16 نوفمبر، 2024 11:22 ص
Search
Close this search box.

اهمية الاعلام في التنمية الاقتصادية العربية

اهمية الاعلام في التنمية الاقتصادية العربية

إعداد/ مظفر عبد العال حسون
للاعلام دور مهم واساسي في تقدم اقتصاديات البلدان ومواجهة ومحاربة كل ما يعيق عملية التنمية والنهوض بالواقع الاقتصادي الى مراتب معقولة من التقدم ومن هنا تاتي الشراكة بين. الاقتصاد والاعلام في خلق واقع اقتصادي في تحريك فرص الاستثمار والاداء المجتمعي وتحريك الانتاج والاسواق والاعلان وتصحيح المسارات الخاطئة بما يضمن انتاج وطني ذا نوعية وكمية وتجاوز العثرات و
مما لا شك فيه ان الاعلام يؤدي دورا رئيسيا في تقدم الاقتصاد العالمي وهذا ما يحقق التنمية المستدامة, ومن هذا المنطلق عقد مؤتمر تحت عنوان”دور الإعلام في تنمية الاقتصاد العربي” لمجابهة التحديات الواقعة على المنطقة وتعزيز شراكة الاعلام والاقتصاد, اذ لم يعد عالم المال والاعمال يحكم الاقتصاد وانما المهيمن هو عالم الاعلام.

شهدت المنطقة خلال العقد الاخير العديد من الازمات السياسية التي انعكست بشكل كبير على اقتصاديات دول المنطقة ما ادى الى تردي نمو الاقتصاد. ولو اخذنا (العراق وليبيا) نموذجان لرأينا انه نتيجة الارهاب الذي واجههما تدمرت البنية التحتية واصبح اقتصادهما احادي الجانب يعتمد على سوق النفط, ويعاني مشاكل عديدة ما تسبب في عرقلة العملية التنموية, وهذ دليل على ان الحروب التي مر بها العراق هدفها استنزاف الاقتصاد العربي, وهنا ياتي دور الاعلام باعتباره السلطة الرابعة ليؤثر ويمارس دوره الموكل اليه باعتباره مصدر من مصادر خلق حالة الوعي المجتمعي و على عملية صنع القرار بكل اشكاله والتعريف بالتحديات التي تواجه عملية التنمية وبخاصة مشكلة الفساد الإداري والمالي كما العمل على تحديد عناصر القوة والضعف ووضع استراتيجيات تنموية شاملة تخاطب الرأي العام بهدف إقناعه بالمشاركة الايجابية في عملية التنمية والإصلاح الاقتصادي.

ولو تطلعنا الى ثورة الاتصالات والاعلام الاجتماعي نجد انها اصبحت احد ابرز مظاهر الاعلام الجديد الذي انتجته وساعدت على ظهوره شبكة الانترنت, فهذا الاعلام اسهم في تطور الاقتصاد الالكتروني وزيادة التجارة البينية عن طريق وسائل الاعلام الاجتماعية .

بدورها تؤكد جامعة الدول العربية الدكتورة على “أهمية تطوير مبادئ الإعلام والاقتصاد خدمة لصالح المنطقة العربية وواقعها من خلال إعلام عربي متميز”.وشددت على حماية مساحة الحرية والحصول على المعلومة للإعلام العربي من أجل استكمال رسالته المهنية في خدمة قضايا الوطن،داعية إلى تدريب كوادر إعلامية متخصصة في الإعلام الاقتصادي، ووضع تشريعات عصرية تخدم هذا النوع من الإعلام.

