يضرب المحور التوراتي تحت الخاصرة في منطقتنا نتيجة معرفته بنقاط الضعف في ألانظمة ذات التبعية , بمثل معرفته بألانظمة التي لم تقبل التبعية ولكنها لم تنتصر على أمراض البنية ألاجتماعية , ولم تهيأ للمواطن فرصا لآعادة الثقة بالدولة .
أن الشعارات الوطنية لم تعد كافية لتحصين المجتمع من تداعيات الطائفية المرض القديم الكامن في ثنايا ومفاصل الرواية التي أختطفتها السلطة الزمنية منذ العهد ألاموي وعملت على أزدهارها السلطة السعودية التابع ألاول للمحور التوراتي .
أن المشهد السوري هو التطبيق العملي لتلك النتيجة التي أشرنا اليها وهي :-
وجود هيمنة طاغية للمحور التوراتي تجعله يعمل بسهولة ومكر مستثمرا وجود قطاعات من المكون المجتمعي العربي والمسلم تعاني فقرا وحرمانا وتخلفا وهي الصيد الثمين لكل غاز في المنطقة .
وجود ثقافة مريضة ظلت تتنقل عبر المنابر والمدارس الدينية مستفيدة من التمذهب الذي لم يكن مشروعا للدعوة ألاسلامية صاحبة ألاصالة في الخلاص المعرفي من خلال مفهوم ” ألاصطفاء ” الذي حرمت من معرفته قطاعات واسعة من المسلمين , وأستبدلت بتفسير خاطئ لمفهوم ” أولي ألامر ” .
وجود أنظمة تبعية تشجع أستمرار الثقافة المريضة تاريخيا لآنها تخدمها في بقائها في السلطة وهي لذلك مستميتة في الوقوف لتلبية طلبات المحور التوراتي مثل تركيا , قطر , السعودية وأمارات الخليج مع نتاج مشوه من أفرازات الخطأ الجديد فيما يسمى بالربيع العربي .
وجود الدول التي تدعم المقاومة وتتبنى مشروع الممانعة الذي يكتسب مصداقية من حيث الفكرة والممارسة , ولكنه لم يتخلص من أخفاقات البنية ألاجتماعية التي تعاني من ضعف بنيوي وخلل ثقافي مما سهل على المحور التوراتي أختراقه على الجانب العلماني المهيأ نفسيا وفكريا للعمل مع المحور التوراتي , وعلى الجانب الديني المرتبط بثقافة الرواية الخطأ وأمراضها المزمنة , ولذلك كان المشهد السوري يطفو عليه ماسمي بألائتلاف السوري وهو ظاهرة صوتية , وما سمي بجبهة النصرة وهي الظاهرة المرضية ألاخطر في جسم ألامة ؟
ومن هنا جاءت زيارة الرئيس ألامريكي باراك أوباما الى أسرائيل لتحصد نتائج بسبب ما ألمحنا اليه والتي لا يمكن تحقيقها في سنوات من العمل الدبلوماسي في الجبهات ألاخرى ومن هذه النتائج التي زرعت أشواكا في المنطقة لسنوات قادمة أذا أستمر الحال على ماهو عليه , ولكن بأستحضارنا مفهوم ” يمحو الله مايشاء وعنده أم الكتاب ” لانبقى في دائرة الحيرة واليأس كما يتصور البعض ” أنا لننصر رسلنا والذين أمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم ألاشهاد ” وبعض الذين أمنوا موجودين في المقاومة اللبنانية والفلسطينية مثلما هو موجود في بعض النماذج وأن على صعيد فردي في سورية وعلى صعيد أوسع في العراق والبحرين واليمن وباكستان وأفغانستان وبعض الشتات في دول المهجر ألاوربي ومثله في أيران على صعيد الدولة .
وهذه النتائج كانت على الشكل ألاتي :-
عقد المصالحة بين أوردغان وأسرائيل لترسيخ بنود ما أتفق عليه في أتفاقية الدوحة السرية التي كتبنا عنها
عقد مصالحة ضبابية بين حزب العمال الكردي التركي وبين أوردغان بأسم السجين ” عبدالله أوجلان ” وهي مفارقة لاتنطلي على من يفهم خفايا اللعبة السياسية .
عقد قمة الدوحة بشكل مستعجل وأعطاء مقعد سورية لجماعة ألائتلاف السوري ومعهم غسان هيتو ألامريكي من أصل كردي الهابط على المعارضة السورية بالبرشوت كما تريد أمريكا ” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ”
تغيير نظام ميثاق جامعة الدول العربية من ألاجماع الى ألاغلبية لتفادي ثغرات ماقاموا به من طرد سورية من عضوية الجامعة .
تبني الجامعة دعوة الدول العربية لتقديم السلاح للمعارضة السورية وهو غطاء متأخر لما قامت به كل من قطر والسعودية وتركيا من خارج الجامعة التي أصبحت عضوا دائم الحضور في أجتماعات الجامعة العربية .
تبني الجامعة العربية دعوة الدول العربية لآقامة سلام دائم مع أسرائيل
تركيز الخطاب العدائي ضد أيران والعراق
قيام وزير خارجية أمريكا بزيارة مفاجئة للعراق ليطلب منع مرور الطائرات ألايرانية الى سورية خوفا من حملها سلاحا للحكومة السورية ؟ بينما يسمحوا هم لآنفسهم بالدعوة العلنية لتقديم السلاح الى المعارضة السورية في خطوة لآدامة ألآشتباك والحرب والتدمير في سورية
ألايعاز لآقالة الحكومة اللبنانية حتى يتسنى لهم فتح جبهات عكار وعرسال في لبنان التي يحتشد فيها مجاميع جبهة النصرة ومايسمى بالجيش الحر المدعومة جميعا من قبل تيار الحريري ضد سورية ومن ثم أرباك حزب الله بمحاصرته بالحرب الطائفية التي جندوا لها ” أحمد ألاسير , ورئيس السلفيين في لبنان الشيخ الشهال .
أرباك الوضع العراقي بالتظاهرات ألاحتجاجية المفتعلة بأجندات أوردغان وقطر والسعودية ومحاولة أسقاط نوري المالكي كخطوة لتفتيت العراق .
العمل على أنخراط الجانب الكردي العراقي في عملية الرهان التركي على التسيد على المنطقة وأغراء أكراد العراق بمشروع وهمي ستكون خسارتهم فيه مقدمة لفقدان كل ألامتيازات التي حصلوا عليها مثلما سيجدون سكين الوهابيين التكفيريين في خاصرتهم وما قتل النساء في كردستان غسلا للعار ألا نافذة للتكفيريين .
وعليه ستكون نتائج زيارة أوباما لآسرائيل وبعض المنطقة مشروعا لحروب يراد لها أن تستعر دون توقف بعد أن هيأوا وسائلها وأسسوا حواضنها , والعراق معني بالخص من كماشة هذه الحروب المفتعلة ولكن لايمكن خص العراق ألابوعي أهله جميعا من مكائد ما يخطط لهم , وأنتقاداتنا لبعض شعارات تظاهرات المنطقة الغربية هو نتيجة فهمنا لما يخطط للعراق والمنطقة ونتيجة معرفتنا القائمة على فكر مرجعي سماوي هو ألاسلام وعلى معرفة ميدانية بألاسماء وألاحزاب وتوجهاتها وحرصا منا على العراق وأهل العراق جميعا بغض النظر عن الجنس والدين , ولذلك أرى بعد زيارة أوباما وقمة الدوحة علينا المبادرة الى مشروع وطني جامع يحرص على الوطن والمواطن دون التشبث بالعناوين الفرعية من حزبية وقومية ومذهبية , فكل العناوين فشلت في المرحلة مابين 2003 الى اليوم 2013 ولم تعد ألانتخابات بقادرة على أحداث التغيير مالم تغير ألاحزاب والكتل مواقفها وتعترف بعدم جدوى تمسكها بما لم يحقق لنا تقدما وتماسكا في مواجهة التحديات , ستظل خدماتنا متعثرة وسيظل أمننا مخترقا وسيظل نفطنا نفعه للاخرين وليس لنا وستظل زراعتنا مريضة وصناعتنا مغيبة وأنهارنا ملوثة مالم ننتصر على أنفسنا أولا ونتجه صوب البناء بعد أن ننتفض ضد أمراضنا وقد عرفناها جيدا .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]