منذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1921، لم تکن سيادتها وإستقلالها مهددا ومنتهکا بإستمرار کما جرى ويجري بعد الاحتلال الامريکي للعراق وإنتشار نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في سائر أرجائه، وقد ظهر واضحا مدى خطورة هذا النفوذ وکونه يمثل أکبر تهديد للعراق من مختلف النواحي مع مرور الاعوام، وقد صدقت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي عندما صرحت في بدايات عام 2004، بأن”تدخلات نظام الملالي في العراق أخطر 100 مرة من القنبلة الذرية”، فهاهو العراق يواجه أسوأ الاوضاع وأکثرها وخامة بسبب النفوذ الايراني.
التصريح الاخير الذي أطلقه الرئيس العراقي برهم صالح لدى زيارته للسعودية والذي قال فيه: “استحقاق الإعمار والخدمات في العراق الخارج لتوه من محاربة الإرهاب يستوجب حماية سيادته وتمتين علاقاته مع عمقه العربي وجواره الإسلامي”، کلام واقعي ومنطقي وفي محله تماما وهو مايتمناه ويطالب به کل عراقي، لکننا نتساءل؛ کيف يمکن ذلك مع إستمرار النفوذ الايراني الذي يتجاوز في کثير من الاحيان الحدود المألوفة والمتعارفة عليها ويتخطاها، والملفت للنظر هنا، إن السفير الايراني وبعد زيارة الرئيس العراقي لطهران إذ لم يعلن موقفا واضحا من العقوبات على النظام الايراني، قد أطلق تهديده المباشر للحكومة والشعب العراقيين بعد زيارة برهم صالح، وهدد بغداد بمواجهة عدة مشكلات في حال قررت الالتزام بالعقوبات الأميركية على بلاده. وکما نرى فإن هذا يعني منتهى الصلافة والصفاقة وتجاوز لکافة الاعراف الدبلوماسية المتعامل والمتعارف عليها بهذا الصدد.
ايرج مسجدي، السفير الايراني في بغداد، هو من مساعدي الارهابي قاسم سليماني وبمثابة ذراعه اليمين، ومن ضباط قوة القدس الارهابية النشطين، يحاول أن يفرض شرکات النظام على الاستثمارات في المشاريع التي تسعى الحكومة العراقية لاستقطاب استثمارات أجنبية لها. ولاريب من إن الحديث عن سيادة وطنية عراقية وإستقلال وطني عراقي، ليس له أي معنى وإعتبار واقعي مع إستمرار النفوذ الايراني في العراق ووجود هکذا سفير إيراني وقح ومتجاوز لحدوده.
المطلب الاهم الذي لايجب أبدا نسيانه أو إهماله وتجاهله هو ضرورة التصدي للنفوذ الايراني في العراق وعدم السماح بإستمراره کما هو عليه حاليا خصوصا مع فرض العقوبات الامريکية بدفعتيها عليه، ولايجب بل ولايمکن أن يسمح العراقيون أن يصبح العراق کبش فداء للسياسات الطائشة وغير المسٶولة التي يمارسها النظام الايراني ويتحمل آثارها ونتائجها السياسية وعلى هذا النظام لوحده أن يتحمل نتائج ذلك ويدفع الثمن رغم أنفه!