رغم كل ما قيل وسيقال عن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي شخصية وفعلا إلا ان ذكراه سيبقى عالقا في الأذهان والتاريخ معا ويحكي قصة رجل ذو شخصية بسيطة وذي أعمال وإنجازات جبارة استلم دولة خاوية على عروشها ليس لها إلا قوت يومها أو أقل من ذلك وهو ذلك الرجل الذي أعاد لخارطة العراق رسمها واسمها وهو الذي صان شرف العراقيات الموصليات والانباريات مسلمات كانت او ايزيديات شيعيات كانت أم سنيات وابعد البلاد من “تسونامي” كاد ان يجعل من كل مدينة دويلة ضمن” دولة الخلافة داعش المزعومة “وهو الذي اعاد هيبة الجيش العراقي ذو التاريخ الحافل بالإنجازات بعدما كاد ينتهي ذكرة وبقي رسمة حتى صار القائد وجنوده لا يفكروا الا بالهرب ، وهو الذي الجم شركاء البلد من الكرد وإعادة بالقوة كركوك حيث مكانها الحقيقي عراقية المكونات واستطاع ان يجعل راية الله أكبر ترفرف من جديد على كل أرض وسماء في هذا البلد وكان ذلك من قبل ضربا من الخيال لم يجرؤ أحد على فعلة وكل ذلك قد حدث دون ضجيج أو جعجعة تصريحات وبعيدا عن الكاميرا قريبا عن ساحة المعركة واستطاع أن يرجع بالكرد إلى سابق حصتهم في موازنة العراق12%بعدما استولوا عليها دون وجه حق وكانت عرفا باطلا.
ويمكن القول بأن خصومة كانوا متيقنون بأن هذة الاعمال مالم نقل الانجازات سوف تضعهم في خانة الاتهام وتسلب مكانتهم وما كان عليهم إلا أن يدبروا المكائد تلو المكائد من أجل أن يفشل مسرعا ويعود لهم طالبا المسامحة والعفو على هذا الذنب الذي اقترفه !! ولكن الظروف شاءت غير ذلك وكان لفتوى المرجعية وتأييد الصدر وبعض القوى الأثر الكبير في توحيد الجماهير نحوه، حيث منح تفويضا بدون قيدا او شرط ان يضرب بيدا من حديد كل من يقف بطريقة
وهذا التفويض لم يمنح لأي شخص غيرة واستطاع ان يحقق كل هذة الإنجازات سالفة الذكر بحكمة وبتروي
وفي زمن حكمه دخلت الجماهير في سابقة خطيرة إلى قبة البرلمان وقالت كلمتها بأنكم سوف تذهبون إلى مزبلة التاريخ أيها السراق، ويحسب له أيضا وبفخر أن بغداد العاصمة اختفى منها شبح المفخخات الذي جعل كل أيام الأسبوع دامية وكان هناك سبت دامي وخميس أكثر دموية لم تغمض لخصوم العبادي جفنا ولنكون أكثر دقة فإن الدعاة في حزب العبادي عمدوا على وضع العراقيل والتشكيك بكل خطوة يقوم بها العبادي وقامت جيوشهم الإلكترونية بتحريك الشارع وتأنيبه ضد، كونة ابتعد كثيرا عن خطهم خاصة بعد قرارات شجاعة من قبيل أبعاد نواب رئيس الجمهورية والوزراء الذين لا دور لهم إلا في قوائم الرواتب والامتيازات وقد استشاط خصومة غضبا من أفعال العبادي التي معظمها وطنية وخالصه لمصلحة العراق بعيدا عن تجاذبات المنطقة ومحاورها وقد استخدم سياسة النأي بالنفس دون التدخل بشؤون الغير رغم أن ذلك كان سببا كافياً لا سقاطة من قبل معارضيه وكانت دول المنطقة تنظر فيه الأمل في أن يعود بالعراق بعيدا عن التجاذبات وارهاصات المحاور وساهمت كثير من أجل إنجاح حكومته واستطاعت ان تهيئ لة الارضية والطريق في كسر النمطية التي اعتدنا مشاهدتها في القوائم الانتخابية واستطاع ان يجلب قوائم ما كان لأحد أن يجرؤ على مخاطبتها فضلا عن جعلها تكون ضمن فريقة الانتخابي في قائمة النصر وكان هذا الموقف أيضا يحسب لة بعد كسر الجليد واعادة المناطق المحتلة من داعش
لكن بان الضعف والبساطة في شخصيته كثيرا وساعده في ذلك عدم إيفائه بالعديد من والوعود
التي قطعها للمرجعية والقوى الساندة لة فضلا عن الجماهير و تأثره بقرارات الدولة العميقة التي تقودها الدعاة حال دون تحقيق إنجازات أكبر
وقد تكون أحداث البصرة القشة التي قصمت ظهره وكانت مقدمة لإعلان وفاته سياسيا ،إننا آذا اردنا أن نتحدث للتاريخ فان العبادي وفريقة وأعني رئاسة الجمهورية والبرلمان كانوا فعلا أنموذجا للتداول السلمي للسلطة والكل يعلم ما قالة سلفه بما بات يسمى (بعد ماننطيها هو أكو وأحد يأخذها ) فشتان ما بين هذان الرجلان اللذان ولدا من رحم حزب واحد المالكي والعبادي فالأخير خرج من اللعبة مبتسما كعادة مؤمنا بالديمقراطية ومخرجاتها على عكس سلفة الذي فشل فشلا ذريعا ولم يجرؤ على الاعتراف بذلك رغم أن كامل الوسادة ثنيت له حيث كان طوال 4 سنوات لم تغمض له جفنا وهو يقود اعداء العبادي حيث المواجهة تارة والحرب الخفيفة والطعن من الظهر تارة أخرى ولكن ارادة الله شاءت بأن تنتهي كل احلام حزب الدعوة في الاحتفاظ بالسلطة بنهاية حكم العبادي” وكما قال المثل من حفر حفرة لأخيه وقع فيها