23 ديسمبر، 2024 9:17 م

خاطرة المساء : حدث اليوم – انا والمجرم جاك سترو

خاطرة المساء : حدث اليوم – انا والمجرم جاك سترو

تمر علينا الذكرى العاشرة لأحتلال العراق , وتدمير العراق , وتمزيق العراق , وتقزيم العراق , وذبح العراق , ونهب العراق , ضياع حضارة وسرقة تأريخ , وقد أكون محظوظآ اليوم وأنا بطريقي لقناة البي بي سي العربية في لندن لتقديم حلقة خاصة عن أحتلال العراق , أن ألتقيت بوزير الخارجية والعدل البريطاني الأسبق جاك ستروا , في صالة البي بي سي , فدار بيننا حديث بعد أن عرفته بنفسي , ومن أكون , فأنفرجت أساريره وهو ينظر ألي , ويتبادل معي الكلمات الكلاسيكية للمحادثة , وهو لا يعلم ما أضمر له , وأنا أنظر أليه من فوق الى تحت أحتقارآ له ولمواقفه الأجرامية بحق العراق وشعب العراق ( رغم أنه قصير جدآ ولا يصل الى ثلث جسدي ) فكان يرفع رأسه وهو ينظر ألي , وقفت أمامه وعقلي وفكري محمل بهموم العراق ودماء العراق وشباب العراق ونساء العراق , وأرجع بذاكرتي التي أصبحت كفلم تراجيدي يمر أمامي بسرعة البرق , فتماسكت لأريه قوتي ومدى صلابتي , لأني ولا أخفي عليكم دمائي كانت تغلي غليان البركان , وهي تستذكر صور الموت في بلدي , وصباحات العراق الدموية , والأشلاء الشريفة الممزقة بشوارع بغداد .
قلت له سيد ستروا , وهو متعطش لما سأدلوا به , وأنفجر البركان , فصرخت بوججه القميء  هل يستحق تغيير النظام في العراق أن تقتلوا مليون ونصف أنسان بريء في العراق , وترمل مليون أمرأة , وتشرد الأطفال , وتقتلوا العلماء , ألا تشعر بالخجل وأنت تكذب على المجتمع الدولي بأمتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل , ألا تخجل من تدمير أولى الحضارات البشرية , وتستبيح أثاري وتأريخي , ألا تشعر بالخجل أنت وسيدك توني بلير , أياديكم ملطخة بدماء العراقيين , أياديكم تقطر بدماء شعبي , أنت دموي , أنت عار بتاريخ بريطانيا , أنت مجرم , هل ستعتذر من الشعب العراقي أيها المجرم .
 فسكت جاك سترو , وبهت الذي كفر , وتعطلت لغة الكلام بيننا , فطأطأ رأسه ورحل
والله على ما أقول شهيد
فطوبى لك أيها الشعب العراقي , فرجالك الرجال لهم أنشاء الله بالمرصاد