16 نوفمبر، 2024 1:57 م
Search
Close this search box.

رواية فوانيس المخيم.. ترصد معاناة أهالي المخيمات وحلم الوطن المفقود

رواية فوانيس المخيم.. ترصد معاناة أهالي المخيمات وحلم الوطن المفقود

خاص: قراءة- سماح عادل

رواية “فوانيس المخيم” للكاتب الفلسطيني “سليم النفار” تتناول أزمة شريحة من الفلسطينيين في أحد المخيمات بسوريا، في الفترة من الستينات وحتى الثمانينات، وكيف أن من يستشهدون ويروحون ضحية الدفاع عن الوطن والتمسك به هم من الفقراء، في حين أن أبناء الأفندية والأغنياء لا يمسهم السوء، كما تنتقد القادة الذين لم يتخذوا الخيارات الصحيحة واهتموا فقط بمصالحهم الفردية تاركين أبناء المخيمات في عذاب مضاعف.

الشخصيات..

خالد: شاب مثقف متعلم، يقرأ لأهل المخيم الرسائل ويناضل مع أصدقاءه، يحب “سوسن” فتاة جميلة في المخيم.

محمود: صديق “خالد”، يناضل مثله، فقد أخويه في الحرب الأهلية اللبنانية، وسافر هو و”علي” و”سوسن” إلى لبنان للمشاركة في النضال.

علي: مات أبوه جراء النضال والدفاع عن وطنه فلسطين، وذهب هو أيضا إلى لبنان ليستأنف نضال والده.

سوسن: فتاة جميلة تلتفت إليها كل العيون في المخيم، لكنها أيضا مناضلة تعمل بشكل سري، وتذهب إلى لبنان مع “علي” و”محمود” تاركة “خالد” حبيبها ورائها، وتتعرض لشظايا في جسدها جراء أحد التفجيرات لكن ما يهزمها هو موت “خالد”.

ام صابر: سيدة عجوز، هجرت وزوجها من يافا، تعلم أطفال المخيم وهي سيدة قوية توبخ الجميع على أفعالهم.

ابو صابر: جاء بمركبه من يافا بعد أن ظن أنه سوف يترك بلده أيام ويعود، لكن امتدت غربته سنوات حافظ فيها على مركبة لأجل حلم العودة إلى يافا.

فضل: شاب في المخيم، تعلم بشكل جيد وتعرف على “فاطمة” التي أحبها بجنون وتزوجها، لكنه سيتغير ويتزوج من راقصة تاركا زوجته وابنته “سوسن” في المخيم.

فاطمة: فتاة مثقفة ومتعلمة، تحب “فضل” وتتزوج منه وتعيش سنوات طويلة في سعادة، لكنه يتحول عنها ويهجرها ثم تفجع في ابنتها التي أصبحت حزينة ومهزومة.

أم علي: نموذج للفلسطينيات المثابرات، اللاتي يقتل أبنائها في حروب وصراعات لا طائل لها ويهدها الحزن والوجع، تحزن لأبناء قتلوا في الحرب وآخرون سافروا للنضال وهي رغم ذلك قوية وتتحمل ما لا يتحمله بشر.

الراوي..

الراوي عليم، يحكي عن الشخصيات، وينقل أفكارها ومشاعرها الداخلية،  ويتتبع الشخصيات منذ الطفولة وحتى الكبر.

السرد..

تنقسم الرواية إلى أقسام معنونة كل عنوان يبدأ بكلمة فوانيس، يحكي فيها الراوي عن أهل المخيم ويفرد مساحة لبعض الشخصيات في حين يمر مرورا عابرا على شخصيات أخرى، حيث أعطي مساحة لحكاية “فضل” و”فاطمة” وحكاية “خالد” و”سوسن” أكثر، الرواية تقع في حوالي 220 صفحة من القطع المتوسط، والحكي يتناول حاضر الرواية وهي منتصف السبعينات ثم يعود إلى الماضي في أوائل الستينات، ثم يعود مرة أخرى للحاضر، وتنتهي الرواية نهاية مفتوحة دليل عل أن مشكلة أهل المخيم لم تحل وليس لها حل في الأفق القريب.

أهالي المخيمات وحلم الوطن المفقود..

ترصد رواية “فوانيس المخيم” بشكل أساسي معاناة أهل مخيم فلسطيني في اللاذقية في سوريا في الفترة من أوائل الستينات وحتى الثمانينات، وأحيانا تعود إلى ما قبل ذلك، تحكي عن أحلام “أبو صابر” الذي ترك يافا وهو ممتلئ بالأمل أنه سيعود إليها بعد أيام قليلة وقت نكبة 48، مصدقا الزعماء والحكام العرب الذين وعدوه وباقي الفلسطينيين بتحرير الأرض، لكن غربته تمتد لسنوات طويلة والنكبة تجيء بعضها نكبات، نكسة 67 ثم حروب وصراعات ينجر إليها الفلسطينيين ويعانون منها، ويكونون أغلب الضحايا من وراءها، رغم أنها ليست صراعاتهم وإنما صراعهم الحقيقي مع العدو إسرائيل، لكن تقوم الحرب الأهلية في لبنان وقبلها بعض الحوادث، ويكون الفلسطينيون ضحايا تلك الصراعات ويموت منهم الكثير.

ومن لم يمت يعش في مخيمات تطفح بالفقر، يحاولون الاستمرار في حياتهم متسلحين بحلم العودة إلى أراضيهم التي انتزعت منهم على أيدي الصهاينة والاستعمار الذي دعمهم، فيظل “أبو صابر” محتفظ بمركبه لأنه يحلم أن يبحر بها مرة أخرى على شاطئ مدينته يافا، لكن لا يتحقق حلمه ويأخذها الشباب “علي” و”محمود” إلى لبنان ليستمروا في النضال ثأرا لمن قتلوا من أهلهم. وتعاني النسوة من الفقد والحزن وهن يشاهدن أبنائهن يقتلوا أو يرحلوا بعيدا.

ويظل حلم العودة هو الحلم البعيد الذي يشكل داعما لهم في المخيم، لكن الشباب من أمثال “محمود” و”علي” و”خالد” و”سوسن” لا يكتفون بمجرد الحلم وإنما يتحركون ويناضلون ويدافعون عن أنفسهم وعن حلمهم، ورغم أن الصراعات والحروب ولعبة المصالح، والقادة الفاسدين الذين لا يعملون إلا وفق مصالحهم، قد يسببون لهم هزيمة مؤقتة لكن الإرادة لديهم تنتصر ويتغلبون على الهزيمة.

الحب رغم الصعاب..

رغم أن الرواية ترصد معاناة الفلسطينيين إلا أنها أيضا ترصد علاقات الحب التي تنمو في المخيم، فرغم الغربة والمعاناة يستطيع اللاجئون الحب والاستمرار في الحياة بأمل، ف”فضل” يحب “فاطمة” ويظل حبهما مشتعلا عدة سنوات، و”خالد” أيضا يحب “سوسن” منذ الطفولة، وحين ترحل إلى لبنان يذهب وراءها ليموت هناك وهي تفقد عقلها بعض الوقت، فالحب يظل موجود رغم صعوبات الحياة وقسوتها ووحشيتها فهو الذي يعطي للحياة معنى وللناس أمل في الاستمرار.

أهم ما يميز الرواية أنها تدين القادة والزعماء، سواء من العرب أو القادة الفلسطينيين الذين لا يهتمون بالكادحين والفقراء ويعتبرون السياسة لعبة مصالح.

الكاتب..

“سليم النفار” من مدينة يافا ومن حي العجمي، لجأ أهله إلى مدينة غزة بعد نكبة العام 1948،  ولد في غزة في مخيم الشاطئ للاجئين في العام 1963، درس الأدب العربي في جامعة تشرين سوريا، ساهم في المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي من أوائل الثمانينات.

شكل ملتقى “أبوسلمى” السنوي للمبدعين الشباب في جامعة تشرين في العام 1986، وهو عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين- غزة، وساهم في تأسيس جماعة “الإبداع الثقافي” في غزة في العام 1997.

صدر له:

  1. تداعيات على شرفة الماء، اتحاد الكتاب- القدس 1996.
  2. سُور لها، دار الأمل للنشر- غزة – 1997.
  3. بياض الأسئلة، مركز أوغاريت – رام الله 2002.
  4. شرُفٌ على ذاك المطر، – القدس – 2004.
  5. هذا ما أعنيه.. سيرة ذاتية، عن المؤسسة الفلسطينية للإرشاد 2004.
  6. حالة وطن وقصائد أخرى، دار دروب الغد العلمية – الأردن –2014.
  7. الأعمال الشعرية الناجزة، وزارة الثقافة الفلسطينية – رام الله 2016
  8. غزة 2014 تأملات و يوميات عن مكتبة كل شيء 2017.
  9. فوانيس المخيم، رواية، 2018 .

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة