يعيش العراق هذه الأيام تصاعداً في وتيرة حمى الانتخابات ، فكلما اقترب موعد الانتخابات شهدت عدة مناطق تصفيات واغتيالات لعدد من المرشحين، وهذا يتكرر كلما أجريت الانتخابات على مدى العشر سنوات الماضية من دون معرفة الجناة آو تقديم شخص واحد للعدالة والذي يثير الانتباه إن بعد الانتهاء من الانتخابات تقل هذه التصفيات مما يدل إن هناك أيادي خفية خلفها.
اليوم بعد تفجيرات دامية طالت أبناء شعبنا الصابر المسكين لم تحرك ضمير مسؤول إن يستقيل بتحمله المسؤولية عما حدث آو يحدث ويثبت انه مسؤول عما جرى ويجري ولكنه يلقي التهم على جهات أخرى دائما ليخلي نفسه من تحمل المسؤولية الكبرى بفقد المواطن العراقي البسيط ، سؤال يطرح نفسه إمام الجميع هل كانت التفجيرات موجودة سابقا أي قبل التظاهرات والاعتصامات آم أنها فقط حدثت الآن ؟!، ومع كل هذا الكم الكبير من المعتقلين الأبرياء تحدث في البلد تفجيرات عدة وعمليات قتل واعتداء وخطف وسلب فهل الشعب كله مجرم؟!
والذي يعيش في بلدنا الآن يشاهد بوضوح كيف إن القوات الأمنية تنتشر في كل مكان وكأننا نعيش في ثكنة عسكرية آو معسكر اعتقال محاط بجدران وعساكر ولا يمكن الخروج من منطقة إلى أخرى إلا ببطاقة السكن آو بطاقة تموينية آو سنوية السيارة وهذا يعني إن الشخص العادي لا يستطيع إن يدخل بأي منطقه فكيف يستطيع إن يمر بعدد من السيطرات إلى آماكن متفرقة حصلت فيها تفجيرات وهذا يخالف المنطق والعقل وما يجري على الساحة يؤكد إن الجهات التي تقوم بكل هذه الإعمال متنفذة ولها باع طويل بمثل هذه العمليات، ومما لاشك فيه إن هذه العمليات تؤثر على سير العملية السياسية وتؤثر على الانتخابات وكل هذا يتحمله من هو مسؤول الآمن الذي يؤجج التهم بين الساسة لتغطية فشل وعجز القائمين في الجرائم التي تحدث.
واحدث تأجيل انتخابات بعض المحافظات من قبل الحكومة شرخ كبير بين ابناء الوطن الواحد ومصير الشعب وهو يعطي نوعاً من الاتجاه إلى تبني فكرة الأقاليم والتفرقة ،وهذه فرصة جديدة لجدل جديد وأزمة مفتعلة ، فان تأجيل انتخابات محافظتي الانبار ونينوى لوضعهما الخاص بسبب الوضع الأمني او لوجود تظاهرات تطالب الحكومة بحقوق واستحقاقات مهمة، ورغم إن المحافظتين تعرضتا إلى حملة اغتيال منظم إلا إن وضعهما أفضل مما كانت عليه في الانتخابات الماضية.
وهذا يعد تدخلاً سافراً في الانتخابات وله بعد سياسي وتهديد داخلي لتلك المحافظات، وإن فرصة الانتخابات لإظهار من يقدم الخير لمحافظته بعيدا عن الصراعات التي تنهي الواقع العراقي وتقلب المشهد حيث إن الكثير من المرشحين كانوا بالأمس أعضاء مجلس ولكنهم لم يقدموا ما يمكن ذكره وبذلك تحولت الانتخابات فرصة للكسب والصراع بين الكتل والأحزاب ليكشف هشاشة ما يمكن تقديمه من قبل المرشح لضمانات ترضي الجميع.
الأزمة مستمرة وكذلك المطالب، وصعب إن يكون الجميع في بودق واحد، مما يعني صعوبة العودة إلى طاولة الحوار وإعطاء فرصة حقيقة لتحقيق مايمكن تحقيقيه، مما يعني ظهور مشاكل جديدة مع وجود المشاكل القديمة، والحل دائما يكمن في الهروب من المشاكل مع التصعيد بالتهم وإغراق العراق بحمى الانتخابات التي تولد صراعات طائفية تؤدي تسير بالبلد إلى تفتيته وتمزيقه وتجعله ساحة للتحارب بين أبنائه لفترات طويلة بسبب مكاسب انتخابية لأشخاص بعينهم يحاولون الصعود على أكتاف الناس.