17 نوفمبر، 2024 7:34 م
Search
Close this search box.

في : اجواء المنطقة .!

في : اجواء المنطقة .!

من زاويةٍ نصف فلسفيةٍ او اقلّ , ومعزّزة بمسحاتٍ من أخيلةِ الأدب والفن الموضوعية , فيمكن الإفتراض ” ولو مجازاً ” أنّ الأعاصير والفيضانات وغزارة الأمطار اللائي ضربنَ دولاً عربيةً عدّة ومنها العراق , قد تكون مؤشراتٍ تمهيديةٍ لأحداثٍ ومتغيراتٍ جديدةٍ في المنطقة العربية او عموم الشرق الأوسط , وممّا يكسر حواجز التردّي السياسي ويُهشم الميثولوجيا الدينية والسياسية الشرقية القائمة ويخلع عنها رداء التأريخ المتهرّئ , وتستند او تتعكّز تلكم التصورات على : –

A – إنّ أزمة خاشقجي قد إنخفضت حدّتها ودرجة حرارتها , ممّا جعل السعودية تستعيد التقاط انفاسها , وتعود ” سياسياً ” الى أخذ زمام المبادرة في دورها في المنطقة , وسيّما بعد أن قدّم الرئيس ترامب شكره للمملكة على دورها الفاعل في تخفيض اسعار النفط بعد الشروع في العقوبات الأمريكية على طهران , ونلاحظ هنا أنّ التصريحات الرسمية التركية بخصوص التحقيقات والدلائل الملموسة حول قتل خاشقجي قد خفتت وتيرتها على ذات الوتر.! ولأسبابٍ مكشوفة ومتوقعة , وكان لابدّ منها .!

B – هنالك مساعٍ دوليةٍ جادّة لإيقاف الحرب في اليمن ” من كلا الطرفين السعودي والحوثي ” وتقود تلك المساعي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة , وهي في صالح المملكة بالدرجة الأولى قبل أن تكون في صالح الشعب اليمني الذي لا نوقَ له ولا جِمال في هذه الحرب المفروضة , وهي احدى عوامل الضغط على ايران ايضاً , والتي قد تضطر لوقف دعمها الصاروخي واللوجستي للحوثيين جرّاء العقوبات الأمريكية او جرّاء محاولة التخلص منها .!

C – وإذ تبقى الأزمة القطرية – الخليجية هي المحور المركزي الذي يُكبّل مجلس التعاون الخليجي والسعودية ويسبب لها مضاعفاتٍ مرضيّة , إنّما ليس من المنطق ولا المعقول ديمومة واستمرارية هذه الأزمة وهذا الشرخ الخليجي وبسرعةِ نموٍّ وانتفاخٍ غير طبيعي , كما من خارج السُنّة السياسية أنْ يواصل الأمير القطري الشاب تميم بن حمد آل ثاني لأن يركب رأسه بالضد من المصالح الأقتصادية لبلاده ويفتح هذا الشقّ في السياسة الخليجية شبه الموحدة , ودونما أن يهرع لخياطة هذا الشق وترقيعه وكأنه غشاءً سياسي , ومن الملاحظ في هذا الصدد أنّ الأدارة الأمريكية لم تباشر بعد لإرغام الأمير القطري للتراجع 180 درجة عن موقفه , وهي قادرة على ذلك خلال دقائقٍ كما فعلت مع والده امير قطر السابق الشيخ ” حمد بن خليفة آل ثاني ” الذي تولّى الإمارة عام 1995 بعد قيامه بأنقلابٍ ابيض او ” اسمر ! ” على والده امير قطر السابق للسابق الشيخ ” خليفة بن حمد آل ثاني ” .. ومن الواضح أنّ ادارة ترامب تمتلك برمجةً ممنهجة في تسيير دفّة العقوبات على طهران ومحاصرتها من الجهات الخمس .! وسيأتي دور شبه الجزيرة القطرية مهرولاً او مسرعاً .!

D – هذه القراءة الأوليّة او هذا الأستقراء من زواياً لم تكتمل جميعها بعد , وسوف لن تتأخّر في لملمة اجزاء الصورة المقبلة لأوضاع المنطقة , انما يقودنا ” وهو الأساس ” نحو دور العراق في الخريطة السياسية الجديدة للمنطقة , فعلى صعيد السياسة الداخلية فليس من المؤمّل ايّ تلاشٍ للفوضى السائدة سياسياً واقتصادياً وحزبياً وخصوصا في ظلّ استشراء واستفحال فيروسات الفساد المالي الذي ينخر في الجسد العراقي نحو الأعمق كأسرابٍ وارتال من حشرات الأرضة الجائعة والمتعطشة , والمدعومة لوجستياً من اسرائيل وسواها كذلك .! , لكنّ الأهمّ من ذلك ” ممّا يبدو ” هو التعرّف على السياسة الخارجية للحكومة العراقية الجديدة والمتصارعة مع نفسها عمّن يتولّى ويقود أمنها المفقود من الوزارتين ذات العلاقة .! , حيث وبكلّ وضوحٍ فأنّ قيادات احزاب الأسلام السياسي الحاكمة والمتحكّمة بمفاصل الدولة العراقية وبكلّ زواياها , والتي لها ارتباطاتها السيكولوجية والعاطفية والدينية < بعيداً عن العروبة والوطنية والإنتماء > , فأنها مجتمعةً تتجاوز خلافاتها السلطوية عبر رفضها الألتزام المطلق بالعقوبات الأمريكية على ايران , وبالرغم ممّا قد يتسبب ذلك من ضررٍ وعقوباتٍ اخرى للعراق وللمصالح الذاتية والحياتية والأقتصادية للشعب العراقي .!

لكنّه وبأنهماك السيد عادل عبد المهدي في استكمال كابينته الوزارة ” والتي تتسبب بأحراجٍ شخصي وسياسيّ لمركزه وقدراته ” , وبأخذٍ بنظر الأعتبار الساخن عن التوجهات السيكولوجية والفكرية لعبد المهدي في التنقّل بين محطّات البعث والشيوعية والأسلام المذهبي , والأصطفاف الحارّ الى الجانب الأيراني إبّانَ الحرب العراقية – الأيرانية , وكذلك مع علاقاته الثقافية والزمنية مع الفرنسيين والأفرنجة , فليس مستبعداً منه الإنصياع والتناغم مع متطلبات المرحلة المقبلة للعقوبات الأمريكية على ايران ومستلزماتها السياسية .! وبقدر ما يمثّل ذلك اختباراً صعباً لقُدُرات الرجل , فهل يقدر على ذلك .!

أحدث المقالات