في السياسة يمكن ان تأتيك الفائدة من عدوك اذا كان غير دارك للوقائع بشكل صحيح اكثر من الفائدة التي ترتجيها من صديقك اوحليفك التاريخ السياسي فية العديد من الامثلة بهذا الخصوص .
مثلآ الخدمة التي قدمها صدام حسين للولايات المتحدة بغزوة للكويت في عام 1990 وما ترتب على ذالك من دعوة للقوات الامريكية لتحرير الكويت وحماية منطقة الخليج وصفقات التسلح والترتيبات الامنية حتى اصبحت القوات الامريكية جزء من اي ترتيب امني هنا الفائدة جائت من صدام الذي دخل في حرب مع الاخرين حول الكويت ..
تأريخيآ فقد قدم هتلر لليهود خدمة رغم قيامة بالسعي للقضاء على العنصر اليهودي لاكن تبعات المحرقة ادت الى موجات من التعاطف العالمي في الغرب مع اليهود ادت الى دعم قيام اسرائيل والالتزام بأمنها وبقائها وتفوقها ورفاهها وهكذا في السياسة عشرات الامثلة بهذا الخصوص وهي كيف يستفيد الخصم من تصرفات خصمة ويبني عليها ويوظفها لصالحة وبالتالي يربح الجولة السياسية لنأتي الى الواقع العراقي اليوم ونحللة ونحلل توجهات الرأي العام العراقي هل نحن امام رأي عام متنور تقدمي ديمقراطي يقيم الامور على اساس البرامج السياسية والطرح الاجتماعي والانحياز الطبقي ام اننا امام صراع وجدل هويات ومكونات وسط غياب لابل انعدام شبة كامل للهوية الوطنية او الانسانية في استراتيجية وتكتيكات الصراع السياسي اعتقد هذا هو مفتاح محوري لمعرفة وتحليل مايجري نعم هنالك انقسام اجتماعي في العراق على اساس الطائفة والدين والقومية والقبائلية والمناطقية يدلل على ذالك ضعف الاحزاب اللبرالية واليسارية في اي جولة انتخابية
ان مشروع لبننة العراق نجح بشكل كبير جدآ فاق حدود التصور لابل ان اللبنانين يستخدمون مصطلح العرقنة في ادبيات السياسة عندهم طبيعة السلطة السياسية في لبنان مقسمة الى شيعة سنة مسيح دروز والمجتمع اللبناني يصوت في الانتخابات على هذة الاسس نفس الشيئ يمكن ان يقال بخصوص الموضوع العراقي السلطة السياسية مقسمة الى شيعة سنة اكراد تركمان مسيح والناس تنتخب على هذة الاسس وهنالك انعدام للثقة بين المكونات لن تستطيع تصريحات من هذا الزعيم او ذاك ان تقوم بتغطية الواقع الفعلي لنتصور ان زعيم سياسي او ديني لدية كتلة على اساس ديني او طائفي يطلق تصريحات عن الوحدة الوطنية مهما فعل فأنة لن يستطيع كسر الحاجز بين المكونات كل مايستطيعة هو اقامة تحالف مرحلي يعود بعدها الى التخندق في طائفتة والاخسر رصيدة الانتخابي ربما يتحالف خارج طائفتة ضد خصم من نفس طائفتة ولاكن تحالف مؤقت لايلبث ان ينفرط عقدة لتعود الامور الى سيرتها الطبيعية بعد فتر الااذا ارتضا السياسي ان يقوم بمهم تخادم في مشروع غيرة مقابل الحصول على بعض الامتيازات !!!
لنأتي الى مايحدث من ازمة سياسية في العراق اليوم لقد حال الانقسام الطائفي الحاد في العراق دون امتداد التظاهرات خارج اطار المنطقة السنية في العراق لعل هذا مايفسر عدم خروج مظاهرات في المناطق الشيعية ولعل هذا يفسر زيادة شعبية المالكي بالشارع الشيعي اذ بات الشارع الشيعي يفهم الهتاف ضد المالكي على انة هتاف ضد الشيعة انفسهم وانة يراد منة سحب البساط من تحت اقدام الشيعة سياسيآ وان مايحدث عبارة عن مؤامرة سعودية قطرية تركية للقضاء على المالكي وعلى حقوق الشيعة السياسية وبالتالي فأن ردة الفعل هي التكتل حول المالكي لأن المالكي اصبح يمثل رمزية سياسية للطائفة الشيعية وممثلآ عنها ومما زاد الامور تعقيدآ وجعلها تنحوا هذا المنحى كون مطالبات المتظاهرين ورغم شرعية بعظها لاكن الصوت والتوجة السني التقليدي سواء على صعيد الزعامات ام على صعيد بعض الشعارات جعل هنالك حاجزآ منع المتظاهرين في الانبار وغيرها من الامتداد ونقل التظاهرات الى النجف او كربلاء او العمارة .حيث ان من الامور الواضحة عندما يعتلي رجل دين سني المنبر فسينظر لة على اعتبار انة ممثل للسنة حتى المعتدلين منهم فأنهم يصنفون كمعتدلين سنة وبالتالي لايمكن ان يمثلوا الاخر ونفس الشيئ يقال عن رجل الدين الشيعي فأقصى مايمكن ان ينظر لة هو انة يقيم على انة شيعي حليف وليس رمزآ جامعآ يمثل الكل لناخذ من النموذج اللبناني القريب مثلآ فحتى في اوج شعبية حسن نصر الله لم يستطع القضاء على التخندق اللبناني ولم ينجح في القضاء على معادلات الانقسام السياسي الاجتماعي …
لعل هذا الموقف اليوم (اي الانقسام الاجتماعي السياسي )وضع القوى الشيعية التي تنافس المالكي في موقف في غاية الحرج وجعلها تعيش حالة بين المطرقة و السندان بين مطرقة المالكي وعدم القدرة على الخروج على ثوابت المكون لأنها ستفقد عندها نفوذها على ارض الواقع وستخسر العديد من قواعدها الشعبية …
على من يعمل في السياسة ان يدرك ان الخروج على التخندقات الطائفية والقومية والقبلية لايمكن ان يتم على يد قوى قبلية طائفية قومية بل ان من استطاع ان يزيل هذة المعادلة تأريخيآ فقط كان الحزب الشيوعي لأن قياداتة تبنت فكرآ مدنيآ رافض لكل ماهو خارج التقسيم الطبقي وجعلت من الصراع الطبقي الدافع الوحيد للصراع وبالتالي نظرت لموضوع الهويات الفرعية على انة من منتجات البناء الفوقي للبرجوازية ومن منتجاتها … ولعل هذا مايفسر اليوم تراجع شعبية اليسار العراقي ايضآ وسط الصراع الطائفي .
ان المالكي اليوم بأعتقادي هو الاقدر على بناء التحالفات اذا ماتمخضت نتائج الانتخابات المحلية عن فوز قائمتة و اعتقد ان الفوز سيكون فوز المالكي بالدرجة الاولى ثم حزب الدعوة وسيستفيد حلفاءة من القوى الاخرى التي انظمت الى دولة القانون من شعبيتة شخصيآ اي انهم سينهلون من شعبيتة وشعبية الدعوة وليس العكس .