قد يتبادر في اذهان البعض سبب انجذاب الشارع العراقي للتيارات الدينية التي ترتدي جلباب السلطة في العراق باختلاف مذاهبها وتسمياتها المغلفة بالوطنية والمدنية واللبرالية والعلمانية محاولة استقطاب الفئات الصغيرة المتبقية من الشعب العراقي والمؤمنة بالمسميات السابقة الذكر قلبا” وقالبا” وتبغض ادخال الدين و رجالاته في المعترك السياسي و بالتالي تلعب دور معين في ادارة الدولة او رسم سياساتها وتوجهاتها..
ما هو السر الذي يدفعنا للتمسك بها أنحن متدينون ؟؟؟ أم نحن نؤمن بشعاراتها التي اهترات اذاننا من سماعها على مدى العشر سنوات المنصرمة دون تطبيق حقيقي واقعي يلبي جسام الطموحات لشعب رافق الجوع والحرمان لعقود من الزمن……. هل المشكلة نحن ام هم المشكلة ؟؟؟؟؟؟
وفي معرض اجابتي عن هذه التساؤلات اقول اننا لسنا متدينون اولا” وانا لا اقصد بذلك اننا (ملحدون) ولكننا لسنا على درجة او مستوى من التدين يدفع بنا لنؤيد هذه الاحزاب الدينية التي تعاني نوع من الشيزوفرينا فهي وطنية المظهر دينية المحتوى او المضمون ماركسية الاصل ولربما اعتلت وجوهكم نضرة غريبة مستفهمة عن اماكنية جمع هذه الصفات المختلفة الاتجاهات في تيار واحد …. السياسة فن الممكن هذه الاحزاب ادعت الوطنية كما اسلفنا بالتالي سوف تجتذب الوطنيون او يحسبون انفسم كذلك ولكنها في الوقت نفسه دينية مذهبية يدعي رجالاتها التدين والتطرف لمذهب معين وهذا هو الوجه الثاني اما الوجه الثالث الماركسي فهو غير المعلن الا ضمن نطاق ضيق من الاقارب والاصدقاء ……..
وبالنسبة للتساؤل الثاني فاعتقد اننا اجبنا عليه في معرض سؤالنا وبات واضحا للفرد العراقي انها شعارات فارغة لاتحمل من المحتوى سوى الاحرف التي كتبت بها وربما استقبلت بنوع من الايمان في مرحلة من المراحل ولكن سرعانما كفر بها لانها لم ولن تحقق المعجزات التي ادعت قدرتها على تحقيقها…
والمشكلة نحن في ثالثا” فهم لم يجبروا احد ان يخلع رداءه ويرتمي عاريا في احضانهم ضننا” منه انهم سيكسوه ويطعموه ….. ولكن تبقى الاجابة غامضة فاين تكمن هذه المشكلة او الخلل؟؟؟؟
الخلل يكمن في عدة امور اولها شخصية الفرد العراقي المسبوكة والمقولبة في مجتمع اقل مايقال عنه مغلق, ابعد عن العالم الخارجي لما يزيد عن ال 35 عاما فشخصية الانسان يصنعها المجتمع الذي يعيش فيه فتنمو وتتفاعل ضمن المعطيات التي تسوده وبما ان هذا المجتمع يوصف بانه محافظ تحكمه منظومة من العادات والتقاليد الاجتماعية بالنتيجة فانه سيسعى جاهدا للبحث عن قوى دينية تضمن البقاء والاستمرار لهذا النمط المجتمعي لذا فانه يتجه للتيارات الدينية على الرغم من انه يعلم جيدا” انها تدعي التدين ولكنه يطبق دوما” المبدأ القائل (السئ المعروف خيرا” من الحسن المجهول)…….
المكمن الثاني للخلل هو فكرة الاضطهاد ينظر لها السياسيون ذوي التيارات الدينية ويسعون جاهدين لترسيخها في المجتمع العراقي بالتالي خلق قواعد جماهيرية مهزوزة عاطفيا يمكن السيطرة عليها وتحريكها في اي وقت بخطاب واحد لا اكثر …. ونحن نشير هنا الى المكونات الثلاث فالكورد والشيعة هم مضطهدوا الامس والسنة مضطهدوا اليوم ……
اما الخلل الثالث فيكمن بالحضور الخجول للتيارات المدنية في الساحة السياسية العراقية وعدم تبنيها برامج توعوية وتثقيفية تثبت للمواطن انها الافضل والاجدر لقيادة البلاد في ضل التنوع الديني والذهبي والقومي في العراق… وبين هذا وذاك يبقى الامل معقودا على صعود قوى وطنية ليس لها من الغاية شئ الا خدمة هذا الوطن المثخن بالجراح……
http://www.facebook.com/saiflegal
Mobile:07904761683