يعتمد العالم في تطور اقتصاده على قدر الصورة الإعلامية التي تتشكل في أذهان المجتمعات، وهذا ما يعكس أهمية الإعلام والاقتصاد, ولبناء اعلام اقتصادي تنموي صالح يجب العمل نشر ثقافة التنمية بين المجتمعات, ووجود استراتيجية مهنية واضحة تقوم على اسس البحث العلمي لتحليل والاستقراء وتدفق المعلومات بشفافية واضحة
، ولا يخفى على أحد دور الإعلام المتخصص ونعني به الاعلام الاقتصادي بشكل خاص والاعلام التنموي بشكل عام في تحريك الأسواق وتوجيهها، حيث يُنشّط عجلة التنمية الاقتصادية، ويجذب الفرص الاستثمارية والمستثمرين إليها. وقد برز الإعلام الاقتصادي مستخدمًا الوسائط المتعددة، إضافة للصحافة والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، بل أضحى إعلامًا جوالًا بأخباره مرافقًا كل مهتم أينما كان عبر جواله أو بريده الإلكتروني، أو عبر صفحاته الاجتماعية الشخصية، حيث يقوم الإعلام الاقتصادي بنقل وتحليل وتفسير التغيرات الاقتصادية التي تحدث في المجتمع وتشمل الأفراد والأماكن والقضايا المتصلة بالاقتصاد، كما يشمل أيضًا تغطية أداء الشركات ونشاطاتها، تحت هذه المظلة الإعلامية الاقتصادية، يبذل الكتّاب الاقتصاديون جهودًا كبيرة في البحث والتمحيص في ثنايا الأرقام والمناهج الاقتصادية لكثير من شركات ومؤسسات القطاعين العام والخاص.

وهناك رابطة قوية بين الإعلام والاقتصاد تتجاوز مفهوم -ا لإعلام الاقتصادي – إلى درجة كبيرة، لتشمل الإعلام بمعناه العام، فقد أصبح الاقتصاد جزءًا من صناعة الإعلام، والإعلام جزء من صناعة الاقتصاد، وهو ترابط تفرضه معطيات العصر الحديث ومنجزاته، فالإعلام الذي يُعنى بالجانب التخصّصي بالنسبة للاقتصاد خرج من أروقة المؤسسات الأكاديمية بفعل ما فرضته الهزّات الاقتصادية التي شهدها العالم اليوم، مما دفع الإعلام إلى تسخير كل طاقاته لمتابعة تلك الهزّات وما تلاها من هزّات اقتصادية باعتباره شريكًا في تحمّل نتائجها السلبية والإيجابية، وباعتبارها المحور الأساسي لاهتمام كل القطاعات التي يتعامل معها الإعلام ابتداءً من المواطن العادي المؤثر على حجم التوزيع، وانتهاء بالشركات الكبرى الأكثر تأثيرًا في حجم الإعلان، أي التوزيع والإعلان مصدر التمويل الرئيس للمؤسسة الإعلامية.

كما لم يعد الإعلام محصورًا بالأجهزة الإعلامية التقليدية، فصار لكل شركة أو مؤسسة منتجة منصاتها الإعلامية الخاصة بها، سواء من خلال مواقعها الإلكترونية أو بالاعتماد على عناوينها في مواقع التواصل الاجتماعي بجميع أشكاله، فطغى ذلك كله على الأشكال التقليدية من صحف ومجلات ورقية وحتى قنوات فضائية، مما أجبر جميع هذه الوسائل على تتبع التقنيات واستخدامها حتى تبقى في السوق الإعلامي، فلا تخرج منه صاغرة لتقادمها التقني. وختامًا.. فقد أصبح الإعلام أداة فاعلة في إنتاج الوعي وتحريكه، ونشر الثقافة الاقتصادية في المجتمع كالتعريف بالقوانين والتشريعات والإجراءات التنظيمية وآثارها، وبيان أهداف الخطط الإستراتيجية الموضوعة، لذلك فهو يساهم في:

– توعية الجمهور بأهمية الادخار وآليات توجيهه نحو الاستثمار، وإرشاده إلى مصادر الموارد المتجددة، فيحفزه للحد من الاستهلاك غير الضروري حفاظًا عليها، ويروج لماهية البدائل الممكنة، وللاستخدام الأمثل لها.

– تحسس وقوع الأزمات الاقتصادية العالمية.

– دعم المشاريع والصناعات المفيدة بالترويج لها بأسلوب مهني، فالجمهور لم يعد ساذجًا أو بعيدًا عما يحصل في الأسواق العالمية والمحلية على حد سواء. فمن يتلقى المعلومات المتعلقة بسحب شركات عالمية لمئات الآلاف من منتجاتها من الأسواق لِعيب بسيط نسبيًا، لن يقبل بعيوب منتجات يريدها سواء كانت محلية أم غير محلية، لأن رأيه سيكون مستندًا إلى قرائن يصعب التغاضي عنها، مما يساعد على خلق منافسة أساسها المعلومات الصحيحة، بما يحقق في النهاية الإفادة للجميع.

وبناء على تلك المعطيات والحقائق الموضوعية وتلمس بعض المشاكل التي تعترض الاداء الاعلامي في مواكبة التنمية الاقتصادية العربية اصبح من المهم التاكيد على الاتي كمقترحات وتوصيات

اولا ؛ دعم وتطوير وسائل الاعلام والاعتراف بدورها واداءها واشراكها في مختلف الفعاليات التنموية
ثانيا: العمل على تخصص القنوات الاعلامية مقروءة كانت ام مسموعة ام مرئية واعداد كادر اعلامي متخصص واشراكه في دورات تاهيل وتطوير في التحرير الصحفي وزيادة معلوماته من خلال مشاركة اساتذة مهتمون بالاقتصاد والتخطيط الاقتصادي بشكل عام
ثالثا: الاستعانة بخبرات المنظمات المدنية والشعبية في رصد المعوقات التي تعترض مسار التنمية وعرضها للحوار والنقد والمعالجة ووضع الحلول بلا تردد او تستر عن اخطاء المؤسسات المعنية بالشان الاقتصادي
رابعا : تشجيع ورعاية وسائل الاعلام المختلفة وخاصة المتخصصة منها على اعداد الخطط والبرامج وبرعاية المؤسسات الاقتصادية عامة كانت ام خاصة في بث ونشر الوعي الاقتصادي بين القائمين على العملية الانتاجية في زيادة الانتاج وتحسين نوعية الانتاج واستثمار الزمن من اجل اداء افضل و من جانب اخر اعداد برنامج توعوي بالية منظمة ومخططة وسط الجمهور المستهلك في اداء مسؤولياتهم في زيادة الوعي والاستهلاك المنظم والابتعاد عن الاسراف والعبثية الاستهلاكية وتنظيم استهلاك الفرد والاسرة بما يسهم في عملية التنمية في البلد المعني ونعني هنا بلداننا العربية

الخاتمة:
———
…………….يتاكد لنا هنا ان للاعلام دور بارز ومميز في مواجهة التحديات التي تواجه عملية التنمية من خلال اطلاع الجمهور على احدث المعلومات ونقد الاخطاء وتشجيع المبادررات والمنجزات التي تتحق خلال المسيرة التنموية وخلق حالة المنجزات والتغيرات والسلوكيات الجديدة التي تفرضها عملية ااتنمية والتفسيرات التي تحدث تفكير جديد لد ى المتلقي افرادا كانوا ام مؤسسات ومن المؤكد ان الاعلام بشكل عام والاعلام التنموي بشكل خاص سوف يخلق حالة من التنافس بين المؤسسات التنموية وحتى بين الافراد .كما يؤدي الاعلام دور بارز مهم في هندسة الفعاليات التنموية وتوفير المعلومات وضخها للمتلقي وهو الجمهور التنموي
المصادر:
1 – الانباري فتحي ، الاعلام الدولي والدعاية
2- علي عبد المنعم مكانة البيئة في الاعلام عمان وزارة الثقافة ط1 1996 ص11
3 – مصطفى عبد الرحمن، اهمية الاعلام الاقتصادي لوسيل مجلة دورية 12 /7/ 2018
4 – اماني الوسي ، دور الاعلام في تنمية الاقتصاد العربي،مركز الروابط للدراسات الاستراتيجية والدولية 2018
5 – مظفر عبدالعال لبعض الاسس النظر ية للاعلام المتخصص بحث منشور في مجلة الاتصال التي تصدر في المانيا 2017 العدد الاول

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة