17 نوفمبر، 2024 7:33 م
Search
Close this search box.

الصداقة وتصنيفها

عالم الصداقة كعالم السياسة متنوع ومنزلقاته كثيرة لذا يجب التعامل مع من تعتبرهم أصدقاء بحذر حتى لا يتم طعنك من الخلف كما تتعامل بحذر مع السياسة التي يقال عنها إنها لا تعرف صداقات دائمة ولا عداوات دائمة بل مصالح دائمة ومن يشتغل فيها قد يرتقي إلى أعلى المواقع وقد تؤدي به إلى مهاوي الردى .

.

وبالعودة لمفهوم وضروب الصداقة ،فإن الصداقة كعلاقة إنسانية اجتماعية مفهوم ملتبس حيث تتداخل مشاعر الحب والإعجاب مع أحاسيس بالراحة النفسية تجاه شخص ما مع علاقات الزمالة مع المصالح والحاجة المشتركة الخ . ومن ما نسمعه ونشاهده من تجارب الآخرين يمكن تصنيف الصداقات كما يلي :كما وضحها الكاتب الفلسطيني ابراهيم ابراش والمنقولة من مقالته

1- الصديق الخل الوفي ، وهي أرقى أنواع الصداقة حيث لا تحكمها المصالح أو التوافق السياسي ، وفيها يضحي الصديق من أجل صديقه ،وهذا النوع من الأصدقاء يستمر صديقا حتى لو تخلى عنك الآخرون ، ويٌقال إن هذه الصداقة نادرة .

2- صديق زمالة العمل ، تختلف الزمالة عن الصداقة ، ولكن المشاركة في نفس العمل والمكان لفترة من الوقت قد تؤدي لاكتشاف جوانب من شخصية الزميل يمكنها أن تؤسس لصداقة تدوم بعد العمل .

3- الصديق المتعالي أو الصداقة الفوقية ، حيث بعض الأشخاص من الطبقات أو النخب العليا يعنيها أن تؤسس (صداقات) مع أشخاص أدنى منهم للظهور أمام الناس بأنهم متواضعون وشعبيون ، إلا أن هذه الصداقة مخادعة حيث يتعامل الأولون باستعلاء مع الآخرين وهي شكل من أشكال النفاق .

4- الصديق طالب القُرب ، وهذه الصداقة عكس الأولى حيث يسعى البعض للتقرب من ذوي المناصب ووجهاء القوم والزعم بأنهم أصدقاء ، وذلك كشكل من أشكال الحماية ولإيهام أنفسهم وذويهم بأنهم أيضا كِبار ومهمون .

5- الصديق المُخبر ، وهو الذي يسعى للتقرب من بعض الشخصيات والتظاهر بصداقتهم من خلال بعض القواسم المشتركة أو بالنفاق والتزلف لكسب ثقتهم والحصول على معلومات لصالح طرف ثالث يكلفهم بهذه المهمة .

6- صديق المصادفة أو الصداقة العابرة ، وهي مؤقتة وقد تؤسِس لصداقة دائمة ، وتحدث أثناء السفر أو في مؤتمر أو بعد مشكلة عابرة .

7- (صُحبة الكأس) ، فهناك أشخاص يختلفون فيما بينهم في مشاربهم السياسية والاجتماعية ولكن تزول كل الاختلافات في جلسات خاصة في بار أو مقهى أو في البيت , وهذه الصداقة قد تكون عابرة وعمرها بعمر جلسة الكأس وقد تؤسِس لصداقة دائمة .

8- صداقة السجن ، ويقال إنها من أقوى الصداقات وخصوصا عندما تمتد زمالة الزنزانة الواحدة لفترة طويلة .

والصداقة بين الدول تبني علي المصالح المشتركة وان لم تكن كذلك فهي تنهار بسرعة لانها قامت علي استغلال الصداقة لتحقيق اهداف مصلحية تسعي اليها منتفعة وحدها ووسيلة الي دخول البلد والتدخل في شؤؤنه كما تفعل امريكيا حاليا مع الدول وهي تلوح بعصاها بالتهديد والابتزاز وهي ترفع شعار لاصداقة دائمة بل مصالح دائمة مما يتوجب علي الشعوب من غدرها وتجاربها معروفة للجميع وهي تتخلي عن الصداقة في اصعب الظروف وتجاوز عملائها بعد ان حققت اهدافها.

أحدث المقالات