واضح جدا لكل متابع أن الحكومة الحالية التي تشكلت في عام 2018 بقيادة عادل عبد المهدي, تسير بخطوات هادئة ومتزنة, بعيدة عن الشد والمشاحنات والتهاتر.
يبدو أن رئيس الوزراء الحالي قد رسم خطته نحو النجاح, بفكر الخبير المتقن لصنعته, وعَلِمَ أن سر النجاح هو النزول إلى ساحة العمل وعدم الالتفات إلى المعرقلات من هنا أو هناك.
ما يميز الحكومة الحالية أيضا, هو التناغم والانسجام بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء, فصالح وعبد المهدي صديقان ورفيقا درب, يعرف كل منهما الآخر جيدا.
سياسات عادل عبد المهدي سياسات بناء خدماتي وعمراني واقتصادي, وهذا السبيل الذي سلكه الرئيس الجديد, هو مسيرة عقود من العمل والتنظير الاقتصادي, فالرجل يعرف ما يريد وكيف ينفذ.
المشكلة والعقبة الكؤود التي ستقف بوجه السيد عادل في مسيرته, هي أن الفاسدين لن يخدمهم النظام والإعمار والتطور, لذا سيعملون جهدهم لعرقلة الحكومة وإيقاف عجلة تقديمها للخدمات.
جهات أخرى أيضا ستقوم بعرقلة أي انجاز للحكومة, وهي الجهات التي تم تجربتها سابقا وفشلت في المهمة, تلك الجهات التي دارت العراق لسنين, إلا أن تجربتها كانت سيئة, وأودت بالعراق إلى منزلقات خطيرة.
الشيء المهم والذي يجب أن ننتبه له, هو أن الجهة الأولى –الفاسدين والانتهازيين- سيكونون واضحين ومكشوفين من خلال علوا صراخهم كما اعتادوا, أما الجهة الأخرى –الفاشلين السابقين- فهم الخطر الحقيقي! إذ أنهم سيظهرون بمظهر الداعم للحكومة, إلا أنهم من تحت الطاولة سيحاولون قلبها, كونهم يملكون زمام الدولة العميقة, وأذرعهم ممتدة في كل مفاصل الدولة, ويمتلكون من المال والإعلام ما يمكنهم من إفشال مهمة الحكومة الجديدة.
عادل عبد المهدي إن أراد النجاح وقيادة حكومته نحو تقديم الخدمات, فيجب عليه العمل على تفكيك جذور الدولة العميقة, والعمل على ضرب الفاسدين بيد من حديد –بالفعل لا بالقول كسابقه- وأن لا يترك مجال لهذه الجهات أن تعمل الضربة الاستباقية للإطاحة به بحكومته.