بغداد – كتابات
خارج حدود التفكير التقليدي يبدو أن جولة رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني تحمل أهدافا أخرى غير ذلك الحديث عن حصة حزبه في الحكومة الجديدة.
إذ كشفت تقارير إعلامية، الجمعة 23 تشرين الثاني / نوفمبر 2018، أن زيارة بارزاني تستهدف تشكيل تحالف كبير خارج حدود العراق يخدم في الأساس مصالح إيران بفتح أسواق وحدود أربيل أمام المنتجات الغذائية والصناعية الإيرانية للالتفاف على العقوبات الأمريكية.
إذ وفق التسريبات، وعد رئيس تحالف الفتح هادي العامري – رجل إيران في العراق – بارزاني في آخر لقاء جمعهما في أربيل في الرابع من تشرين الأول / أكتوبر 2018، بتعويضه عن ما حدث من خلافات نتيجة محاولة الاستقلال بالإقليم وأنه سيتم الاعتماد عليه تجاريا واقتصاديا وسياسيا في المرحلة المقبلة.
وهو ما اتضح من استقبال العامري ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي لبارزاني منذ وصوله المطار.
تقول التسريبات، إن هناك محاولات لاستقطاب رئيس الحزب الكردي للوصول إلى صيغة تفاهم بشأن محافظة كركوك المتنازع عليها، تسمح لإيران بالاستفادة من نفط المحافظة مع حصة مميزة للإقليم ترضي بارزاني.
وفي سبيل ذلك، ستعول طهران عبر رجالها في بغداد على إقناع بارزاني بدوره السياسي البارز في المرحلة المقبلة لتشكيل تحالفات داخل العراق وخارجه مع دول الجوار تسمح بدعم الموقف الإيراني في مواجهة العقوبات الأمريكية، على أن تزيد حصة الإقليم في موازنة العراق ومنحه مميزات أخرى تحت الطاولة.
بدوره يسعى بارزاني إلى استعادة ما خسره في 2017 عندما سيطرت بغداد على كركوك وطردت قواته منها، وفي سبيل التقى حيدر العبادي رئيس ائتلاف “النصر”، فضلا عن توجهه إلى النجف للقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ومن بعدها سيذهب إلى السعودية والإمارات وربما دول خليجية أخرى.