5 نوفمبر، 2024 9:39 ص
Search
Close this search box.

إذا سمحت إيران بذلك!

إذا سمحت إيران بذلك!

من إهم سمات ومميزات العراق الذي يسمونه ظلما وکذبا ب”الجديد”، هو إن کافة القرارات المصيرية والحاسمة ولاسيما القرارات السيادية، لايمکن أبدا إتخاذها في بغداد من دون مراجعة النظام الايراني والحصول على موافقته، ولايوجد قرار سياسي وإقتصادي عراقي هام واحد تم إتخاذه بدون أخذ الموافقة من طهران والدليل الساطع عدم وجود قرار واحد يمکن أن يتعارض مع مصالح النظام الايراني ونفوذه في العراق.
عندما صرح حيدر العبادي رئيس الوزراء السابق بأن العراق سيلتزم بالعقوبات الامريکية فقد قامت الدنيا ضده ليس في إيران فقط وانما حتى في بغداد بل وإن البعض ذهب بعيدا عندما أعلن عن تطوعه ليقف بوجه الولايات المتحدة نفسها وليس عقوباتها، وبطبيعة الحال فإن العبادي لم يصدر قرارا بهذا الصدد ليکون نافذ المفعول ضد النظام الايراني وإنما بادر الى تصريح إعتبره البعض بأنه مغازلة لواشنطن من أجل دعمه لولاية ثانية، ولکن حتى التصريحات النظرية المعادية والمتقاطعة مع النفوذ الايراني في العراق محظورة وغير مسموح بها، وهنا لابد من الإشارة الى تصريح لزعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي عندما أکدت في عام 2004 بأن”نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر من القنبلة الذرية مئات المرات”، فهذا الکلام من جانب زعيمة سياسية ذات دور وحضور فعالين في القضايا المتعلقة بإيران هو کلام دقيق والايام قد أثبتت ذلك بل وأوضحت أيضا لماذا کانت السيدة رجوي تٶکد على ضرورة”طرد نظام الملالي من بلدان المنطقة وحل الاذرع العميلة له”، ذلك إن هذا النظام ومن خلال نفوذه المتجسد في أذرعه يصادر وبصورة عملية الاستقلال والسيادة الوطنية للبلدان التي يهيمن بنفوذه عليها.
يحلم کل عراقي بل وحتى کل عربي ومسلم أيضا بأنيتجاوز العراق هذه المرحلة السوداء التي أرهقته من کل النواحي بسبب من الدور والنفوذ الايراني بصورة خاصة، وعندما يصرح رئيس تيار الحکمة عمار الحکيم يوم الاربعاء الماضي لدى إستقباله محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية في دولة قطر بأن:” العراق يغادر مرحلة التحديات الأمنية والطائفية ويتجه نحو معالجة مشاكل التنمية والخدمات التي تمثل أولويات رئيسية في المرحلة القادمة”، فإن هذا التصريح لايمثل شيئا وليس له أية قيمة إعتبارية على أرض الواقع وهو ليس أکثر من تعبير إنشائي أو کلام براق للإستهلاك المحلي فقط لأنه إقليميا ودوليا ليس له من أي معنى أو قيمة.
العراق ليس لم يغادر” مرحلة التحديات الأمنية والطائفية”، بل إنه في ذروة هذه المرحلة خصوصا وإنه لم تمض فترة طويلة نسبيا على تطبيق العقوبات الامريکية الصارمة ضد النظام الايراني وإن تهديدات هذا النظام بإشعال المنطقة ومهاجمة المصالح الامريکية في المنطقة، يعني تلقائيا أن تصبح الميليشيات العراقية التابعة له في حالة الانذار وإن مغادرة المرحلة أعلاه التي أشار لها الحکيم تتطلب إنهاء النفوذ الايراني في العراق وحل الميليشيات العميلة ومن دون ذلك فإن کلام الحکيم ليس سوى مجرد هواء في شبك إن لم يکن أسوء کما يعلق العراقيون الظرفاء على الکلام الذي ليس أي إعتبار له!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات