16 نوفمبر، 2024 11:55 ص
Search
Close this search box.

نفحات نجفية للدكتور محسن المظفر

نفحات نجفية للدكتور محسن المظفر

عرض: جعفر عبد المهدي صاحب
أوسلو – مملكة النرويج
صدر حديثاً عن دار العارف – بيروت، كتاب بعنوان (نفحات نجفية) للأستاذ الدكتور محسن عبد الصاحب المظفر. في مؤلفه هذا يرى الدكتور المظفر، صاحب الإنجازات البحثية الكبيرة المعمقة، أن النجف مدينة للعطاء في ميادين الأدب والعلم والفقه وهي تفي في أكنافها علماء وكتاب، تزخر في الانتاج الفكري غير المنقطع، وهي مدينة قدسية تروي لنا حكايات الديانات ( هذه إشارة من د. المظفر لاكتشاف مواقع أثرية لكنائس غمرتها رمال صحراء النجف، تلك المواقع التي كانت عامرة قبل العصر الإسلامي)، فالكتابة عن النجف لم تنته بعد، فكل من يكتب عنها سيواجه فيضاً من المعطيات تهبط من ذراها الشامخات التي لا تستطيع الكتب احتوائها ولا احصائها.

يتضمن الكتاب خمسة مباحث رئسية:

المبحث الأول: مؤسسات ثقافية نجفية ( مؤسسة الأيتام في العراق، مؤسسة الجامعة الإسلامية للعلوم والمعارف، مركز الدراسات التخصصية في النجف الأشرف، جمعية منتدى النشر في النجف الأشرف).

وسنتوقف عند آخر عنوان فرعي في هذا المبحث ألا وهو الخاص بجمعية منتدى النشر (ص 45) التي تأسست عام 1935. ويأتي تركيزنا على هذا المبحث نتيجة لظهور الأفكار الإجتهادية المؤدية الى تجاوز الخط الحوزوي الكلاسيكي الذي قام منذ زمن الشيخ الطوسي في اربعينيات القرن الربع الهجري حوالي عام 1050 ميلادية. فنخبة من الشباب النجفي المتنور في النصف الأول من القرن العشرين، رأور ضرورة تطوير وتغيير منهجية أساليب وطرق تدريس العلوم الدينية وبالشكل الذي يتماشى مع متطلبات عصرهم. في مقدمة أولئك كان الشيخ محمد رضا المظفر والشيخ أحمد الوائلي والسادة محمد تقي الحكيم ومحمد جمال الهاشمي وهادي فياض وآخرون.

المبحث الثاني: معالم تراثية معمارية نجفية

وتضمن هذا المبحث ستة عناوين فرعية وهي: التطور المورفولوجي لساحة الميدان (باب الولاية) في النجف الأشرف خلال مائتي عام (1811-2012)، تاريخ الدفن في المدينة وظهور مقبرة وادي السلام، العبث بمدينة النجف عمل مرفوض، محلة المشراق في النجف بين التاريخ الجميل وزوال الذكرى، القيصرية الكتبية القديمة في النجف الأشرف، العكد اليهودي وعقد خانية.

وقد لفت نظري عنوان فرعي- فرعي في هذا المبحث حول مقبرة النجف المسيحية، يقول فيه المؤلف الدكتور محسن المظفر: ” تذكر مديرية مفتشية آثار النجف أن التنقيبات عثرت على أكبر مقبرة مسيحية في العراق إذ أن أرض النجف ضمت قبوراً فرثية ومسيحية وإسلامية…وأن مساحة المقبرة المسيحية تبلغ 1416 دونماً ويسمى موضعها بـ (أم خشيم)وهي تبدأ من النجف الى المناذرة.

وقد عرفت بأنها مقبرة مسيحية بدلالة اللقى الأثرية التي تعود الى الفترة الفرثية والفترة الساسانية وفترة ما قبل الإسلام. وقبور هذه المقبرة الممتدة من أرض النجف وفي بعض أراض بحر النجف متشابهة، وأن عمر هذه المقبرة يبلغ حوالي ألفي سنة” (ص76).

حرص المؤلف أن يلفت أنظار المسؤولين والباحثين وأصحاب الشأن بضرورة السعي و التنقيب بمنطقة بحر النجف وهي تحتوي على أكثر من مقبرة ، لو أجري التنقيب فيها بصورة صحيحة يمكن أن يكتشفوا آثار ” شيا ” التي لم يكشف النقاب عنها بعد، وهي لا تبعد عن النجف سوى 10 كم باتجاه الطارات على طريق النجف – كربلاء. وهذه المنطقة فيها تلال قائمة تعود الى عهد المناذرة وتحتاج المنطقة الى مسح ميداني.

المبحث الثالث: مؤلفات نجفية

تناول الدكتور المظفر في هذا المبحث أربعة مؤلفين وهم:

1- السيد صدر الدين القبنجي وكتابه (الإسلام واشكاليات الحداثة).

2- عادل رؤوف وكتابه (حصارات علي – النجف تعتاش على الموتى).

3- الأساذ الدكتور جعفر هادي حسن البزوني وعرض لثلاثة من كتبه: (الدونمة بين اليهودية والإسلام) و (كتاب الحسيديم) و (قضايا وشخصيات يهودية).

4- الأستاذ الدكتور جعفر عبد المهدي صاحب وكتابه ( الربيع العربي الملغوم من دايتون الى الاعتداء على الكعبة – استشراف مستقبلي لمجرى الأحداث في الوطن العربي ).

وفيما يتعلق بالشخصية الأولى السيد صدر الدين القبنجي، حيث ذكر سيرته الذاتية ومؤلفاته مع عرض مستفيض لكتابه الإسلام وإشكاليات الحداثة ص 163- 170. فتم استعراض فصول الكتاب الثمانية. والذي أثار انتباهنا تعريفه للحداثة على أنها ” نظرة فلسفية شاملة للعلم تنطلق من اعتبار الإنسان الفرد- في فكره وإرادته – هو المطلق الذي لا يجوز إخضاعه لأية سلطة أخرى “. سوى أن إرادة الإنسان الفرد كثيراً ما تحركها تأثيرات الهوى والنزعات الغريزية التي تفقد اختيارها للصحيح، الأمر الذي يتطلب ( العقل الشاهد) وهو عقل الأنبياء والرسل كعقل هو الأكثر معرفة والأنقى ذاتاً ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراًونذير)…انتهى نص السيد القبنجي.

فالمؤلف رجل دين، ومن الطبيعي أنه يخوض غمار موضوع فلسفي وفق طرق تحليل تتناسب مع الطبيعة الذهنية لرجال الدين الذين غالباً ينهون بحوثهم بالاستشهاد بالنصوص المقدسة. فهو يذكر أن الحداثة هي ” نظرة فلسفية شاملة للعلم” ليعود في زبدة قوله الى النص الديني الذي يستند الى اليقين الإيماني غير الخاضع للتحليل الإمبريقي Empirical Analysis، وهنا يكمن جوهر اعتراضنا على المنهجية التي يتبعها رجال الدين “الروحانيين” عندما يتناولون البحث في حقول معرفية تتطلب حتمية استخدام منهجية البحث التجريبي .

وفي رأينا يتمحور مفهوم الحداثة حول التطور المستمر الذي شهده العالم في نمط الإنتاج المعرفي والثقافي والتقني والاقتصادي ذلك التطور الذي انطلق من ثلاث محطات كبرى أثرت بشكل كبير على حياة الإنسان ونمط تفكيره، وهي:

أولاً- الثورة الفرنسية وتراكمات الأحداث اللاحقة التي كرست مفهوم الحرية وحقوق الإنسان وبناء الديمقراطية.

وثانيا – الثورة العلمية والتطور التقني في مختلف المجالات.

وثالثاً- شيوع الفكر الاقتصادي الليبرالي وتبني نمط الانتاج الواسع Mass Prodection.
ومما تقدم أن مفهوم الحداثة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بظاهرة التغير البنيوي والقيمي للكائن البشري، في حين أن الفكر الديني يعتمد أصلاً على تقديس النصوص وقفل باب الجدل بشأن الكرامات والقدرات التي لا تخضع للتمحيص الكمي العلمي أو المنطقي.

أما الفصل الثالث من كتاب السيد القبنجي فقد تناول ( نقد مباديء الحداثة ) وتتفرع منه ثلاثة مباحث الأول في نقد مبدأ الذاتية والثاني نقد مبدأ العقلانية والثالث نقد مبدأ العدمية. و مؤلف الكتاب وضع عند نهاية كل مبحث خلاصة تعتمد في قوامها على النصوص المقدسة أيضاً وخصوصاً آيات من القرآن الكريم والتي هي تخضع فقط لسلطة الإيمان أكثر مما هي نتاج بحث علمي بالمعنى الأكاديمي ووفق طرق البحث المعتمدة methodology .

وجاء الفصل الرابع بعنوان ( الأسس العلمية للحداثة ) والذي نراه متناغماً مع الاستنتاجات النهائية التي توصل إليها المؤلف من خلال الإحتكام الى النص القرآني الذي لا يقبل الجدل وفق النظرة الإيمانية المطلقة غير الخاضعة للتمحيص الإمبريقي.

وخصص المؤلف الفصل الخامس لنقد الحداثة، حيث ينتقد ببراعة أسس الحداثة العلمية، وهو ركز على محدودية المعرفة وأن اليقين الاستدلالي غير المباشر هو الذي يحكم معظم معلوماتنا، وأن الدين يرفض اعتبار الطبيعة عمياء ويرفض التفسير المادي وهو يستشهد بالعديد من الآيات القرآنية الكريمة. ويركز السيد القبنجي على أن الإسلام يهتم بالحقائق المادية نحو السعادة ولكن القضايا الاعتبارية – في رأيه- أكيدة فالإنسان يميل فطرياً باتجاه التمسك بعالم الميتافيزيقا ويحرص على ربح الحياة الأبدية.

وتناول الفصل السادس نظرية المعرفة Epistemology وركز الحديث على جزئية ” الاهتزاز المعرفي” وقارنها بنظرية المعرفة في الفكر الإسلامي وهي، كما قال، معرفة ثابتة وأخرى متحركة وأن الوحي والعقل مصدران مهمان لها. لقد جعل الأستاذ القبنجي فكرة هذا الفصل مدخلاً للفصل السابع الذي تطرق فيه الى مباديء الفكر الإسلامي: التوحيد والنبوة والميعاد وعلى أن الإسلام منظومة فكرية متكاملة يجيب عن كل أسئلتنا عن الإنسان والكون وعن الأرض وما عليها.

ويأتي الفصل الثامن والأخير ليثير موضوعاً يتعلق بموقف كل من الفكر الحداثي والفكر الإسلامي من الدين ص 179. ونستغني عن استعراض محتوى هذا الفصل لوضوح فكرة الفصل من عنوانه. ولكن رغم معرفتنا بأن معظم مفكري الحداثة ليسوا من الملاحدة أعداء الأديان بالإضافة الى علمنا بأن الحداثة تقوم على مباديء كثيرة من أهمها مبدأ تمايز القيمة Value Differentiattion أي تمايز المجالات، وهو يعني لكل مجال معرفي استقلاله القيمي، فلا يمكن الحكم على الاقتصاد بقيم لا تنتمي لمجاله كالقيم السياسية، أو الحكم على الفلسفة بقيم كيمياوية، فعند الحديث عن السياسة يجب أن يكون ضمن القيم السياسية وكذلك الحال عند تناول القضايا الدينية.

والأستاذ الدكتور محسن المظفر يذكر بأن ” الكتاب بجملته فلسفي سهل القراءة واضح العبارة وكأنه معداً ليقرأه كل الناس والمهم فيه أنه مؤثر لما فيه من قوة الاقناع في مجالي الدحض والإثبات فمن الضرورة قراءته لأنه حقيقة يزود القاريء بالكثير”.

وينتقل الدكتور المظفر الى الشخصية الثانية عادل رؤوف وكتابه (حصارات علي – النجف تعتاش على الموتى). ومع الأسف الشديد لم يقدمه، المؤلف الدكتور محسن المظفر، للقراء، واستعرض الكتاب على شكل قراءة نقدية رغم ضخامته (624 صفحة) مع توقف مستفيض في عرض الفصل الثالث عشر الذي جاء تحت عنوان (علي المقابر ) ص 172.

ولابد من الرجوع مجدداً الى عنوان المبحث الثالث من الفصل الثالث في النفحات ( مؤلفات نجفية)، هكذا هو العنوان الذي أوقعني بتورية لم استطع فك طلاسمها، فهل الدكتور المظفر يقصد بعنوان المبحث الثالث (كتابات عن النجف)؟ أم يقصد (كتب لمؤلفين نجفيين)؟ فالمؤلفون الأربعة ثانيهم كما يبدو يحمل أسماً مستعاراً وهو شخصية مجهولة ( عادل رؤوف ) أما الثلاثة الآخرين فهم من أبناء المدينة ( السيد صدر الدين القبنجي ود. جعفر هادي البزوني ود. جعفر عبد المهدي الحسناوي).

لم استطع معرفة السيرة الذاتية للمدعو عادل رؤوف حتى بواسطة محرك “الگو گل” فلم أفلح في العثور على تاريخ ومحل ولادته.

ويذكر الدكتور المظفر بأن مؤلف كتاب حصارات علي عندما يصف أهالي النجف بانهم يعتاشون على الموتى فانه قد اتكأ على ما قاله أحد الشيوخ للتندر والتفكه ص 180:

واردات بلادي جنائز وصادرات بلادي عمائم

بعدها يستمر الدكتور المظفر وهو يفند طروحات الأستاذ رؤوف حيث يستعرض واقع النجف الاقتصادي الذي يتطلب معرفة الدور الوظيفي لمؤسسات المدينة وتحديد أساسها ألاقتصادي والذي يعني بصورة عامة نشاطاتها المختلفة التي تجذب دخلا ً إلى سكانها من الأقليم، والمسماة بالنشاطات الأساسية . وأن ألنسبة بين نوعي النشاطات الاساسية وغير الاساسية تعطي صورة عن درجة المدينة الحضرية إذا كانت نسبة غير الأساسية لغير النشاطات ألأساسية 1/2 فمعنى ذلك إن العاملين في الثانية ضعف الأولى وإن المدينة حضرية ذات أعمال أساسية .

وقد قدم الدكتور المظفر دراسة عن الأساس الإقتصادي للنجف معتمداً على طريقة جان ألاكسندر التي بنيت على مقدار دخل المدينة ونفقاتها وهي تأخذ بعدد العمال أو إجورهم , هي طريقة أقرب الى الواقع ( كتاب مدينة النجف الكبرى / د . محسن المظفر ) وتنص على أن المؤسسة التي عمالها 100 عامل , وأن منهم 70 % يقدمون خدمات لسكان المدينة بلا تصدير فهم غير أساسيين وعليه أن الباقي 30% يقدمون خدمات لسكان الإقليم ويحققون تصديرا ً ثم جلب منافع للمدينة من إقليمها فهي اذا ً أعمال أساسية وأن العمال أساسيون. وأن البحث عن النجف من خلال عشرات الجداول والفرز لكل الحرف والخدمات تبين أن 49.3% هم عمال أساسيون يجلبون دخلاً للنجف من خارجها وأن 50.7% من العمال غير أساسيين يقدمون خدماتهم لسكان المدينة .

إن المدن مدينة في وجودها الى نمط علاقاتها وبخاصة اذا كانت علاقات دينية , لكنها بمرور الزمن تتحول الى مدن تجارية واحيانا صناعية مع الحفاظ على طابعها الديني .

ويستمر الدكتور المظفر في الحديث عن الوظيفة الدينية للنجف حيث كانت في عام 1947م في مقدمة الوظائف التي تجلب دخلا ً للمدينة ثم تليها الوظيفة التجارية ثم الصناعية . وفي الأعوام 1957-1973م تقدمت الوظيفة الصناعية وغدت الوظيفة الأساس التي تجلب دخلا ً للنجف من إقليمها مما عزز نموها الحضاري والعمراني تلتها الوظيفة التجارية وتأخرت الوظيفة الدينية الى المرتبة الثانية , ومع هذا تعد الوظيفة الدينية منشطا ً للوظائف ألأخرى، ص 183.

إما في عام 2010م فأن الدراسة التي قدمها الدكتور محسن المظفر قد أثبتت أن الأساس الإقتصادي للنجف تمحور عند الوظيفة التجارية تلتها الوظيفة الصناعية وقد تراجعت الوظيفة الدينية الى مستوى متدني إذ غدت قدراتها على جلب عوائد بمستوى قريب الى المرتبة الرابعة .( كتاب : مدينة النجف / عبقرية المعاني وقدسية المكان أ .د . محسن المظفر ) . إذا إؤكد على أن مدينة تقرب لأن تكون مدينة مليونية كالنجف لا يمكن أن يعتاش أهلها على الموتى . والمؤكد إن العاملين في الشؤن الدينية بمختلف أصنافها هم في حال متوسط أو فقير وهم نفر قليل لا يوازي العاملين بالصناعة ولا العاملين بالتجارة ولا حتى العاملين بالزراعة , لأن العمل بالخدمات الدينية ليس متاحاً لكل الناس إلا الذين حذقوا به وحتى الدفن عمل مضني لايستطيع أي راغب بدخول مركبه إلا أولئك الذين توارثوا العمل وإعتادوا عليه .

يورد المؤلف في صفحة 463 عنواناً ً هو ” وادي السلام والتأسيس الروائي القسري ”

وهنا أذكر ما أورده الدكتور المظفر في كتابه” مقبرة النجف الكبرى ” بإختصار وهو أن الشيعة اعتمدوا على روايات ألأئمة الأطهار وكلها روايات صحيحة لا غبار عليها تنص على جواز نقل الموتى , وأذكر هنا ما أورده العلامة الأميني ( رحمه الله ) ( لقد كثر اللغط حول هذه المسألة من أناس جاهلين بمواقع الأحكام حسبوا أنها من مختصات الشيعة فحسب، أن الشيعة متوافقون مع أهل المذاهب ألاربعة من جوازنقل الموتى لأغراض صحيحة إلى غير مجال موتهم قبل الدفن وبعده مهما أوصى به الميت أو لم يوص به ) . ألمالكية تجوز نقل الموتى قبل الدفن وبعده , والحنابلة ترى بجوازه اذا كان الى بقعة مشرفة , والحنفية لا تعارض النقل عند أمن رائحة الميت الى بلد آخر ليدفن فيه , إما الشافعية فقد قالت بحرمة نقل الميت الى بلد آخر ليدفن فيه وقيل أنهم قالوا يكره نقل الميت إلا ان يكون بقرب مكة او المدينة او بيت المقدس أو بقرب رجل صالح , وأذا أوصى بنقله إلى ألأماكن المذكورة لزم تنفيذ وصيته” .

ويناشد الدكتور المظفر (مؤلف كتاب حصارات علي ) بقوله: أعلمك عن حصارات الإمام علي (ع) الحقيقية وحصارات محبيه أذكرها لك كالتالي :

الحصار ألأول / أن الإمام علي عند قرب منيته أوصى بالدفن في ظهر الكوفة في الموضع الذي يرقد جدثه الشريف فيه وطلب عقب موضع دفنه مخافة دولة بني أمية , فقد ورد في “كتاب الصواعق المحرقة ” إن الأمام علي (ع) أول إمام أوصى بأن يخفى قبره لعلمه بما سيكون الأمر من بعده .

الحصار الثاني / ولما عرف قبره وكشف عن موضعه , سكن العلويون وكثير من محبي الإمام حوله لرعايته وحمايته من عبث أعداءه.

الحصار الثالث / تسوير مدينة النجف بستة أسوار متتالية لحماية المدينة وقبر الإمام من المحاولات الوهابية التي تغير كل حين لهدم قبره الشريف .

الحصار الرابع / حادثتا الوهابيين في مهاجمة النجف وكانت الحادثة الإولى القيام بهجمات على الحرم الغروي المقدس وكانت الهجمات كل مرة تؤدي الى قتل اعداد من الناس في خارج السور لأن الوهابيين لا يجدوا لهم طريقا ً بعد غلق السور بوجوههم وكانت اول حادثة للوهابيين عام 1216هجرية وكانت على كربلاء ثم القدوم الى النجف لتدميرها , ثم أرسل الوهابيون سرية لنهب مشهد الامام علي (ع) وهدم قبته واخذ ما فيها من اموال لكن السرية التقت باعراب البصرة فقاتلوهم وهزموهم ص 175.

اما الحادثة الثانية فهي هجوم الوهابيين لنفس الاغراض في هجماتهم السابقة ولكن السور ووقوف النجفيين بوجههم ومحاولتهم نقل خزائن الامام الى بغداد ساعتذاك وبرغم وجود السور كانت النجف تحاصر من قبل الوهابيين كل مرة بهدف هدم قبر الامام عليه السلام ( انظر كتاب ماضي النجف وحاضرها للعلامة المحقق المرحوم الشيخ جعفر باقر ال محبوبة طبعة1958م ص 324-328 ).

وخلاصة رأينا في الكاتب والكتاب، أننا لا نعرف سبب تحامل الأستاذ عادل رؤوف على مدينة النجف وهجومه بشكل جمعي على أهلها وذلك أن صيغة التعميم السلبية مرفوضة في كل المعايير، فيجوز لي مثلاً أن أقول: أهل بعلبك طيبون، ولكن لا يحق لي القول: أهل بعلبك سيئون.

ما هكذا تورد الإبل يا أبن رؤوف.

ويأتي الدور للشخصية الثالثة العلامة أ. د. جعفر هادي حسن، إذ يستعرض الدكتور المظفر حياته وانجازه العلمي ص 185، فيقول عنه: بأنه عرف الدكتور جعفر منذ 48 عاماً معتمراً العقال والكوفية متمثلاً بزي قبيلته. جاهد ليرتقي مراتب العلم درجة ثم أخرى متسارعاً فيحصل على الليسانس والماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة بغداد، تم تعيينه في جامعة البصرة ثم سافر الى بريطانيا وبدأ من جديد ليتخصص باللغات السامية ويحصل على البكلوريوس والماجستير والدكتوراه من جامعة مانشستر. نشر العديد من الدراسات والكتب، منها هذه الكتب الثلاثة التي استعرضها الدكتور المظفر وهي:

كتاب فرقة الدونما بين اليهودية والإسلام 1988.

كتاب اليهود الحسيديم

كتاب قضايا وشخصيات يهودية

ويذكر الدكتور جعفر في كتابه الأول فكرة المسيحانية في اليهودية كمدخل للتعرف على فرقة الدونما إذ يدور الكلام حول فكرة المسيح المخلص، رغم أنها لم تذكر في التوراة، فوضع اليهود صفات محددة للمخلص وشروطاً لظهوره، ذلك الظهور الذي سيقودهم منتصرين الى عصر ذهبي.

وأخذ اليهود يعدون أنفسهم لظهوره ولكنه لم يظهر مما جعل بعضهم يضع تبريرات لتأخر ظهوره.وظهر بعض اليهود الذي يدعي كل واحد منهم بأنه المسيح المخلص أو الممهد له ( شبتاي صبي ) مؤسس فرقة الدونما كان واحداً منهم.

وذكر الدكتور جعفر اليهود الذين ادعوا أنهم المسيح المخلص قبل شبتاي صبي، أولهم ثيودوس عام 44 م وقطع رأسه القائد الروماني، وادعى يهودي آخر في مصر عام 52 م وهزم من قبل الرومان. وظهر شمعون باركوخيا 132م وأختفى أثره فيما بعد. وادعى يهودي في كريت عام 448 م بأنه موسى ودليله شق البحر فأمر أتباعه دخول البحر فدخلوا وغرقوا واختفى النبي. وفي عام 645 ادعى يهودي بظهور السيد المسيح فالقي القبض عليه وصلب.

وادعى يهودي من العراق عام 720م بأنه المسيح وغيّر في أحكام اليهود ولما سأله هشام ابن عبد الملك الأموي عنمدعاه فأجاب بأن دعوته تضليل لليهود. وادعى موسى الدرعي من فارس عام 1127م ثم هرب الى فلسطين. اليهودي اليمني 1172م ادعى انه المخلص ومثل أمام الوالي وقال أن دليله سيرجع في حالة قطع رأسه وقد قطع رأسه ولم يرجع. وظهر ابراهام أبو العفية عام 1291م، وبعده جاء أشكنازي من ألمانيا وآخرون على نفس المنوال.

وقد تطرق الدكتور جعفر هادي الى قائمة طويلة من الأدعياء ومضامين ادعاءتهم وحركاتهم ومواليهم، وشرح تفاصيل واقع اليهود، وحجم البلوى التي عمت عليهم، بحيث أخذوا يصدقون الخرافات ويبحثون عن أي مخلص مهما كان ساذجاً في دعواه.

وبعد هذه المقدمات التوضيحية يقسم المؤلف كتاب الى جزأين:

الجزء الأول: شبتاي صبي مؤسس فرقة الدونمة المولود عام 1626م في أزمير، ويتطرق الباحث فيه الى ولادته ونسبه وأفكاره وتنقلاته وطروحاته وتجمع أتباعه. وإعلانه بأنه المسيح المخلص، ويربط المؤلف واصفاً احتفالات اليهود بظهور المخلص ومدى استعداداتهم للسفر الى فلسطين حيث عم التصديق بشبتاي في تركيا وهمبورغ وامستردام ووبولندا وغيرها حتى لدى يهود سوريا ومصر. وعندما توجه الى اسطنبول خرج الصدر الأعظم لاستقباله مع المستقبلين من أجل القاء القبض عليه ومثوله أمام السلطان العثماني، فتم حبسه في إحدى الجزر وبعدها مثل أمام السلطان الذي قال له سنوجه عليك وابلاً من السهام فإن نجوت فانك المسيح المخلص، عندها انهارت معنويات شبتاي واعترف للسلطان بانه حاخام فقير. وفي النهاية دعاه السلطان للإسلام فأسلم، وسمي محمد أفندي وعين حارساً، ونفر اتباعه عنه بعدما ثبت بأنه دجال وليس المسيح المخلص.

الجزء الثاني: فرقة الدونمة، والتي أطلق عليهم الأتراك تسمية الدونمة للدلالة على أتباع شبتاي الذين تظاهروا بالإسلام وبقوا على يهوديتهم سراً.

كتاب الحسيديم:

تناول الدكتور المظفر الكتاب الثاني للدكتور جعفر هادي حسن الحسيديم وهي تعني الإحسان ص 193، وهو اسم لجماعة من اليهود تزعمهم حاخام اسمه، بعل شم طوب (1700 – 1760)، وذلك في القرن الثامن عشر، وهم يهود ارثودوكس، لغتهم (اليدش) وهي خليط ن الألمانية والعبرية. واليوم يشكلون جماعات كبيرة العدد في الولايات المتحدة وإسرائيل وأوربا الشرقية، وهم مؤثرون لكثرة عددهم وامكانياتهم المادية وعلاقتهم بإسرائيل. ويضم كتاب الحسيديم 316 صفحة تناول فيها كل ما يتعلق بهذه الطائفة اليهودية. ويعد هذا الكتاب من الكتب النادرة في اللغة العربية لعدم تناول الباحثين العرب هذا المضمار.

كتاب قضايا وشخصيات يهودية: يضم الكتاب بين دفتيه 335 صفحة. فيبدأ العلامة د. جعفر هادي حسن التعريف بالجماعات والتنظيمات اليهودية مثل الحيريديم (المرتعدون) وفرقة اليهود القرائين، ويهود أثيوبيا (الفلاشا)، واليهود اليسوعيون (المسيحانيون)، والعبرانيون الإسرائيليون، وفرقة اليهود التبشيرية، نطوري فارتا، ومعارضتها للصهيونية وإسرائيل، الحسينديم والسناريم (يشبهون الحركة الصهيونية بالنازية)، والسفارديم والاشكناز داخل إسرائيل، واحتفال اليهود بالسنة العبرية الجديدة، والمهاجرون الروس في إسرائيل. ويفرد المؤلف عنواناً حول المنظمات اليهودية تبحث عن قبائل بني إسرائيل الضائعة لتهجيرها الى إسرائيل. والقسم الأخير من الكتاب ص 211 خصصه المؤلف أربع شخصيات يهودية بارزة وهم:

بندكت سبينوزا، (من رواد الفلسفة العقلانية في القرن السابع عشر)

أوريل داكوستا، ويعتقد ( أن يهودية التوراة هي ليست يهودية الحاخاميين).

يوسف ناسي، و(مشروعه في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين في القرن السادس عشر).

يعقوب كلنزكن، ( يرى بأن مقومات الأمة اللغة والأرض وليس الأفكار الدينية).

وينتقل البروفسور المظفر في نفحاته النجفية الى الشخصية الرابعة، أ. د. جعفر عبد المهدي صاحب ( كاتب هذه السطور) وليس من المناسب أن أذكر وصف الدكتور المظفر لشخصيتي وأترك ذلك للذي يقع النفحات بين يديه، وأرى المؤلف قد أكثر في الإطراء وذلك بدافع حبه للعلم والبحث العلمي، فهو مشكور وصاحب فضل ومشكور على الإختيار أولاً والإطراء ثانياً.

فبعد أن سرد سيرتي الذاتية توجه نحو ذكر تخصصي في ميدان البحوث والتأليف في الشأن البلقاني فعدد مؤلفاتي البلقانية تحديداًوهي:

كتاب الصرب الأرثدوكس الطائفة المفترى عليها، طرابلس دار النخلة، 1997.

كتاب مشكلة كوسوفو، طرابلس، دار النخلة، 1998.

كتاب راشكا سنجق، طرابلس، دار النخلة، 2000.

كتاب الرئيس السجين، الزاوية، دار شموع الثقافة، 2003.

كتاب تفجير بؤر الصراع في البلقان،الزاوية، دار شموع الثقافة، 2003.

كتاب معاهدة دايتون، الزاوية، دار شموع الثقافة، 2003.

كتاب ألبان مقدوني، طرابلس، دار النخلة 2005.

وأشار الدكتور المظفر الى الكتب التي هي تحت الطبع، وقد انجزت فيما بعد ورأت النور وهي:

كتاب دايتون وأخلاق العولمة، النجف الأشرف، مكتبة الميزان، 2013.

كتاب كوسوفو فلسطين – نظام الأزمات، للدكتور الصربي دايان ميروفيتش، ترجمة الدكتور جعفر عبد المهدي صاحب، النجف الأشرف، مطبعة الميزان، 2013.

الربيع العربي الملغوم من دايتون حتى الإعتداء على الكعبة، الديوانية، دار نيبور 2014.

وذكر الدكتور المظفر أربعة كتب منهجية وفلسفية صدرت لي أثناء فترة ترأسي لقسم الدراسات الفلسفية والعقائدية بجامعة الزاوية الليبية. بعد ذلك أشار الى أن فخامة رئيس جمهورية صربيا تومسلاف نيكوليتش قد أصدر مرسوماً جمهورياً عام 2013 في منحي وسام الجدارة الفضي تثميناً لنشر الثقافة وخدمة الإنسانية حسبما جاء بالمرسوم في الأسباب الموجبة لإصداره.

ثم استعرض فصول الكتاب الثلاثة:

الفصل الأول: تجليات الربيع العربي.

الفصل الثاني: العرب والبلقان من التجربة نحو التمحيص.

الفصل الثالث: مقاربات العرب – دايتون

استعرض الدكتور محسن المظفر فصول الكتاب بشكل عميق ومفصل وهو بذلك يدل دلالة واضحة على أنه قاريء متعمق ومتمعن ومتقص للحقائق في قراءته، إذ لاحظنا في نهاية قراءته لكل فصل أو عنوان فرعي مبدياً رأيه بحصيلة ما قرأ، هكذا هو العلامة الجليل الدكتور محسن عبد الصاحب المظفر.

على سبيل المثال، جاء في ص 223 من (النفحات) في تقييمه الفصل الأول من (الربيع العربي الملغوم) قوله:

” يتناول الكتاب كثيراً من الأحداث والمواقف السياسية بأسلوب سلس وعرض ممتع، وجاء متضمناً ثبتاً للأعلام الواردة أسمائهم بالكتاب على أساس من التعريف بهم تعريفاً واضحاً كما اعتمد فيه على مصادر قيمة أجنبية وعربية”.

أما حصيلته من قراءة الفصل الثاني ( العرب والبلقان من التجربة نحو التمحيص) وردت في ص 220 من (النفحات) قائلاً: ” ويدرج الباحث استهلالاً جاء فيه اعتباره أزمة البلقان ليست بعيدة عما يحدث في المنطقة العربية، وأن أحداث كلا الجانبين تنتهي الى دفع (الإسلام السياسي) للظهور على المسرح لإقاعه في المصيدة،وذلك لأن زج العامل الديني غربية، فمن جهة يبرّز الغرب الإسلاميين المتطرفين، ومن جهة أخرى يظهر نفسه مدافعاً عن الإسلام والإنسانية حتى تخيل العرب أن حرب البلقان هي حرب دينية ضد المسلمين وعلى وجه الخصوص أحداث البوسنة 1991 وحرب كوسوفو 1999. الأمر الذي يدلل على أن العرب يتحركون وفق ما يمليه عليهم الإعلام الغربي، وأنتقد المؤلف كل البحوث التي وصفت أحداث البلقان بروح من العاطفة الدينية، لأن الباحث هو الأعرف بلغتهم والدارس لمؤلفاتهم، والأكثر معرفة بشؤونهم، والميداني في معرفة الحقائق من أفواه الناس، وقد أورد تفصيلات مستفيضة عن هذا الشأن… إن المؤلف يروي لنا بالأحداث والوصف المسهب لكل الحالات في مسألة يوغسلافيا وتمزيقها، لا يمكن إيراد كل شيء هنا عنها ولذا جاء الكلام بنقاط رئيسة.”.

وينتقل الدكتور المظفر لقراءة الفصل الثالث من الكتاب ( مفارقات العرب – دايتون) حتى يصل الى حقيقة مفادها ” أن المؤلف يكشف على أن نهاية ثورات الربيع العربي كانت مجيء الإسلاميين غير القادرين على بناء نظم سياسية (حسب رأي المؤلف) وأن المصيبة هي استدراج الغرب لوقوع العرب في الفخ المرسوم لهم في الأقطار كافة تلك التي حصل فيها الربيع العربي.

ويشير الدكتور المظفر الى الاستشراف الوارد في الكتاب (دول الخليج على الدور) وينقل النص الوارد ص126 ” سوف نرى أن الموجة الأولى من الربيع العربي ستنتهي وتبدأ الموجة الثانية …إذ سيأتي الدور الى شبه جزيرة العرب يلتهمها الربيع العربي الثاني، فمن مفارقات الدهر تقوم نظم محافظة بمساعدة ورعاية وتبني الثورات في بلدان أخرى!!!”.

وينتهي عرض الدكتور المظفر لكتاب (الربيع العربي) بمقطع ص 227 يقول فيه: ” إن الكتاب رائع في مفرداته ومتغيراته يظهر قدرة المؤلف على الربط بين هذه المتغيرات التي كانت قد جرت في دول البلقان والتي تحدث اليوم في البلدان العربية والإسلامية، ثم إيضاح ما جرى للأمة العربية في الماضي وما يجري لها اليوم، وموقف أمريكا والناتو من كل ذلك كفاعليين أساسيين بين مجتمعات مصابة بالغفلة. أن المؤلف يربط ويحلل ويقارن في موضوع شائك صعب.

المبحث الرابع: ( ملامح اجتماعية وفنية نجفية)

في كتابه (النفحات) يذكر البروفسور المظفر نجوم ورواد المسرح النجفي، صادق الأنصاري وعلي المطبعي وإحسان التلال ص 231. نقول وأي نجفي عاش خمسينيات القرن الناضي ولا يعرف صادق القندرجي؟ أنه علامة مضيئة لانطلاق فن التمثيل في مدينة النجف. فيقول عنه د. المظفر: ” كان القندرجي يؤلف جانباً مهماً من الحياة النجفية وخاصة في الخمسينيات من القرن العشرين، وقد اعتاد على إقامة مسرحه في العراء في الشارع وحتى في الزقاق وفي البيوت. فالحياة النجفية لبساطتها وطبيعة مجتمعها يومذاك كانت تتأثر بهذا النمط من المسرح المشفوع بالقصائد الحسينية والمنولوجات الساخرة الناقدة للوضع الاجتماعي والسياسي، غير أن القندرجي لو عاد اليوم أو لو ظهر مثيل له واتبع طريقته لما أضحك الناس لما هم فيه من حياة صاخبة ومشغوليات حضارية معقدة”. وذكر المؤلف شخوص المسرح العاملين مع القندرجي، كاظم البحراني (أبو جوده) والحاج حسن الترجمان ومحمد غلوم وياس خضر القزويني (المطرب النجم ياس خضر) وأحمد برميل.

وتحت عنوان فرعي ( المسرح النجفي اليوم) بدأ حديثه مع النجم المسرحي الأستاذ علي المطبعي والهموم التي تواجه مسيرة المسرح في المدينة. والأستاذ المطبعي نجم من نجوم المسرح النجفي وهو من مواليد 1957، تخرج من كلية الفنون الجميلة عام 1980، حصل على جائزة أفضل نص مسرحي عن مسرحية الجدار عام 1992، وجائزة أفضل نص مسرحي 2008 عن مسرحية ماذا حصل ليلة السقوط؟ وعدد المؤلف 22 مسرحية كتبها الأستاذ المطبعي. وعندما سأله المؤلف عن عن المسرحيين المبرزين في النجف اليوم؟ فأجاب أنهم عديدون ولكن أبرزهم هم الفنانون مهدي سميسم وإحسان التلال وناظم زاهي ووأموري حبيب ويوسف الكلابي ومحسن الرماحي وهلال الكعبي وهيثم الربيعي ودخيل العكايشي.

وانتقل المؤلف في تناول سيرة الفنان إحسان التلال (رحمه الله)، فهو نجم من نجوم الفن المسرحي النجفي المبرزين جال في مسارح بغداد منذ بداية التسعينيات وذاع صيته بين الأوساط الشعبية وكان مبتغاه محاربة الدكتاتورية ومناهضة الحرب فوصل مستوى إبداعه الى أنه ينظم القصيدة الطويلة موظفة للمسرح أي أنه يحول القصيدة الى مسرحية وهذا في الشأن المسرحي إبداع لا يضاهيه إبدع. الفنان التلال نجفي المولد والنشأة، ولد عام 1963، والده الأديب الشاعر علي التلال. وكان أ.د. محمد حسين الأعرجي صديق والده، وتوقع له يوم كان صبياً أن يكون أديباً أو فناناً معتبراً. وكان الدكتور الأعرجي غالباً يسمع صاحبه هذه العبارة ” انتبه لولدك يا أبا إحسان فأنه اما أن يكون شاعراً أو ممثلاً”. وبالفعل أن جدية ونباهة التلال جعلته شاعرا وممثلاً ناجحاً. ونبغ التلال في كتابة النصوص المسرحية الراقية الى درجة تناول نصوصه العديد من طلبة الدراسات العليا في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد وجامعة بابل في أطاريحهم لنيل شهادة الدكتوراه أو الماجستير. وأهم الدراسات التي قدمت عن مسرحيات التلال هي اطروحة الدكتوراه التي قدمتها الطالبة السعودية الأصل لؤلؤة عبد الرحمن لجامعة السوربون عام 2002 والموسومة ( أدب خارج العراق وداخله). وعدد المؤلف المسرحيات التي مثلها التلال على مسارح بغداد والنجف.

وتضمن المبحث ايضاً عناوين فرعية تتعلق بالحياة الفنية في النجف،فرقة النجف للثقافة والفنون، المسرح في النجف مكاناً.

ويعرج المؤلف بالكتابة عن العباءة النجفية وصناعة وشائج الصوف وغزلها وحياكتها يدوياً. بعد ذلك يخصص المؤلف عنوانا للأطعمة النجفية الشهيرة وطرق تحضيرها، ص 276، حلاوة الدهين، والفسنجون، والقيمة النجفية الشهيرة، والآش. ثم ينتقل الدكتور المظفر للكتابة عن در النجف فيعرفه ويعدد أنواعه ( الدر اللماع، الدر النفطي، الدر الحسيني، در أبو شعرة) ثم يأتي الحديث عن جمع الدر وجليه ومراحل إعداده وصياغته وحركة بيعه وشرائه، ودر النجف في الشعر.

وتحت عنوان النجفيون والشعائر الحسينية ص 295 يتحدث عن إقامة المآتم ولبس السواد، ووصف لمواكب العزاء، والمشي على الأقدام للزيارة. والنقطة الأخيرة في البحث الرابع فيها يستعرض الدكتور المظفر وظيفة النجف الدينية الإقليمية كاسهامات وضاءة في الحضارة الإنسانية.

المبحث الخامس والأخير: (شخصيات نجفية)

تناول الدكتور المظفر أربع شخصيات هم السادة حسن القبنجي وجواد شبّر والدكتور حسن عيسى الحكيم وتومان عدوه ص 383.

كتاب ( نفحات نجفية) للبروفسور دكتور محسن المظفر، لذيذ ممتع بمادته ومحتواه، شيق في طرحه، علمي في مناقشاته وحججه. يحتاجه كل باحث يرم معرفة النجف كصرح مدني عمراني أو معرفة تاريخها أوطبائع وعادات وتقاليد أهلها وطبيعتهم الاقتصادية والاجتماعية.

هنيئاً لنا بالدكتور المظفر،الرجل المعطاء وصاحب العديد من الانتاجات العلمية الرصينة، والوفي لمدينته التي أنجبته ووفي لعراقنا العزيز.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة