قلت مطول كوني اريد المقارنة مع مقال لي نشر قبل اشهر بعنوان (لقاء قصير) ، وكان مع السيد رئيس هيئة التقاعد الوطنية ، وكانت مدته حسب ما ذكرت لكم اقل من خمسة دقائق حول حقوق قانونية تشمل شريحتين واسعتين ..خرجت من دائرته متألما بسبب قناعتي ان العراق سوف لن يكن دولة مؤسسات في المنظور القريب طالما ان التداول بالقوانين يتم بهذه الطريقة رغم وضوح تلك القوانين وبتاتها .. يقول لي بعض الاخوة انه ينبغي التخفيف من النقد والمهادنة لفترة لحين اعداد الموازنة مثلا فعسى ولعل.. فأجيبهم لا تهمني حقوق الجيش السابق بقدر ما يهمني ان نكون دولة مؤسسات وقانون لأن فيها سيأخذ كل ذي حق حقه بموجب القانون ولا تبقى الاجتهادات والاهواء والاحزاب وثارات قريش تفعل فعلها ، أما اذا هادنا غير الملتزمين بقوانين الدولة فأن ذلك سيكون تشجيعا لهم في المضي قدما .وهذه ليست من شيم المواطن الحر . بل من صفات الشيطان الاخرس الساكت عن الحق ، وهذا المبدأ الذي اتبعه مع القليل من الجرأة .. جعل البعض يتصورون اني (واصل) عند الحكومة ، فيسألوني لماذا لا تطرح الموضوع الفلاني على السيد العبادي فأجيبهم لا استطيع اليوم لأني بالعادة اتناول طعام العشاء معه يومي الاثنين والخميس فقط فيجيبوني (اي والله اخوي ترة الامور حيل صارت صعبة) ،
المسألة باختصار هي أني لن اعادي عراقيا رغم اني معارض له بفكري وقلمي الذي لا يعرف السب والشتم ولا يميل للتشدد ، ولا يتحدث بحدة الا دفاعا عن مادة دستورية او قانونية من المواد التي رتبت (حقوقا لشعبي وتم خرقها ) ، ولذلك لم يرد علي احد رغم ان مقالاتي تجاوزت الألف ، كونهم لا يستطيعون الرد على طرح قانوني صرف ورغم اني تعرضت لوزارات ونواب ومحكمة اتحادية ، ونقدت قوانين ومواد دستورية وخروقات للدستور دون رد .ولذلك لم تتعجبوا عندما امتدحت لجنة الحجز والمصادرة كوني كنت قد نقدتها نقدا شديدا في مقالات سابقة في بداية عمل اللجنة لكنها عندما استقر عملها وراجعت وضعها اقترب عملها من المثالية فامتدحتها لأني ادري انكم لمستم بأنفسكم ان استقبالها العراقي لكم كان راقيا ،وعملها صار كذلك ، وألا هل سمعتم بلجنة او حتى محكمة تعيد النظر بقراراتها من تلقاء نفسها ؟؟؟
وشتان بين من يقابلك لخمسة دقائق على مضض ، وبين رئيس اللجنة الذي يقابلني في غرفة موظفيه حتى الرابعة عصرا ، ويسمع مني بانتباه شديد ويستلم دراستي المطبوعة ، ويؤمن معي ان القانون بحاجة الى تعديل من لدن مجلس النواب ، وسأتعاون في هذا المجال خصوصا وأن القوانين هي عمل انساني، ولذلك لا بد ان تظهر فيها بعض الثغرات اثناء التنفيذ ، وألا فالمثال لله وحده، رغم علمي بأن املاكه مصادرة ابان النظام السابق ، وشتان بين السيد الامين العام لمجلس الوزراء الذي يطلع على مقال سابق لي بخصوص عمل اللجنة ، ويوجه كتاب شكر للجنة على ضوء المقال وبين ثلاثة من السادة وزراء الدفاع السابقين الذين هم الاحوج لمقالاتي وخبرتي العسكرية رغم وجود مكتب اعلامي ضخم لديهم ولم يطلعوا على مقال واحد من عشرات المقالات التي نقدت فيها تنظيم الوزارة او ادارة الحرب ضد الارهاب ، وشتان بينه وبين السيد رئيس هيئة الضرائب الذي لا زال يمنع (حق التقاضي) المكفول دستوريا وكفله القانون (72) من خلال رفضه تصديق وكالات المحامين للمشمولين لمن هم غير مقيمين في العراق .. انها الوطنية ايها الاخوة وليس غيرها . وشتان بينهم وبين الأخ الحاج مهدي (ابو صلاح) الذي يعرف نزاهته واخلاصه ليس اقل من نصف المشمولين والذي عرفني حال دخولي لكونه يقرأ مقالاتي في الزمان الغراء وعليها صورتي ، دخلت والله ووجدت مشمولا جالسا في ضيافته وطال حديثه والاجابة على استفساراته اكثر من نصف ساعة .. اعرفتم ما معنى الوطنية؟؟ أعرفتم كيف يكون الانسان انسانا عندما يعلم أن الكل مواطنين في هذا البلد ولا فضل لأحد على احد لأنه وطن الجميع ان كنت من النظام السابق او اللاحق أو كنت من قومية او دين او مذهب الاكثرية ام الاقلية ؟؟ اعرفتم معنى القول (الوحدة بآمرها ) ، واخيرا اعرفتم لماذا كنت اتحمل المسؤولية وأقول لكم اعترضوا ومن لديه الف بيت تملكه ليس بسبب المنصب الرسمي او الحزبي فأن ملكيته مصونة بموجب القانون .. السبب هو ثقتي بمن في لجنة الحجز والمصادرة ، وفي مرجعها الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وفق الله كل غيور على شعب العراق الصابر المحتسب .