20 ديسمبر، 2024 2:43 ص

لماذا نذهب سيراً على الأقدام إلى كربلاء يوم الأربعين

لماذا نذهب سيراً على الأقدام إلى كربلاء يوم الأربعين

كثيراً ما يطرح ذلك السؤال ماهي الغاية من المسير لعدت الف من كيلومترات وصولآ إلى كربلاء المقدسة وذلك خلال زيارة الأربعين الجليلة ولغرض الأجابة على هذا السؤال فالنعود إلى ملحمة الطف الخالدة ونسأل أنفسنا السؤال الأتي وهو : لماذا جاء الحسين (ع) بإهله إلى كربلاء أليس من الأجدر بقائهم في المدينة المنورة حفاظاً على سلامتهم ؟ لقد صحبهم معه الحسين (ع) ليظهروا أعدائهم على حقيقتهم وتفوح الروح الجاهلية من خلال أعمالهم فقد كانت أمرأة من بني بكر بن وائل مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد˛ فلما رأت القوم قد أقتحموا على أطفال الحسين ونسائه هاربات حاسرات˛ يستغيثن ويندبن˛ ولا مغيث˛ أسود الكون في وجهها˛ وفار الدم في قلبها وعروقها˛ وأخذت سيفاً˛ وأقبلت نحو الفسطاط منادية يا أل بكر أتسلب بنات رسول ؟! لا حكم إلا الله يالثارات رسول الله (ص) فأخذها زوجها˛ وردها إلى رحله وليس من شك أن ثورة هذه السيدة النبيلة قد بعثت الأستياء والنقمة على الأمويين˛ وملأت النفوس عليهم وعلى سلطانهم حقداً وغيظأ˛ وكل ما حدث في كربلاء وفي الكوفة وفي مسير السبايا الشام كان من أجدى الدعايات وأنفعها ضد الأمويين
كما أن الحسين (ع) صحب أهله معه ليطوفوا بهم في البلدان˛ ويراهم كل أنسان مكشفات الوجوه˛ يقولون للناس – وفي أيديهم الأغلال والسلاسل ــ : أيها أنظروا ما فعلت أمية التي تدعى الأسلام بآل نبيكم فقد نقل عن السبط أبن الجوزي عن جده إنه قال : ̋ ليس من العجب أن يقتل أبن زياد حسينا˛ وأنما العجب كل العجب أن يضرب يزيد ثناياه بالقضيب˛ ويحمل نساءه سبايا على أقتاب الجمال !….̏ لقد رأى الناس في السبايا من الفجيعة أكثر مما رأوا في قتل الحسين˛ وهذا بعينه ما أراده الحسين من الخروج بالنساء والصبيان˛ ولو يخرج بهن لما حصل السبي والتنكيل˛ وبالتالي لم يتحقق الهدف الذي أراده الحسين ن نهضته˛ وهو أنهيار دولة الظلم والطغيان. ولو أفترض أن السيدة زينب بقيت في المدينة وقتل أخوها في كربلاء فماذا تصنع ؟! وأي عمل تستطيع القيام به غير البكاء وأقامة العزاء؟!
لقد كانت السبايا وسيلة الأعلام التي أظهرت بني أمية لعنهم الله على حقيقتهم وأن المسير إلى كربلاء المقدسة في زيارة الأربعين الفضيلة هي وسيلة دعاية وأعلام التشيع نحو قضيته وظلمه السرمدي إلى العالم الحر فهي ظاهره بشرية مستمرة ومتجددة ومتزايدة بشكل ملفت للنظر فكيف يمكن للعالم في كافة أرجاء المعموره معرفة نكبة الحسين ومن بعده الشيعة والتشيع وهناك من يضرب الأسلام من خلال تلميع صورة يزيد بن معاوية لعنه الله فقد ألف أحد أعداء الأسلام وهو المستشرق الفرنسي الأب لامانس كتاباً وأشاد فيه وأطنب بسمو بذلك الزرع الشيطاني قدمه إلى أعوانه المستعمرين الذين نصبوا الحكام الخونة من العرب والمسلمين على قومهم وحراسا على مصالح الأستعمار وأمدوهم بالمال والسلاح وهاهم هولاء الخونة اليوم يدفعون بشيوخهم الذين يحاولون النيل من الشيعة من خلال مهاجمة شعائرهم.

فاللهم ادم تلك الشعائر وأظهر الحق ولو كره الكافرون

أحدث المقالات

أحدث المقالات