خاص : كتب – محمد البسفي :
يزمع المؤرخ والمستشرق الروسي، “فلاديمير أولغيتشن”، تنظيم مؤتمرًا صحافيًا، يوم الخميس ٢٩ تشرين ثان/نوفمبر 2018، بسفح الأهرام بمنطقة الجيزة؛ وذلك لعرض أطروحته الجديدة حول بناء “الأهرامات” المصرية ودراسته العلمية التي أصدرها في أحدث كتبه مؤخرًا متناولاً تلك الفترة التاريخية.
العلوم الطبيعية تثبت خطأ نظرية “هيرودوت”..
وعن بداية إنجذابه واهتمامه ببحث ودراسة ما تحتويه أبنية الأهرامات المصرية من أسرار وتفاصيل مازالت غامضة ومغلقة على الإدراك العلمي الحديث؛ صرح “فلاديمير أولغيتشن” أنه منذ فترة، ليست ببعيدة، أهدى له أحد الأصدقاء كتاب بعنوان: (الفراعنة ينامون تحت الصخور)؛ لـ “savely kashnitskogo”، “وفيه قرأت عن نظرية (هيرودوت) المعروفة عن بناء الأهرامات.. يقول المؤرخ العظيم أن (هرم خوفو) قام ببناءه مئة ألف من العبيد على مدار عشرين عامًا.. ولكنني كمدير لشركه بناء كبيرة، وقمت بتشييد مبانيٍ عالية وشاهقة، طرحت على نفسي السؤال التالي: ماذا لو أسند إليَ الفرعون مهمة بناء مثل هذه التحفة الصخرية العملاقة الخالدة على مر الأزمنة والشعوب.. كيف لي أن أقوم ببناءه ؟.. وعلى الفور استطيع القول إن لدي في هذا الأمر رؤية واضحة، حيث أنه في خلال دقيقة واحدة كان عقلي يحدثني عن هذا الإستبصار وهذه الرؤية”.
ويوضح “أولغيتشن”: “كخبير في مجال البناء والتشييد، قمت بتحليل هذه المعلومة؛ وتوصلت لنتيجة وهي أنه لا توجد طريقة أفضل وأكثر إبتكارًا لبناء الأهرامات من تلك التي أنقطعت على رصدها ودراستها في بحثي الآخير، وإن كل الإجتهادات المصغرة المعروفة تبدو وكأنها ثرثرة طفولية مقارنة بهذه النظرية”.
إن نظرية المؤرخ “هيرودوت” تقول: (مئة ألف من العبيد؛ قاموا بالبناء على مدار عشرين عامًا، وقاموا برفع الأحجار بزلاجات على طريق منحدر).. وهذه نظرية صعبة لأنها تحتاج إلى مجهود بدني وتكلفة عالية، وعليه فإني توصلت إلى نتيجة وهي؛ أن “العبيد” لا يستطيعون البناء بمثل هذه التقنية التكنولوجية الفائقة، وأنه لشيء بديهي، حيث إن هذا البناء بهذه التقنية العالية يتطلب متخصصين كفء من المهندسين المعماريين والمصممين وعلماء الرياضيات والنحاتين وعمال البناء وغيرهم، كما يتطلب أداء فني وثقافي عالي التقنية. ولقد توصلت إلى الطريقه الأكثر فاعلية واقتصادية لبناء الأهرامات، والتي تتطلب فقط ألف من العمال، والذين سيقومون فقط باستخدام الأدوات البدائية لتشييد مثل (هرم خوفو) في فترة من ثمانِ إلى عشر سنوات، وستكون سرعة رص الكتل الحجرية.. لا تتعدى الدقيقة والنصف للحجر الواحد، الذي يزن اثنين ونصف طن. أن هذه الطريقه تعتمد في مجملها على قوه الطبيعه، قوانين الفيزياء والميكانيكا.. وأن الآدلة المبدأية لهذه الطريقة سوف تعلن في المؤتمر الصحافي، ولهذا الغرض أعددت براشورات أو ملفات مترجمة إلى ثلاث لغات هي “العربية والإنكليزية والروسية”.
عدم أهتمام المتخصصين بأسرار الأهرامات أجل كشفها حتى الآن..
ويمضي المؤرخ الروسي في شرح خطوط عريضة عن نظريته، قائلاً: “بالوصف التفصيلي لسلسلة البناء بأكملها؛ بدءًا من الحصول على إستخلاص الكتل الحجرية من المحاجر ونقلها ورفعها، وإلى معالجتها واستخدامها في بناء الأهرامات.. كما تم إعداد رسومات هندسية للوحدات الرئيسة التكنولوجية، ووصف لأسرار ضبط وضع الأحجار بالشكل المثالي بعضها لبعض.. وأيضًا الحصول على العديد من ألواح الغرانيت، وأيضًا سر التماثل المثالي لنحت هذه الأحجار وتكنولوجيا النقوش والرسومات والكتابة الهيروغليفية الموجودة على الجدران وعلى المسلات.. في الحقيقة إن المصريين القدماء كانوا موهوبين بشكل مثير للغاية.. وفي رأيي أنهم بنسبه 100% استخدموا هذه الطريقه لبناء الأهرامات، وربما هذا هو السر الرئيس في بناء هذا الهيكل الفريد”.
ويرى “أولغيتشن” بأنه: “ربما يكون عدم اكتشاف سر بناء الأهرامات، حتى الآن، يعود إلى أن تناول هذا الأمر ودراسته تم من قِبل المؤرخين والعلماء والصحافيين والكُتاب والسياسيين وغيرهم، وليس من قِبل متخصصين في علم البناء والتشييد. وهناك البعض من الباحثين توصلوا إلى نقاط منفصلة عن تكنولوجيا بناء الأهرامات، ولكنه لم يتم التوصل للصورة الكاملة عن هذه العملية حتى الآن، وهذا ما سأحاول أن أوضحه في هذا المؤتمر.. وحقيقة الأمر أن أصعب شيء في أي اكتشاف أو تصور جديد، هو إلغاء الصورة النمطية المعتاد عليها. من الصعب رفض ما هو متعارف عليه ومسجل في كل السجلات التاريخية”.
متابعًا: “والكثير من العلماء سوف يحولون أبصارهم عن الحقائق الواضحة، والتي تخالف المعتاد عليه، وذلك بهدف عدم تغيير المعتقد المعتاد عليه.. وهذا أمر طبيعي يحدث في جميع المجالات العلمية.. ولهذا السبب سأحضر إلى مصر لإثبات نظريتي.. ومنذ طفولتي؛ وسر الأهرامات يجذبني. وعندما كنت في المدرسة درسنا أنه تم إزاله كسوة الأهرامات في العصور الوسطى عند تشيد مدينه القاهرة. وعندما خلدت إلى النوم حلمت بأن الأجزاء السفلى من كسوة الهرم لا تزال موجودة.. وعندما دققت في صور الهرم الأكبر، خوفو، تعجبت من مطابقة هذا الحلم للواقع”.
يذكر أن السيد، “فلاديمير أولغيتشن”، خريج كليه اللغات والترجمة بـ”جامعة موسكو”، وكان يعمل مدرسًا للغة الروسية بـ”جامعة عدن” في اليمن.. وقام بتأسيس شركه للبناء والتعمير أختصت بترميم الآثار المعمارية وبناء مراكز الأعمال، كما درس أيضًا بـ”أكاديمية الفنون” بنيويورك.. وقام بكتابة السيناريو لبعض الأفلام، وأشترك بعمل ثلاثة أفلام كمنتج ومخرج وكاتب سيناريو وملحن، ويعكف حاليًا بدراسات لاكتشاف سر بناء الأهرامات، وكيفية تصنيع الكتل الحجرية ونقلها ورفعها ووضعها فوق بعضها البعض بهذا التناسق العجيب وبهذه التكنولوجية الفريدة، وكذلك توضيح سر رسم النقوش بهذه التقنية العالية على المسلات وجدران الحوائط، وسر تشييد الأعمدة ونحت التماثيل.