16 نوفمبر، 2024 6:51 ص
Search
Close this search box.

بين الجهل والتغريب تضيع أمورٌ كثيره وتختلط أخرى

بين الجهل والتغريب تضيع أمورٌ كثيره وتختلط أخرى

ترى كيف نختار هذه الحياه القصيره المليئه بالتفاصيل المعقده وهل علينا الاستسلام أم المضي وهل المضي يكون سليماً بحيث يضمن الحياه السعيدة التي يسعى اليها كل شخص،فالبحث عن الحقيقه والسعاده ليس سهلاً ولا محالاً وكلاهما متلازمان، وستظهر للإنسان ما دام باحثا عنها بحثاً موضوعياً بكل جوانبه خاضعاً لإراده الله متقبلاً فلسفه الحياه ،وكما يقول الفيلسوف كانط (فالحقيقة إبنه الزمن).

من المعلوم أن كل مجتمع قائم على نظم وقوانين وعادات وأعراف متصله بعضها ببعض ،عبر الأزمنة والتي تطورت حسب الحاجه والإختلاط والتبادل الحضاري والثقافي،إلا أنه نستطيع القول بأن لكل دوله وأمه ثوابت وثقافه تتمسك بها وتحاول أن تبقى صامده أمام الأمواج والمتغيرات التي تطرأ على العالم خاصه بعد كل هذا التقارب بين الدول والتي تبدأ بمصلحه لتتعمق أكثر بتبادل ثقافي وأحياناً إنصهار وفقدان للهويه ومن يقرر ذلك مسأله هيمنه القوي على الضعيف ومن يملك المال والموارد على غيره،والإرادة وأختلاف الأنظمه والقيم والتوجهات هذا بشكل عام ،أم الآن وبسبب الأحداث العالميه المتسارعه والتي أخذت تؤثر في كل جانب ومجال وبالطبع أثرت على سلوك الأنسان وأصبحت موضع إعجاب وتقليد بلا رقابه أو عقلانيه وكما قال فروم(أن هذه الانظمه كلها ليست بقادره على حل مشاكل العالم لانها تحول الانسان الى أشياء فتشيؤه).

فما بين الجهل بالأحكام والنصوص والمرتكزات والمبادىء وما بين قوه الجذب والإستراتيجيات والأساليب ،والتطبيق بلا بصيره تضيع أمور كثيره وتختلط أخرى،وإذا بالإنسان يشعر بأنه ضعيف نتيجه الجهل وعدم الإطلاع الواسع والدقيق ، فينقاد وراء كل شيء بأسم اللحاق بركب الحداثة !فيصبح الانسان في حيره من أمره فلا يتفاعل فيصبح في خانه الجاهلين ،وإن تفاعل بلا وعي قادته الى أشياء تافهه وأصبح أداة بيد غيره.

وإذا تمعنا في تاريخ أوربا وأخذناه كمثال بأعتبار أن التطور والحداثه تصدرت منهم في الآونه الأخيره ،وذلك لا من باب الانتقاص بل من باب الرصد والتقيم والإستفاده منها للبشرية جميعاً في النهايه ،لرأينا أن نسيجهم الاجتماعي قد تغير أيضاً ،وفي الكثير من الامور ولا سيما بعد فصل الدين عن الدوله وإلغاء سلطه الكنيسه، لذلك لا بد من بديل ألا وهو قوانين تُسير حياتهم (التنميه والرفاهيه والحقوق لكن هذه الحقوق أيضاً فيها إشكالات)والتي لسنا بصدد الحديث عنها رغم أهميتها والعلاقه الوثيقه بموضوعنا ،ولسنا بصدد إلقاء التهم على الغرب لكننا أمام قضايا عديده بدأت تتطور وتتفرع وتُدعم قانونيا ودوليا وتُبنى على أساسها أفكار ومؤلفات ومؤسسات ،وألا وهو كيفيه التحكم بالإنسان والنزول به الى ما دون إنسانيته وكما قال مصطفى صادق الرافعي (لقد إنحطت الإنسانيه فأصبح قانوني أو غير قانوني ،ممكن أو غير ممكن).

وإذا أخذنا موضوع التعري كمشكله فيها العديد من الآراء المختلفه وما بين مؤيد يدخل علينا من باب الحريه الفرديه ناسياً المجتمع وحقوقه فنحن لسنا في غابه،وإذا بمسميات عديده نجده يدافع عن الفرد ولا يعرف أن هذا هو الانحطاط بذاته،والتعري قضيه متشعبه ومن المواضيع كثيره الأبعاد ،وهي ضد الإنسانيه وبناء المجتمع بعكس ما يدعيه المؤيدون ،وهو قمه الجهل والتدني ولا ربط لها بالرقي والمعرفه أصلاً،صحيح أنها تجذب الأنسان بأعتبارهُ غريزه،لكنها لا تصب لا في مصلحه العلم ولا توثق الرابطه الإجتماعية و(التماسك الأُسري )والتي هي النواة الأساسيه للبناء وليس للهدم وفقد كل ما هو قائم على الأصول (الثوابت)فيما بين المجتمعات (المشتركات)بأختلاف أديانها ومذاهبها.

ومن نعمه الاسلام أنه يردم كل الفراغات ويصحح المسارات ويعدل الإعوجاجات من أفكار ومعتقدات هشه فالفلسفه الإسلامية تفتح لنا آفاق واسعه وليس كما أعتقد البعض بأنها محظورة (أي أن لا تفكر وأن لا تسأل) وإذا أخذنا ذلك بالأعتبار أن من يدخل الإسلام حديثاً وأقصد هنا بالهدايه الدلاليه أي بالدليل والحجج،كل شخص وجد في الإسلام أموراً عديده لا تتعارض مع طبيعته فهناك من وجده بالعلم وهناك من وجده راحه نفسيه،وأخرون وجدوه فلسفه عميقه متماسكه، فهو إن صح التعبير جعبه كامله او حقيبه تجد فيها ما تحتاجه في هذه الحياة،على غرار ما هو موجود من قوانين مصلحيه شخصيه آيدلوجيه (الفرد على حساب المجتمع)لا تمتلك أو ليس لديها القدره على الديمومة حتى وإن طال أمدها لفتره طويله.

فالمساله ليست اني على صواب وغيري على خطأ ولكن هل يتوافق ذلك مع فطره الانسان والمقصود بها (ما أخذ الله من ذريه آدم من الميثاق)وعندما نقول الفطره لا نقصد ذلك الأنسان الذي لا يتقبل الحقيقه والعلم وتنميته وتوسيع مدركاته وملكه عقله(العلم المجرد)،بل حياة الانسان ورؤيته للمستقبل ومقارنه الماضي بالحاضر،ولهذا هناك مواضيع دقيقه وعميقه تحتاج الى بعدٍ للنظر ومسؤوليه أخلاقيه تقع على عاتق الأنسان والعلماء بشكل أكبر ،ولا يمكن التغاضي عنها بأعتبار الأنسان فرد يتفاعل مع محيطه ثم تتسع تلك الدائره بتأثر وتأثير.

وعندما نقول الجهل فإننا نقصد كل ما يجهله الأنسان،والسعي من أجل الوصول الى ما يَصْب لمصلحته بعد التدقيق منها ودراستها هل إنها لصالح المجتمع أم أنها تهدد نسيجه أو تعارض ما خلق لاجله وهنا ندخل في تفاصيل عديده ولا سيما أوجه الاختلاف بين عالم الشمال والجنوب ولا ضير إن كانت المعرفة والعلوم من أي بقعه كانت.

ختاماً نقول:لا يمكن أن نعطي لهذا الموضوع حقه في أسطر قليله،وما تطرقنا اليه ما هو الإ بدايه البدايه ومقدمه لمتغيرات حدثت ولا زالت تؤثر وتخترق المجتمعات،فهي لم تقتصر على بعض النظريات أو نمط العيش ،والمؤامرات على لسان البعض،بل عن أحداث وواقع حال وليس تخمينات أو تكهنات،لذا كان لزاماً التنبه منها ،من باب أخذ الحذر والإحاطه للذكوره والإناثه،أكتفي بهذا القدر …. والسلام.

أحدث المقالات

أحدث المقالات