لا أنفي ولا أؤكّد أنّ العنوان اعلاه له علاقةً اقتباسية او إيحائية , وايضاً استلهامية بمقولة او مفهوم < الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر > , لكنه قطعاً وبتاتاً لا ينطبق عليها المعنى الخاص لأحد افعال اللغة الأنكليزية Plagiarize الذي يعني < سرقة افكار الآخرين > .
من الملاحظ أنّ شدة وكثافة تكرار واستخدام اصطلاح ” الفساد المالي ” الذي غمر العملية السياسية والوزارات وبعض السلطات , قد جعلت هذا الإصطلاح لا يفقد بريقه فحسب , بل امسى يبعث على الملل وعدم الأكتراث جرّاء فقدان اية مصداقية لمكافحة هذا الفساد , وسيما أنّ من الذين يزعمون ويروجون لهذه المكافحة هم من اكثر خلق الله فساداً على الأرض , واذ اضحى الفساد والفُسّاد حقيقةً قائمة وأمراً واقعاً لا يمكن حتى زحزحته , والشعب العراقي على دراية وقناعة في ذلك , لكنّ الأخطر من كلّ ذلك والذي يهدد الأرواح والصحة , والذي يتلاعب بعدد سنوات العمر وتقصيرها , هو ازدياد الأنباء عن وجود سفنٍ وبواخر في مياه الخليج العربي تقوم بتصنيع خلطاتٍ من الأدوية المغشوشة والتي من غير المعروف ماهية المواد المضافة اليها , وثم تقوم سفن القرصنة والتي تضم في اداراتها وقياداتها كادر من الكيمياويين المتخصصين الفاقدي الضمير والأخلاق , بتعبئة او اعادة تعبئة الأدوية المرسلة الى العراق في علبٍ وزجاجاتٍ واشرطة مكتوب ومطبوعٌ عليها أسماء المناشئ والشركات والدول ذات السمعة العلمية الجيدة , ومن الطبيعي وجود تجّار وعملاء واصحاب مذاخر في داخل العراق وهم الذين يتولون عملية تنظيم ادخالها واستيرادها وكأنها قادمة من مناشئ عالمية وبمواصفاتٍ عالمية .!
ويجرّ هذا الأمر لإعادة الحديث عن اسعار الأدوية المختلفة في الصيدليات , وكذلك العلاقة غير الحميمة بين عددٍ من الأطباء والصيادلة لإرشاد مشتري بعض هذه الأدوية الى صيدلياتٍ ما بعينها .. وبنحوٍ اشدّ واكثر قلقاً للتساؤل عن الأسباب الموجبة التي جعلت قادة العملية السياسية واحزابها الدينية ليقوموا بألغاء ” المؤسسة العامة للأدوية ” او دورها في حصر استيراد الأدوية بيد الدولة فقط وعدم السماح لأصحاب المذاخر للأستيراد المفتوح والحر للأدوية ودونما رقابة فعلية ودقيقة .
وعلى الرغم مما جرى طرحه في وسائل الأعلام بهذا الشأن وهذا الصدد , فكافة رؤساء الرئاسات الثلاث ومعهم قادة احزاب الأسلام السياسي , وعبر كلّ الحكومات التي اعقبت الأحتلال , فأنهم إمّا يتهيّبون ويخشون ويتجنبون الرد او الأجابة عن هذا الخطر الذي يقضم من حياة العراقيين بنسبٍ متفاوتة , او انهم لا يكترثون لذلك.
نشير ايضاً أنّ عمليات التلاعب والغش في الأدوية المصدرة للعراق لا تقتصر على السفن الراسية في مياه الخليج , فهنالك شركات ودول تؤدي دورها بمهارة ! في هذا الخصوص , ونشير ايضاً أنّ جرى اكتشاف ادوية اسرائيلية مسمومة جرى ادخالها الى العراق ولمراتٍ عدة وفضحتها السوشيال ميديا بكل تفاصيلها الكيميائية والفنية .
ثمةُ سؤال آخر طالما يتردد على الشفاه بصمتٍ او دونما صمت , فهل يراد القضاء على هذا الجيل من الشعب العراقي واستبداله بجيل جديد وبطريقة مبرمجة وممنهجة .! وهل ايضاً لأنّ الطبيعة السوسيولوجية للعراقيين ترفض وتأبى التطبيع مع اسرائيل .! أمْ انه اهدافٌ مزدوجة جرّاء وازاء السبي البابلي لليهود في زمن القائد المرحوم نبوخذنصر , وكذلك القصف العراقي لأسرائيل بِ 39 صاروخ ارض – ارض في حرب عام 1991 .!