16 نوفمبر، 2024 2:38 م
Search
Close this search box.

ميخائيل رومان..  كتب مسرحاً شجاعاً مفتوح العينين والقلب على الحياة

ميخائيل رومان..  كتب مسرحاً شجاعاً مفتوح العينين والقلب على الحياة

خاص: إعداد- سماح عادل

“ميخائيل رومان” كاتب مسرحي مصري من كتاب فترة الستينات، ولد في 1924 في القاهرة، تخرج في كلية العلوم بجامعة القاهرة سنة 1947، ثم بدأ حياته العملية مدرساً في المعهد الصناعي العالي في شبين الكوم.

كان “ميخائيل رومان” مطلعاً على المسرح العالمي، قديمه وحديثه، وقد تجلى هذا في مسرحياته المختلفة على شكل ملامح، من دون أن يتأثر بتيار محدد، لا في الموضوعات ولا في الأشكال الفنية، ونظراً لإتقانه اللغة الإنجليزية، فقد ترجم الكثير من المسرحيات العالمية عن الإنجليزية للإذاعة والتلفزيون، كما بدأ بكتابة القصة القصيرة والمقالات الأدبية، لكنه اتجه كلياً نحو التأليف المسرحي بدء من عام 1959، فكتب حتى وفاته المبكرة والمفاجئة 17 مسرحية، بعضها قدمته مسارح القاهرة، وبعضها الآخر نُشر داخل وخارج مصر، إلا أن القسم الأكبر منها ما زال مجهول المصير.

الهجوم..

كانت مسرحيات “ميخائيل رومان” الأكثر حدّة وصدامية من بين كتابات أبناء جيله، من حيث معالجتها لظواهر انحراف ثورة يوليو عن أهدافها المعلنة وتحولها إلى نظام أجهزة قمعية من أجل حماية السلطة. ونتيجة لذلك تعرضت مسرحياته لحملة تعسفية مستمرة، بحيث لم ينجُ أي منها من المنع المباشر أو من التهجم في الصحافة. وعلى الرغم من هذه الظروف لم تخلُ الساحة النقدية من أقلام أنصفته أدبياً وفنياً، من أبرزها محمد مندور، الذي وافقه الرأي بأن “كل عمل فني متكامل مستوفي الصدق الذاتي والموضوعي هو بالضرورة عمل ثوري”. وعشية حرب يونيو 1967 قال رومان في “مجلة المسرح” القاهرية: “أنا لا أطلب إلا مسرحاً شجاعاً مفتوح العينين والقلب، مقبلاً على الحياة كما يراها وكما ينبغي أن تكون”.

تشريح القهر..

في كتابه (تشريح القهر: قراءة في مسرح ميخائيل رومان) الصادر عن  الهيئة العامة السورية للكتاب، يذكر “مصطفى عبود” أن: “ميخائيل رومان هو من أكثر الكتاب المسرحيين إشكالية في المسرح العربي، فقد واجه الواقع الاجتماعي والسياسي في الستينيات بموقف حادٍ تمثل في التمرّد والاحتجاج والرفض لكل الممارسات الرامية إلى مصادرة الحرية بكل مستوياتها، وممارسة كل أشكال القهر ضد الإنسان. ولعل ما يبرز تلك الحدة وذلك الغضب العارم في موقف رومان تجاه القهر والاستبداد هو أنه ينظر إلى الحرية كمعادل للوجود الإنساني، فبتحققها تتحقق كرامة الإنسان وإنسانيته.. يركز رومان في معظم مسرحياته على شخصية البطل الفرد الذي ينتمي إلى الطبقة البرجوازية الوسطى، ويمثل دائماً شخصية الرجل المثقف الذي يعاني أساليب القهر كافة في ظل أنظمة استبدادية تكاد أن تنجح بوسائلها القمعية في إلغاء هويته الفردية. أما على صعيد التعبير اللغوي فقد لجأ رومان كمعظم كتّاب جيله إلى العامية المصرية بمستوياتها المختلفة، حسب طبيعة ومنطق الشخصية.. كتب ميخائيل رومان 17 سبعة عشر مسرحية: (الدخان، الحصار، الوافد، الليلة نضحك، المأجور، عزيزي رجب، حامل الأثقال، المزاد، الخطاب، الزجاج، ليلة مصرع جيفارا العظيم، كوم الضبع، 28 سبتمبر الساعة الخامسة، غداً في الصيف القادم، إيزيس حبيبتي، الزفاف، هوليود الجديدة). كما ترجم إلى العربية ثلاث مسرحيات، اثنتان منهما ل «آرثر ميللر»، وهما: «موت بائع جوال» و«ذكرى يوم الاثنين». وهناك مسرحية «غرفة المعيشة» لــ «غراهام غرين». كما ترجم رواية «سارتوس» لــ «وليم فوكنر». ومسرحياته هذه منها المسرحيات الطويلة ك «إيزيس حبيبتي» و«الدخان». والمتوسطة ك «الليلة نضحك» و«ليلة مصرع جيفارا ». والقصيرة كمسرحية «الوافد». وفي كل ما كتبه فإنَّ مسرحه لاينضوي تحت أية صيغةٍ أو شكل مسرحي محدَّد ومعرَّف، إذ نجد أن تجربته الإبداعية تحمل من ملامح المسرح التقليدي وخاصة في تياره «الطبيعي». كما نجد ملامح من المسرح «الملحمي» و«الوثائقي». وملامح من مسرح «اللامعقول» والمسرح «داخل المسرح» و«التعبيرية». ويمثل البطل الفرد عنصراً أساسياً من أهم عناصر البنية الدرامية عند ميخائيل رومان، إذ ينتمي إلى الطبقة الوسطى. ويجسِّد شخصية المثقَّف في صراعه مع القهر في ظل أنظمة الاستبداد المختلفة. ويمتاز بطله هذا بحساسية مرهفة وطباع رقيقة، ويتسم بسرعة الانفعال ما يدفعه إلى اتخاذ مواقف متطرفة وحادة، فهو دائماً يثور ثورات انفعالية ساخطة وغاضبة ضد كل أشكال القهر والاضطهاد. ونرى هذا البطل الفرد في كافة أعمال رومان، وغالباً ما يحمل اسم حمدي مبروك، فهو يظهر في مسرحية الدخان، وغيرها الكثير . كما يظهر في مسرحية «الليلة نضحك» باسم المضحك، وباسم «الفتى» في مسرحية «ليلة مصرع جيفارا العظيم». ويقدم لنا ميخائيل رومان وصفاً خارجياً لبطله حمدي، ففي مسرحية «الدخان» هو شاب في الثلاثين من العمر، طويل، نحيف، ضامر الوجه، ذو ملامح دقيقة. ومن الناحية التعليمية يحمل حمدي إجازة في الفلسفة في «الدخان»، ودبلوماً في الإحصاء في «إيزيس حبيبتي». إلا إنه في المسرحيات الباقية لا ترد إشارات لما يحمله من شهادات علمية. لكن دائماً يبدو عنده حمدي على قدر جيد من الوعي والاطلاع الثقافي، ولربَّما كانت ثقافته- كما يرى المؤلف- هي المدخل إلى أزمته، وبالإضافة إلى حمدي هناك شخصيات عديدة يتكرَّر ظهورها في مسرحيات ميخائيل رومان، كشخصية جمالات وفريدة ورجال الأمن”.

ويواصل: “ومن جانب آخر، تبدو النهايات التبشيرية في مسرح رومان، بزيفها وتلفيقها، انعكاساً آخر لما يمكن تسميته بأدب السلطة أو أدب النظام، وهو الأدب التبشيري الذي واكب شعارات السلطة وبياناتها، واعداً بتحقيق مجتمع أفضل تسوده العدالة والحرية والديمقراطية. و أمَّا الصراع الدرامي في مسرحه، فيكاد يكون واحداً، فهو غالباً صراع خارجي يقف البطل وحيداً في أحد طرفيه، فيما تقف قوى القهر باختلاف أشكالها في الطرف الآخر. والاستثناء الوحيد ربَّما يكون في مسرحية «الليلة نضحك» حيث تقف إلى جانب البطل طبقة الفلاحين بكاملها. وتأخذ قوى القهر هذه أشكالاً وصوراً مختلفة، فقد تكون أفراداً أو أجهزة أمنية أو أنظمة حكم معينة، وأحياناً تكون قوى ممثلة بمفاهيم وتقاليد وعادات اجتماعية، أو نمط استهلاكي يستلب حرية الإنسان وإرادته ووعيه. والصراع عادة في مسرح رومان إمَّا أن يأخذ شكل المواجهة المباشرة بكل عنفها ودمويتها، وإمَّا أن يأخذ شكل مواجهة رمزية، كما في مشهد المزاد في مسرحية «ليلة مصرع جيفارا العظيم»، أو في المحاكاة التهكمية الساخرة في مسرحية «الخطاب»، أو في الاستعراض التشكيلي الراقي في مسرحية «الليلة نضحك». وإلى جانب هذا الصراع الخارجي كنا نجد في كثير من الأحيان صراعاً داخلياً، وأحياناً تكون له وظيفة درامية هامة ويساهم في خدمة الرؤيا الفكرية وإيضاحها كما في الصراع الذي يدور داخل حمدي في مسرحية «الدخان» وداخل «هو» في مسرحية «الخطاب». والحوار في مسرح ميخائيل رومان يحقِّق وظيفته الدرامية، ونادراً- حسب المؤلف- ما يشهد هذا الحوار نقاط ضعف وترهل. ولعل الاستثناء الوحيد من هذا الحكم هو مسرحية «ليلة مصرع جيفارا العظيم»، التي مال الحوار فيها إلى المباشرة الخطابية والسطحية. والمتأمل في مسرح رومان عموماً يرى أنَّ التشاؤم يهيمن على أجواء مسرحيته «الوافد» و«الخطاب». بينما يرى أنَّ الانفراج والأمل والانتصار يخيم على باقي أعماله بل ويسكنها. على أنَّ النهايات المتفائلة عنده والتي تميل إلى التبشير، تبدو ضعيفة وغير مقنعة، هذا إذا لم تكن زائفة وملفَّقة”.

الدخان..

في مقالة بعنوان (مسرحية الدخان.. أن تكون “دون كيشوت” القرن العشرين) تقول “رنا الجميعي”: ” مسرحية “الدخان” للكاتب المسرحي “ميخائيل رومان”، تقول المعلومات القليلة إنه كتبها عام 1962، ولكن تم نشرها في فبراير 1968. مع النظر لتاريخ كتابتها، حيث كان عهد عبد الناصر في أوجه، لم تكن هناك نكسة بعد، لكن المسرحية تُطل على المشاهدين بنفس طعم الهزيمة، لكنها هُنا هزيمة فردية، فالبطل حمدي، الذي يؤدي دوره “وليد عبد الغني”، مُغرق في أحزانه الشخصية، صار عبدًا للأفيون، المنتشر في ربوع مصر.. طيلة المسرحية الدرامية، المصبوغة بمسحة كوميدية، كان حمدي يروي قصته، كنموذج للشاب المتعلم، هو خريج آداب فلسفة الذي تمكن من العمل بشركة الأصباغ الكاوية، ككاتب على الآلة، لا نراه في لحظات نجاحه، كشاب يصرف من جيبه على منزل مكون من أخت وأخ وأم، بلا وجود العائل الأساسي وهو الأب المتوفي، لكن نُشاهده في أسوأ لحظاته مُلتزمًا بسيجارة دائمة بين أصابعه، وقد انحدر مع شُربه للحشيش، خسر عمله، وتعلّقت زوجته حسنية (ندى النوبي) بذيله لمدة عام، التي عقد قرانه عليها، دون تأسيس شقة تجمعهما سويًا، كما أنه سرق المعاش الخاص بأبيه من أجل متعته الخاصة.. كانت مأساة حمدى هو حاضر العمل المسرحي، الذي وصف نفسه بأحد المشاهد “أنا دون كيشوت القرن العشرين”، اندرج اسمه ضمن روتين ضاغط، لوحش اسمه الآلة الكاتبة “اللي من أيام سيدنا نوح”، كما قال، لم يكن هناك مجال للإبداع، أو للانفلات من هذا الروتين، هو الشخص المُتفرد الذي ثقف نفسه، وكانت حواراته مع أخته جمالات، عن الفن والدين والفلسفة، لكنه اصطدم بواقع قاسي، حيث قابل أشباه لا موهوبين، ووصوليين، كما كانت شخصية فؤاد، زوج جمالات، الذي لم يكن يراها سوى باعتبارها ماكينة مال”.

العرضحالجي..

وفي مقالة بعنوان (العرضحالجي لميخائيل رومان) يقول “د. حسام عطا”: “إنه ميخائيل رومان هذا الصوت الخاص فى المسرح المصري، لا يزال طازجا للغاية وما زالت حيويته قابلة للتأمل والاستعادة، أكثر الأمور إدهاشا فى ميخائيل رومان أنه القائل بصراحة بأن معرفته بالمسرح محدودة جدا، وأنه عرف المسرح من مشاهداته العادية، فقرر أن يكتب له ما يفكر فيه، كما أنه صاحب التصريح الصادم أنا لم أدرس أو أقرأ أية كتب فى حرفية الكتابة أو النظريات الدرامية، وقد كانت ميزته الأساسية هى اختياره للصيغة الواقعية المسرحية، متمسكا برؤية خاصة جدا للمجتمع، لم يكن رومان إذن إلا صوتا مصريا أصيلا عن نفسه ومجتمعه تقريبا، بمثابة مفكر حساس لا يصدر عن عقل محمل بقراءات كثيرة وفلسفات متنوعة بل عن عقلية ترتبط بمجتمعه وبرؤيته الخاصة للحياة والناس.. لقد كتب ميخائيل رومان للمسرح من هذه الحساسية الشخصية التى ترى الحياة اليومية وتتنفس تفاصيلها الحية بعين شديدة الحساسية، وبمقدرة على الرؤية القريبة النافذة للواقع وللناس، إن (العرضحالجي) هو شعور عام يستعيده معظم المشتغلين بالكتابة، حيث الكتابة هى ذلك التعبير الحى عن رغبة حقيقية فى تحسين الحياة، إنها بتعبير شاعرنا الكبير صلاح عبد الصبور شهوة إصلاح العالم، وهى تلك الحالة التى تنتاب حمدى عندما يقرر الكتابة، إنه يكتب لإصلاح عالمه، إنه يريد أن يشكو الفساد البيروقراطى الذى عاد ليسيطر على مقدرات الأمور آنذاك فى 1967، إنه وبرغم المشروع القومى الذى دخلته مصر آنذاك، إلا أن إقطاعا جديدا كان قد بدأ فى الحضور هو الإقطاع البيروقراطي، وكان قد بدأ بالسيطرة وإدارة المصالح فى اتجاهه هو، هذا الإقطاع البيروقراطى الذى وقف واضحا، خلف حرب 1967 التى لم يخضها المصريون بالأساس، إنها الصدمة الكبرى لأحلام كبرى عاشها المصريون، وفى هذا الصدد يأتى ذلك النزوع نحو حمى الشراء والاستهلاك والصعود الطبقى بما يحويه من صراع خفى حاد بجانب فساد الإقطاع البيروقراطي، الذى سيطر على معظم تفاصيل المجال العام فى مصر.. إن حمدى هنا وهو يتألم من الصراع الطبقى الحاد الذى يعبر عن رؤيتين مختلفتين للحياة وللأمور، رؤيته هو المعبرة عن رغبة فى العيش المستقيم دون بهرجة ولا تكلف بينما تحكم فريدة زوجته رؤية أخرى هى تلك الرغبة الحارقة للاستهلاك والشراء وعقد جلسات “استقبال السيدات” زوجات الكبار اللاتى يضعن أيديهن فى كل شيء، إنه زواج ابن القرية الذى صعد عبر حراك اجتماعى حدث عبر التعليم بفتاة من بقايا الطبقة البورجوازية المنهارة التى تحاول استعادة مكانتها مرة أخرى عبر الزواج وإدارته لمصلحتها الخاصة التى تستهدف النفاذ داخل ذلك الإقطاع البيروقراطي، واستعادة تقاليد وعادات قديمة قامت ثورة يوليو 1952ضدها بالأساس، أبرزها حمى الامتلاك والشعور بالتميز عبر القدرة على الشراء والاستهلاك، كمقدرة تميز فريدة ومن تمثلهم، عن طبقات أخرى لا تقدر على شراء تلك البضائع القادمة من باريس ولندن وهونج كونج، فى لحظة تاريخية خطرة كانت تهدد كيان الوطن كله، ولذلك فالكاتب عندما لا تتم تثمين أفكاره بمقدرة السلطات العامة على فهمها وفحصها وإدراكها وإتاحتها للرأى العام والأخذ بها كمشاركة واجبة فى إدارة الشأن العام وإصلاح الحياة، تحول الكاتب إلى (عرضحالجي) يكتب الشكاوى بل، إن (العرضحالجي) لا يعانى هذا الضغط، لأنه يصيغ متاعب وهموم الآخرين لا همومه وهموم الشأن العام”.

ويضيف: “إن ميخائيل رومان بقدرته على التدفق العاطفى والرصد الحى لتفاصيل خاصة لا يجمعها منطق واحد إلا رؤية الكاتب شديدة الحساسية، تمكننا من رصد معاصر لهؤلاء الباحثين عن منتجات استهلاكية كمالية يتم استيرادها بمئات الملايين من العملة الصعبة بينما تخوض مصر معركة مصير حول وجودها ونهضتها وإمكانية مساهمتها فى المستقبل، ولذلك فحمدى حين يهاجمهم حمى الاستهلاك والفرق فى التفاصيل والمكاسب والأهداف الخاصة الصغيرة، فهو يتحدث عن مصر الآن، بينما تحالفات قديمة مكررة ورغبات خاصة وصراعات حول المال والنفوذ تدور بعيدا عن معركة مصيرية وأخطار تحيط بمشروع مصر الكبير الدائر الآن، رغم قسوة الظروف الموضوعية المحيطة.. وهكذا تظل مسرحية (العرضحالجي) قابلة للاستعادة وللتأمل مع بعض التدخلات الدرامية الطفيفة لتصبح دالة على مجموعة من التفاصيل الصغيرة سلبية الطابع تقع فى خلفية المشهد العام، لكن تجاورها وكثرتها وقدرتها الهائلة على الضغط العصبى مؤثرة بلا شك فى الرأى العام والفضاء العام، وأفكار الحرية والتحديث والمستقبل، لأنها مسرحية هامة تدعو لضرورة وجود مشروع نهضوى اجتماعى بجوار مشروع الدولة، يسانده ويدعمه ويضيق الفجوة الممكنة بين الرأى العام المعلن والرأى العام الشعبى فى الشارع وفى تضاريس المجتمع جميعها”.

وفاته..

توفى ” مخائيل رومان في 1973 وكانت وفاته مفاجأة للجميع.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة