خاص : ترجمة – آية حسين علي :
حقق كتاب مذكرات “ميشيل أوباما”، الذي طرح في المكتبات بعنوان (بيكمنغ)، في ١٣ تشرين ثان/نوفمبر الجاري، أعلى نسبة مبيعات في العالم خلال الأسبوع الأول لطرحه، وهو أعلى معدل يصل إليه كتاب موجه للبالغين؛ منذ إطلاق رواية الكاتبة، “هاربر لي”، (Go set a Watchman)، التي بيع منها مليون نسخة خلال عدة أيام.
وبيع من (بيكمنغ) حوالي 1.4 مليون نسخة، خلال الأسبوع الأول، في “الولايات المتحدة” و”كندا”، كما بيع منه ٧٢٥ ألف نسخة خلال اليوم الأول، وتمت ترجمته إلى 30 لغة.
وساهمت الجولات، التي قامت بها السيدة الأولى السابقة واللقاءات التليفزيونية التي أجرتها قبل طرح الكتاب للبيع، في انتشاره في العالم بشكل كبير، ومن المُرتقب أن يستمر عرض لقاءات تليفزيونية مع الكاتبة حتى نهاية الشهر.
مبيعات أقوى وأسرع..
ذكرت أكبر مكتبات الولايات المتحدة، “بارنز آند نوبل”، أن كتاب “بوب وودوارد”، (خوف: ترامب في البيت الأبيض)، الذي هاجم فيه الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، احتل لقب الأكثر مبيعًا حتى أوائل تشرين ثان/نوفمبر الجاري، إذ حقق أعلى مبيعات منذ إصداره، في أيلول/سبتمبر الماضي، لكن رواية “ميشيل أوباما” أطاحت به بعدما حققت معدل مبيعات أقوى وأسرع خلال الأسبوع الأول.
ورغم مرور حوالي عامين، على مغادرة عائلة “أوباما”، البيت الأبيض، إلا أن تجربة “ميشيل” كسيدة أولى لا تزال تثير اهتمام العالم، لذا احتل الكتاب المركز الأول على (آمازون)، منذ التاسع من الشهر الجاري، ولا يزال على رأس القائمة حتى الآن.
لغة سلسة تأخذك في رحلة..
استخدمت “ميشيل”، على مدار 500 صفحة من صفحات الكتاب، لغة سلسة لدرجة أن القاريء يشعر وكأنه في رحلة عبر الزمن يتعرف فيها على سيدة أبهرت العالم بتواضعها وبساطتها رغم ضخامة منصبها.
وتروي “ميشيل” الكثير من الأسرار المتعلقة بطفولتها وشبابها وعائلتها وزواجها من الرئيس السابق، “باراك أوباما”، وفترة إقامتهما في “البيت الأبيض”، التي وصفتها بأنها كانت “رحلة خاطفة”، وذكرت أنها عرفت المعنى الحقيقي للحرية ليلة مغادرتهما لـ”البيت الأبيض”، بعد الإقامة به لمدة 8 سنوات، إذ انتقلا إلى منزلهما الجديد، الذي يحوي الكثير من الصور والهدايا وحملا إليه معًا الكثير من الذكريات.
ولعل الصعوبات التي مرت بها خلال حياتها هي ما شكلت شخصيتها القوية، إذ تنحدر أسرة من أصحاب البشرة السوداء، وتنتمي إلى الطبقة الوسطى المنخفضة عانت من ضيق الحال، وفجأة مرض والدها ولم يعد قادرًا على العمل لتزيد معاناة الأسرة.
ورثت “ميشيل”، من والدتها، القوة وحب القراءة، ونصحتها والدتها بأن تسعى من أجل جني المال أولاً قبل الإنشغال بأمر الحصول على السعادة، وتحدثت في مذكراتها كثيرًا عنها وعن شقيقها، “كرايغ”، قالت عنه إنه ورث النظرة الحنونة وروح التفاؤل من والدهما، بينما أخذ العناد من والدته.
أحلام بسيطة..
ذكرت “ميشيل”: “كانت أحلامي في فترة الطفولة بسيطة للغاية”، وأنها لم تدرك الأمور إلا في وقت متأخر، منذ عبر لها زوجها عن طموحه في الوصول إلى الرئاسة، عام 2006، وحتى استيقظت من النوم لترتدي ملابسها لحضور حفل تنصيب “ترامب”، “لقد كانت رحلة خاطفة”، وأضافت أنها عرفت الوحدة والمنزل الهاديء بعد مغادرتهما لـ”البيت الأبيض”، الذي كان مليئًا بالمستشارين كل يوم على مدار 24 ساعة، وعرفت الحرية لأنها لم تعد في حاجة إلى طلب الإذن قبل الخروج.
وأضافت: “لا أعتقد أن على الشخص أن يخجل من حياته، وخاصة الأشخاص الذين ناضلوا وخسروا ومروا بفترات من عدم الثقة، لأن الشعور بالضعف هو ما يجعلنا بشرًا، وعندما تأملت حياتي وجدت أن جوهرها يكمن في الحظات التي ناضلت فيها، لذلك قررت أن أنشر مذكراتي”.