لعلها اهم من ذلك. وعموما فانني على يقين اننا بالرغم من اننا لا ‏نعطيهم من حضارتنا الاسلامية الا انهم ياخذون بعضها لكن من دون ان يعلنوا ذلك. ثم ان حوار ‏الحضارات يجب ان يكون مع ضوابط تبقي للمتحاورين استقلاليتهم. ويجب ان يكون الحوار مع عدم ‏الميل الى الحضارة الاخرى، والا لكانت الكفتان غير متعادلتين. الا ان ذلك الحوار ان كان منطقيا او ‏قل ان كان الانفتاح بضوابط معينة، فسيكون بابا لتلاقح العلوم فيما بينها، وهذا في اغلب الاحيان باب ‏للتكامل وسعة الافق. وباعتبارنا لانؤيد التشدد في كل الامور، فان الحوار هذا يجب ان يكون مقبولا بل ‏مطلوبا لدينا فعلا، على عكس المتشددين الذين انغلقوا على انفسهم فظلوا في بحبوحة افكار محددة لا ‏يستطيعون الخروج منها. الا ان الحق يقال فان حوار الحضارات وقع بين التشدد اللاغي والمحرم لها، ‏وبين الانفتاح الذي جعله تقليدا وليس حوارا أو انفتاحا على الحضارات الاخرى، فالوسطية في أي ‏حوار أمر لابد منه.‏
‏ وجودكم في لبنان وإيران جعلكم بالتأكيد تتواصلون مع مؤسساتهما الاجتماعية والثقافية. حسب ‏مقارناتكم ما الذي ينقصنا في العراق علميا وثقافيا؟ ماذا رأيتم في هذه البلدان وتتمنون نقله الى العراق؟
‏- حسب رأيي وباختصار، فإن الصفة التي احببتها وتمنيت ان تكون صفة للشعب العراقي، اني وجدت ‏الشعب الايراني دؤوبا في عمله مخلصا له ولوطنه. ومؤسساته ذات نظام لايمكن تعديه يحافظون على ‏آليات العمل وهيكليته وادارته ورتبه، فعملهم يذكرني بخلية نحل منتجة. ولو انهم انفتحوا على العالم ‏الخارجي لكان خيرا لهم. اما لبنان فهي وإن أعيتها الوتيرة الطائفية، الا انها بقيت تصارع من اجل ‏البقاء والحياة مهما زاد اعداؤها وضراوتهم، بل ان ازدياد الاعداء ولد مقاومة شريفة على كافة ‏الطوائف، ونسأل الله ان تكون مدنيتهم مثالا للتعايش السلمي لكل الاديان والطوائف.‏
‏ ماذا يقرأ السيد الصدر هذه الايام؟ علماء اسرة الصدر معروفون بقراءاتهم المتنوعة على خلاف ‏المألوف في الحوزة ايام زمان، هل لدى السيد مقتدى الصدر ولع مماثل بالادب أو الترجمات؟
‏- على قلة ما أقرأ لضيق الوقت، ولأن القراءة تحتاج الى صفاء الذهن وماشابه. انني اقرأ كتابا من هنا ‏وهناك، خارجاً عن نطاق الحوزة والامور الدينية، إلا انني اعتذر عن ذكرها لاسباب اجتماعية، لأني ‏ان ذكرت ما هو اسلامي أو حوزوي قيل هو منكمش على علوم محددة. وان ذكرت الكتب التي ‏اطالعها خارج هذا النطاق لاسيما التحررية والتنويرية او ما شابه ذلك، فستكون منطلقا آخر لبعض ‏الاشكالات الاخرى التي ليس من الصالح نشرها الآن، فقد يقتدي بي من هو ليس أهلاً لقراءة هذه ‏الكتب. ‏
‏ الاصلاح الديني انطلق في أوربا من الكنيسة، وهناك محاولات إسلامية منذ ١٠٠ عام لتخليص ‏الدين من التطرف، ولإصلاح الفكر الديني. لكن هذا طريق مكلف شعبيا جعل كثيراً من العلماء ‏يحذرون الانخراط فيه. هل تتوقعون نهضة اصلاحية في الحوزة تتصالح مع التيارات المدنية وتصوغ ‏رؤية تعايش حديثة تحفظ احترام القيم الدينية ولا تصطدم بالحداثة؟
‏- قبل الجواب، لي عدة تعليقات على سؤالك: التعليق الاول: ان الكنيسة في اوربا كانت في البدء منطلقا ‏للاصلاح الديني، الا ان تشددها بعد حين وزجها بما هي هي في العمل السياسي، صار مبعدا للكنيسة ‏عن الاصلاح. التعليق الثاني: الصحيح ان تقول: اصلاح فكر الدينيين وليس الدين، فالدين بما هو دين ‏إلهي ليس فيه خطأ او شائبة، الا ان السوء في مطبقيه. التعليق الثالث: تخليص الدين من المتطرفين ‏وليس التطرف، فالدين لا يمت الى التطرف في شيء وخصوصا مع التفاتنا الى قوله تعالى “إن الدين ‏عند الله الاسلام”. أما بعد، فاني فهمت من سؤالك أن هناك جهتين: الأولى: التيار الاسلامي. والثانية: ‏التيار المدني. وهذان التياران لهما وجود فاعل لا محالة. إلا ان المستغرب في سؤالك هو أنك تريد ‏نهضة اصلاحية في الحوزة تتصالح مع التيار المدني، فلماذا لم تطلب من التيار المدني ان يقوم بثورة ‏اصلاحية ليتصالح مع التيار الاسلامي او مع الحوزة العلمية؟ فان كان قولك هذا من منشأ ان الخطأ في ‏التيار الاسلامي دون المدني فهذا خطأ في القول، فانه لا محال قد زل التيار المدني وكذلك العلماني ‏بصورة أدق عن خطئه التي كتبها لنفسه. وهنا لا أعني الجميع، كما ان الاسلام ليس جميعه متشدد ‏أوليس كله قد زل. وان كان قولك هذا من منشأ ان التيار الاسلامي هو الاغلب والاكبر باعتباره ‏الراعي للجميع، فلا اشكال في قولك، فالاب يقع عليه رعاية الابناء. هذا من جهة ومن جهة اخرى فان ‏هذا التصالح يصدق ويمكن ان يكون بين ما يسمى بالتيار الاسلامي المتشدد وبين التيار المدني ‏الوسطي لا المنحرف عن ثوابته. واما بين التيار الاسلامي الوسطي وبين المدني الملتزم بثوابته، فلا ‏داعي للتصالح فهو لايكون الا مع التخالف، ولا يخدش في التصالح الا من بعض الامور التي قد ‏ذكرناها في اجوبتنا السابقة.‏
‏ انتم من جيل الشباب الذي فتح عينه على تكنولوجيا المعلومات. هل تخصصون وسط المشاغل، وقتا ‏لتصفح الانترنت؟ اي صحيفة تقرأون في العادة؟ هل تتواصلون مع مواقع فيسبوك وتويتر مثلا، على ‏غرار الكثير من الزعماء؟
‏- نعم أنا من محبي تصفح المعلومات عبر الانترنت، وعندي صفحات لا سيما على الفيسبوك، ليست ‏رسمية وليست باسمي. فان لي ما يمثلني بالاسم العام كالمكتب الخاص والموقع الرسمي للتيار. انني ‏احب ان استفيد من تلك الصفحات بعيدا عن كوني فلانا ابن فلان، فأنفتح على جميع المستويات ‏والافكار، ولعل اسمي الحقيقي يمنعني عن ذلك. وكنت من رواد موقع كتابات وبعض المواقع ‏الصحفية لبعض المجلات والصحف، لكني اتجنب بعضها ممن يزيف الاخبار غالبا، وأتجنب هنا ذكر ‏اسمائها. واني لا أعدّ التصفح ودخول الفيس بوك أو تويتر تواصلا مع المجتمع وحسب، فلعلي أراه ‏واجبا في بعض الأحيان.‏
‏ هناك من يقول إن المعترضين على الحكومة اصبح لسانهم أطول من اللازم في الصحافة وفي ‏البرلمان. ويدعو لتقييد حرية التعبير للنواب وللناشطين وللصحفيين. هل يمكن تخيل عدالة بلا صوت ‏حر ونقد متواصل؟
‏- لابد للاصوات لحرة ان تعلوا وان تستمر، لكني افضل ان تكون معارضتهم لا بالشتائم والسباب بل ‏بما هو منطقي وعقلاني وضمن ضوابط. بل لابد للحكومة ان كانت تدعي الديمقراطية، ان تفيد من ‏هؤلاء النواب والناشطين والصحفيين لتصحح أخطاءها. واكثر ما اخشاه ان تسعى الحكومة الى شراء ‏ذممهم (لا سامح الله)، وهو اكثر من خوفي بشأن سعيها لقمعهم، لان قمعهم سيزيد من اصواتهم حسب ‏علمي. بل اني اجد الحكومة سعت فعلا من خلال التقرب الى بعضهم وبعض القنوات، الى اسكات ‏اصواتهم من خلال الترغيب لا من خلال قمع اصواتهم، بالرغم من اني لا استبعد انها تسعى الى ‏تحييدهم واسكاتهم.‏
‏ اصعب عشر سنوات مرت على جيل الشباب، وهو جيل مقتدى الصدر، كانت الاعوام العشرة ‏الماضية. لو اردتم ان تقوموا بوصفها ببضع سطور فماذا ستكتبون عنها؟ هل ذهبت تلك السنين هباء ‏ام ان هناك دروسا مهمة تعلمناها وسط كل التضحيات؟
‏- حياتي جميعها صعبة اكتنفها الخطر والمسؤولية والواقع الاجتماعي والحوزوي. الا انني لا زلت ‏افخر بسنوات المقاومة للاحتلال، فهذا عز وشرف لي ولكل من ينتمي لي، بل للمذهب والاسلام ‏والعراق ولله الحمد. فبالرغم من ان المقاومة ابعدت بعضهم عنا، الا انها تبقى صفحة مشرفة في تاريخ ‏العراق عموما، وبالرغم من انها صفحة صعبة اكتنفتها الخطورة، وأخطرها تشويه سمعة المقاومة من ‏خلال الانشقاقات والاعلام وغير ذلك. الا ان من الضروري ان يعلم الجميع ان المقاومة هي ليست كل ‏شيء، فاننا تيار ثقافي ديني شعبي خدمي اولا وبالذات، وما المقاومة الا خدمة الدين والشعب. ولعلي ‏طيلة هذه الاعوام حاولت ان احافظ على الخط الوطني في كل الافعال والاقوال والقرارات، وهو ‏اصعب الامور التي واجهتها، فقد كان هذا باباً لمعاداة الكثيرين مع شديد الاسف، الا اني على يقين انها ‏ستكون مدرسة في المستقبل.‏
‏ الفقراء يملأون بلادنا برغم اموال النفط. من الموصل حتى البصرة، مال كثير لم يغير شيئا كثيرا، ‏اذ ان ٣٠ من المئة من الشعب يعيشون في العشوائيات وما يسمى بأحياء “الحواسم”. هؤلاء في ‏عيونهم دمع وغضب واسئلة. ماذا يقول لهم السيد مقتدى الصدر؟
‏- بطبيعة الحال يضيع كل حق ان لم يكن الشعب مطالباً بحقوقه.‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة