خاص : ترجمة – محمد بناية :
كان السادس من تشرين ثان/نوفمبر الجاري ليلة مميزة في السياسة الأميركية، وبخاصة بالنسبة للأميركيين من أصل إيراني، حيث اُنتخبت، “سام همداني”، كأول قاضي “إيراني-أميركي” في ولاية “كارولينا” الشمالية. بحسب ما نشره موقع (إيران واير) الإيراني المعارض.
صدى الانتخابات على رواد التواصل الاجتماعي..
وهذه سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المجالس التشريعية الأميركية، حيث اُنتخبت “آنا كلاپلان” في “نيويورك”، و”زهرا كرينشك” في “غورغيا”، و”آنا اسمكاني” في “فلوريدا”.
وقد حاز نبأ انتخاب “آنا اسمكاني”، البالغة من العمر 28 عامًا، محل اهتمام داخل “إيران”؛ وحقق اسمها “ترند” على (تويتر) الفارسي. وقد أعرب أحد مستخدمي الشبكات الاجتماعية عن أمله في أن تُتنخب “اسكماني” يومًا ما رئيسًا لـ”الويات المتحدة الأميركية”. وقام آخر بنشر صور التمييز الفاضح ضد الأفغان في “إيران”، وعلق: “هذا؛ وإن يكن فخرًا للأميركيين، حيث يتمتع مجتمعهم بهذا القدر من المساواة، لكن بالحقيقة علينا نحن الإيرانيين أن نشعر بالخجل لسلوكنا مع الأفغان”.
كذلك فقد أعرب “كاوه مدني”، النائب السابق لهيئة البيئة بحكومة “حسن روحاني”، والذي أُجبر بعد أقل من عام تحت ضغوط الأجهزة الأمنية على الفرار من “إيران”، عن أمله في نجاح “اسكماني”، وكتب: “حين كنت أدرس بجامعة فلوريدا المركزية، كانت اسكماني، آنذاك، نائب تنظيم الطلبة الإيرانيين… وللأسف لا تُتاح للإيرانيين من حملة الجنسيات الأخرى خدمة بلادهم، بينما في أميركا يستطيعون صناعة التاريخ”.
ومن التعليقات الطريفة الأخرى، على انتخاب “آنا اسمكاني”، ما جاء على لسان “سپنتا نيكنام”، العضو الزرادشتي في مجلس بلدية “يزد”، والذي أُقيل من منصبه نتيجة ضغوط مجلس صيانة الدستور، وفيه: “كنت مثل آنا في عمر الـ 28؛ حين انتخبني الناس في يزد”. واستفاض في الحديث عن لذة الانتخاب من جانب الناس..
مهمتي مواجهة التصوير السلبي تجاه المهاجرين والإيرانيين..
ولدت “اسمكاني”، عام 1991م، وقضت معظم حياتها في مدينة “أورلاندو”، التي تمثلها حاليًا داخل مجلس الولابة. والداها جاءا من “إيران”، وقد كان لذلك أثر كبير على حياتهما.
تقول “آنا اسمكاني”، في حوارها إلى “آرش عزيزي”؛ مراسل الموقع الإخباري المعارض (إيران واير): “هويتي الإيرانية جزء من مهم من كياني. جاء والداي من نقطتين مختلفتين في إيران؛ فأمي من مازندران وأبي من طهران، لكنهما تعرفا إلى بعضهما في فلوريدا. كنا ننتمي إلى طبقة العمال ولم يكن موقفنا المالي جيدًا. فقد كان والدي يعمل بأحد المطاعم حتى استكمل دراسته بجامعة فلوريدا المركزية وحصل على شهادة الهندسة، وحينها بدأ يعمل في مجال الهندسة وجنى من المال ما يكفى نفقاتنا”.
وكانت “آنا” قد عرضت، أثناء المنافسات الانتخابية، فيلمًا قصيرًا عن دور أمها المهم في حياتها. وأنها كانت في سن الثالثة عشر حين ماتت والدتها بسبب مرض السرطان. وكان هذا الحادث بمثابة دافع لـ”آنا” للإنخراط في مجال الأنشطة الاجتماعية والسياسية. وحين ماتت والدتها بدأت تطالع الكتب حول المرأة في “إيران”.
تقول: “الموت في رأيي نهاية الحياة، لكن ليس نهاية العلاقة بين شخصين”. وفي هذا الصدد قرأت كتب “شيرين عبادي”؛ عن نضال المرأة الإيرانية، وأضافت: “تضاعف حبي واحترامي للمرأة الإيرانية على صمودها. ولقد رأيت كيف كانت المرأة الإيرانية دائمًا تتصدر الاحتجاجات المختلفة في إيران، ولا أدل على ذلك من مقتل “ندا سلطاني”، عام 2009م.. ولقد استغلت المرأة الإيرانية قبل وبعد الثورة زيها في التغيير الاجتماعي. كنت أستحسن شجاعة المراة الإيرانية وأقول لنفسي كأنه يجري في دمي ومسؤوليتي تفرض علىّ السعى في إحقاق العدالة”.
وأردفت: “إنتبهت أثناء دراستي للحركة النسوية في إيران، وكتبت البحوث الجامعية عن (الفيميست) في إيران. وأثناء الانتخابات الرئاسية عام 2009م، كنت من المدافعين عن الحركة الخضراء. وقد تعرفت على شعب الحزب الديمقراطي في العام 2010م، كنت أجمع التوقيعات على العرائض المتعلقة بأوضاع حقوق الإنسان في إيران، والتحقت بالحزب الديمقراطي”.
كانت “آنا اسكماني” من أكبر المدافعين عن سياسات “بارك أوباما”، و”الاتفاق النووي” مع “إيران”.. وقالت تعليقًا على سياسات “دونالد ترامب” حيال إيران: “أصبت بخيبة أمل شديدة من إنعدام ذكاء ترامب ورؤيته قصيرة المدى في مسألة الاتفاق النووي”.
وأضافت: “مهمتي أن أسعى للتصديق على ميزانية الولاية لصالح المدارس والصحة والبيئة. وآمل أن أكون مُشرّع مؤثر، ومواجهة التصوير السلبي الذي يسعى البعض إلى ترسيخه في أذهان الأميركيين عمومًا بشأن المهاجرين والإيرانيين”.