19 ديسمبر، 2024 6:15 ص

الدرع الصاروخي الاسرائيلي وقرآءة شرق اوسطية

الدرع الصاروخي الاسرائيلي وقرآءة شرق اوسطية

ارادت الادارة الامريكية ان تروج لزيارة اوباما الاخيرة لاسرائيل وكانها زيارة اعادة المياه لمجاريها  مع الكيان الصهيوني وترميم العلاقة التي عكرها اصرار اوباما على مشروع الدولتين وايقاف انشاء المزيد من المستوطنات الصهيونية على الاراضي القلسطينية المحتلة وكأن لاوباما القدرة على التحكم في واقع العلاقات الامريكية الصهيونية والكل  يعلم ان الكرسي الرئاسي في البيت الابيض مصنوع في اسرائيل ولايجلس عليه الا  من يرتضيه اللوبي الصهيوني الذي يتحكم بكل مقادير السياسة والاقتصاد الامريكي …..ان  ماحصل في زيارة اوباما الاخيرة هو انه قرأ لاسرائيل تعويذة حمايتها بالدرع الصاروخي من شرور الصواريخ البالستية والاستراتيجية الايرانية بعيدة المدى واعطاء الضوء الاخضر لاسرائيل بضرب ايران بعملية سريعة تجهض المشروع النووي الايراني الذي طالما تعطشت وحشدت قوى الظلام في العالم لضربه خصوصا وانها اصبحت بمنأى عن الضربات المدمرة الايرانية بما يوفره  هذا الدرع الصاروخي…ولم ينس السيد اوباما على طريقة وانت ماشي  ان يبث سموم التفرقة بين الفصائل الفلسطينية عندما  اطرى اهل الضفة الغربية بان اسرائيل لم يسجل مقتل فرد واحد خلال عام كامل من جهة الضفة الغربية مفارنة  بغزة وحماس والغرض هنا مكشوف للجميع في جعل الدولة الفلسطينية المستقلة المزعومة لاهل الضفة الغربية مقابل خنوعهم لشروط اسرائيل حتى ان  هذه الدولة لاتعدو كونها دكان صغير في الشارع الاسرائيلي الكبير
وقرآءة شرق اوسطية لما يدور حولنا  نجد ان جميع الاحداث المتسارعة تصب باتجاه تهيئة الاجواء والمساحات لضرب ايران من قبل اسرائيل وبتغطية امريكية كاملة من حيث شرعية  الضربة والتكاليف….بدا بسوريا حيث تم تدمير النظام السياسي والبناء التحتاني لهذه البلد مع استنزاف القوة العسكرية لديه بحرب طالت اكثر مما كان مقرر لها  على  نمط حركات الربيع الغربي المزعوم لا لشيء الا كون سوريا تمثل موقع  متقدم لاستراتيجيات ايران بوجه اسرائيل وان اطالة امد سقوط النظام السوري  مع استمرار دعم ايران له  ما هو الا استنزاف غير  مباشر لايران وهي  تعيش ظروف الحصار
ثانيا ان انتكاسة ديموقراطيات دول الربيع العربي وانشغالها بمشاكلها الداخلية  وظاهرة الاستئثار بالسلطة لدى رواد الربيع  العربي ماهي الاعملية  مشاغلة وصرف انتباه هذه الدول لما يدور  كي لايكون لها دور مؤثر لمل سيحصل في ات الزمان
في العراق البلد الذي تتبجح امريكا بانقاذه من الديكتاتوريه ووضعه على المسار الصحيح للديمقراطية والذي تحكمه اغلبية شيعية مفترضة الولاء  العفوي لايران تم وضع دستوره ونظام البرلمان والحكم فيه بوضع هش و على رمال متحركة كي لايقوى على عقد تحالفات استراتيجية فاعلة مع ابران في مواجهة امريكا واسرائيل وكلما تجذرت فيه الديوقراطيه اتسعت هوة الخلافات بين فصائله السياسية واحتدمت النزاعات العرقية والطائفية وانشغل الجميع فيه بمكاسبه السياسية عن هموم الوطن ومتطابات امنه والمحافظة على سيادته واصبحت ظاهرة الاستقواء بدول الجوار عرف سياسي مشروع ليكون تدخل دول الجوار في الشأن العراقي وضع طبيعي جدا لكنه في المقابل يضعف  القرار الوطني المستقل ويجعله في مهب الريح….ولكون العراق يمثل الحجابات المتقدمه لايران في مواجهة امريكا واسرائيل ولكي لاتكون القوات الامريكية تحت مرمى النار الايرانية حال اندلاع حرب بينها  واسرائيل فقد عمدت امريكا الى سحب قواتها المحتلة من العراق بمعاهدة انسحاب استراتيجي مبرمج وعاجل مما اعتبره البعض نصرا للدبلوماسية العراقية العنيدة مع ان امريكا لازالت تحتفظ يقواعد استراتيجية داخل   العراق وبتقنيات عالية جد مع سفارة تعد اكبر سفارة لها في العالم من حيث العدة والعدد….اقليم كردستان ذو الرغبة الجامحة باقامة دولته المستقله نراه مرارا وتكرارا يتم تهدئة نزعته الانفصالية بتاثير امريكي وضغط من الجماعة الاوربية لان الساحة الشرق اوسطية مهيأة لحدث اكبر لايراد مشاغلته بحدث اقل اهمية  ثم ان الامريكان لايريدون ازعاج الاوغلو التركي الحليف المهم في مشروع  ضرب ايران لان انشاء دولة كردية  على حدوده تفتح الابواب لنزعة انفصالية اخرى في تركيا
اما في تركيا فقد خفت حدة النزاع بين تركيا واسرائيل واصبحت ردود الافعال تجاه سوريا متناغمة بين الطرفين  وقد تم نشر الدرع الصاروخي في نركيا رغم اعتراضات روسيا وايران  واخيرا فان  عبدالله اوجلان الذي كان يوما ما صفقة ترضية بين تركيا واسرائيل حين سلمته اسرائيل لتركيا لتمرير اتفاق بين الطرفين  فانه اليوم يعلن وقف اطلاق النار ضد تركيا ليجعل تركيا متفرعة للمشروع الصهيوامريكي
روسيا بدات عملية سحب بطيء غير محسوس لدعمها للنظام السوري….بريطانيا رفعت الحضر عن تسليح المعارضة السورية …حكومة لبنان تقدم استقالتها اليوم لخلط الاوراق مجددا في لبنان وخلق مشاغلة جانبية لحزب الله لبنان الداعم   وخط التماس الامامي لايران
اوباما ووزير خارجيته في جولة شرق اوسطية  لتمهيد الاجواء للضربه المرتقبة
اذن كل السيناريوهات اعدت لضرب ايران مع قرآءة كافة الاحتمالات لقدرات ايران العسكرية وتم تحديد مسارات الضربة واهدافها من البنى التحتية  التى امضت ايران ثلاث عقود لبنائها وتطويرها حتى اصبحت مصدر قلق دائم للاستكبار العالمي وموضع حسد لاخوانها وجيرانها العرب  والمسلمين امثال تركيا وباكستان
فان حصلت الضربة لاسمح الله ووقعت الكارثة فانا على يقين بان ايران ستصمد ولن تنهار لكن قدراتها القوية ستتضائل وقوتها الداعمه لسوريا وحزب الله لبنان ستتحدد وينسحب ذلك على نفوذها في بغداد فيضعف وجودها الداعم لحكومة الاغلبية الشيعية فاذا انهارت سوريا ووقعت بيد المد السلفي الجهادي فان اعوانه وقواعده من القاعدة والسلفية لاتلبث ان تتحرك  في غرب العراق وان كان رغم معارضة ومقاومة اهل الغربية…ومن الطبيعي ان ياخذ اقليم كردستان راحته بالانفصال في ظل حكومة مركز ضعيفة ووضع دولي مشوش واهل جنوب شيعي  في حال تناحر شيعي شيعي اوعشائري
كل هذا سيحصل وانا لا امارس بمقالتي هذه العرافة او رجم الغيب  ان الوضع الحالي في الشرق الاوسط كتاب مقروء للجميع  ,,الذي يهمني منه ان ينتبه اخوتي اهل العراق لما سيحصل  وتدارك الوضع الحرج الحالي بشد اللحمة الوطنية وتجاوز الخلافات والتسامي على الذات والمطامع السلطوية والفئوية من اجل اعادة وحدة البلد وهيبته   . وكفانا تفريطا بعراقنا  فان عراقا موحدا بسوده السلام والوئام لهو اقوى من اقليم غربي راكس باحضان السلفية الطائفية  التكفيرية المتشددة بما لم ينزل الله تعالى من سلطان وهو اقوى من اقليم جنوب  طائفي  ايضا غارق بالعشائرية مع احساس بالخور والضعف من غير دعم ايران له,,ثم هو اقوى من اقليم كردستاني مرتبط حضاريا وديموغرافيا  بالعراق لايستطيع ان يتعايش مع دول جوار ترفض وجود اي كيان كردي على اراضيها ناهيك انها كائنه اوستكون مرتعا لاسرائيل التي لم تبقي لاي تكوين في الشرق الاوسط الا استعدته    … ليكثر اوباما والادارة الامريكية من تعاويذها لاسرائيل عبثا فانها ابلة الى زوال

  

أحدث المقالات

أحدث المقالات