الساحة السياسية يوم بعد يوم تتجلى صورها وتتحدد ملامحها رغم اننا قد نبهنا اليها عدة مرات وبمناسبات مختلفة وبما ان الحال وصل الى هذه الدرجة من الوضوح بات عليك ياسيدي ان تتخذ الخطوات المكملة لما بدأته في مشوارك السياسي منذ ان توليت منصب رئيس حكومة العراق
ان سبب استمرار الرؤوساء العرب في الحكم لعشرات السنين هو سيطرتهم التامة على وزارة الدفاع والداخلية والمخابرات والامن وهذا مافعلته انت اذ انك رفضت ان يتولى اي شخص هذه الوزارات والمؤسسات الامنية وجعلتها في قبضتك , هذا يعني انك كنت تؤسس لحركة قد تسميها انت تصحيحية وسنذكرها لاحقا
ونتيجة لهذه السيطرة , نتوقع منك خطوة مهمة وخطيرة , سنطلق على هذه الخطوة اسم ( طلقة الرحمة ) , انك الان تستعد لاطلاق رصاصة الرحمة على العملية السياسية المريضة حيث انها تعاني منذ عشرة سنوات الالام مبرحة ولا يوجد اي بصيص امل في شفائها حيث فشلت كل الجهود من اجل اصلاحها فالشركاء مختلفون مع بعضهم البعض وكانت هنالك فرص حقيقية في شفائها الا انك قد تماهلت عنها او ربما انك اعلم بخبايا واسرار شركائك وما يخفون
لااحد قادر على تغيير الوضع الراهن غيرك لاسباب عديدة اولها انك على رأس السلطة وكل الاجهزة والوزارات المهمة بقبضتك ولديك قاعدة عريضة من الجماهير من الطائفة الشيعية وشيوخ عشائر المنطقة الجنوبية والوسط وكذلك بعض رموز الطائفة السنية مثل السيد صالح المطلك ومحمد الكربولي ومشعان الجبوري ورئيس صحوة الانبار بالاضافة الى بعض عشائر المنطقة الغربية وبدأت تغازل عناصر من حزب البعث وتعويضاتك السخية لفدائي صدام هذه التعويضات التي لم يحصل عليها ضحايا الارهاب وشهداء الحركة الوطنية الذين ينتمون الى كل الاحزاب الوطنية وكذلك الاشخاص الذين قاموا بعمليات نوعية ضد صدام حسين امثال محمد مظلوم وراجي التكريتي وسطم الجبوري وغيرهم الكثير . ولديك تأييد ايران وامريكا, وهنالك محاولة للتقارب مع تركيا وعلاقتك مع السعودية تتحسن من خلال زيارات عدنان الاسدي لها والعلاقات مع الكويت طيبة وكذلك دعمك لحكومة سوريا. وتشرذم خصومك المحليين وخصوصا القائمة العراقية . وفي هذه السنة سوف يتم حصد الانجازات المهمة في البناء اذ بعضها يتم اكتمال بنائها مما ستزيد شعبيتك لدى الجماهير التي هي بأمس الحاجة لها , والتحسن المرتقب للكهرباء على رأس هذه الانجازات , كما ان من غير الممكن استمرار الوضع على هذا المنوال وهو الصراع على السلطة اذ انه من غير الممكن استمراره الى مالا نهاية والشعب يعاني مايعاني من قلة في الخدمات وامواله تتبعثر ويلعب بها السراق والجهلة , كذلك ان الشعب له حدود في الصبر , وبصراحة لو توفرت لخصومك مايتوفر لك الان لفعلوا ولن يترددوا ابدا , لذلك المطلوب هو الحسم , كما ان المطالبة بحكومة اغلبية جاء متأخر جدا ولو انك سبق وان طالبت به في الانتخابات البرلمانية السابقة الا ان عدم فوزك بالانتخابات جعلك تتراجع عنه , كما ان حكومة الاغلبية تعني هنا اغلبية طائفية اذ ان حزبك هو حزب الدعوة وهو حزب يخص طائفة دون غيرها ولا يحتوي جميع اطياف الشعب , لذلك تحقيق هذا الهدف غير مستحب بدون ان تبرهن للاخرين انك لاتفرق بين طائفة واخرى
الحركة التصحيحية او الثورة التصحييحة التي يجب ان تحصل هي كالاتي
1- الاعلان بان الاحتلال الامريكي هو خطأ تأريخيا , وانتقد الاحزاب والقوى السياسية التي حضرت مؤتمر لندن ووافقت على التدخل الامريكي , وبهذا ستكسب جماهير اضافية من القوى الرافضة للاحتلال
2- اعمل على تعديل الدستور
3- الضرب بيد من حديد على كل دعات الفتنة الطائفية من كلا الطائفتين الكبيرتين الشيعية والسنية
هذا الخطوة ستزيل عنك تهمة الفتنة الطائفية
4- القاء القبض على جميع الفاسدين الكبار من الشيعة والسنة ومحاكمتهم محاكمة علنية ليكونوا عبرة لغيرهم
5- تشكيل جبهة عريضة من الاحزاب الوطنية التي لم تهرول مع الفتنة الطائفية واطلاق الحريات
ورفع شعار
الدين لله والوطن للجميع
6- محاربة المليشيات جميعها ومصادرة اسلحتها ومحاسبة ومحاكمة القتلة , ومنعها من العمل نهائيا وبدون رجعة
7- العمل على توحيد موقف العراقيين العرب والغاء مصطلح العرب السنة , والعرب الشيعة وتوحيد الاوقاف الدينية فالمسلمين لهم رب واحد ونبي واحد وقرآن واحد . والعرب والاكراد وباقي الاقليات هم متساوون بالحقوق والواجبات والقومية الكبيرة ترعى وتحافظ على الاقليات الاخرى. واعمل على جعل العراق والشعب العراقي فوق كل قومية
كل هذه الخطوات تجعلك قادر على فتح صفحة جديدة من تأريخ العراق الجديد وستذكر كقائدا جماهيري وطني قام بالتصحيح المطلوب , وهو تصحيح ينتظره عامة الشعب , ان الولاية الثالثة لحكومتك امر مفروغ منه ستتحقق لك وعلى ضوء هذا ستكون انت الوحيد القادر على اخذ زمام المبادرة وكذلك انت الوحيد الذي يمتلك المعلومات والملفات على الكثير من الساسة الذين تورطوا بالارهاب والفساد
هذا المشهد الاخيرهو تحصيل حاصل لكل سياستك التي اتسمت بالفردية , كتبناه مضطرين لأنك ياسيدي الرئيس مصر على بقائك على رأس الحكومة ودائما ماكنت تحمل الاحزاب والكتل والاخرى مسؤولية الاخفاقت ماعليك الا ان تتخذ القرار بالتصحيح, وهذا تماما ينسجم مع سياستك على مدى دورتين متتاليتين , كنا نأمل ان تكون هذه الخطوات التصحيحية تأتي متدرجة مع السنوات العشرة الماضية وتسجل لصالح كل الاحزاب والقوى السياسية ولكن هذا ماحدث وكلُ يتحمل مسؤوليته التأريخية . العراق وشعبه لن يتحمل اكثر من هذه اللامبالات والدمار والاستخفاف بالدم العراقي وبثرواته نتيجة لصراعاتكم الانانية وغير المسؤولة تجاه بعضكم البعض والتي اوصلت البلاد الى حافة الهاوية .