23 نوفمبر، 2024 5:48 ص
Search
Close this search box.

غوار الطوشي وحسني البرزان ادلاء المعرفة في الليلة الظلماء

غوار الطوشي وحسني البرزان ادلاء المعرفة في الليلة الظلماء

النموذج الليبي
في بداية السبعينات ظهر مسلسل كوميدي رائع اسمه حارة كل من ايدو الو وكان يجمع مع الكوميديا تلميحات سياسية بما يسمح له مقص الرقيب الدائم الحضور في شرق المتوسط. وكانت هناك عبارة يرددها حسني البرزان يقول فيها اذا اردت ان تعرف ماذا يجري في البرتغال عليك ان تعرف ماذا يحصل في البرازيل.

هذه العبارة تنفعنا كثيرا في فهم المشهد المتشابك وفوضى الاحداث التي نعيشها في عموم المنطقة. انها عبارة ذكية فمنها نخرج باستنتاجات مهمة

1- ان النظر الى جزء من الصورة لن يساعد على فهم حقيقة المشهد لانه اكبر بكثير من هذا الجزء.

2- ان الاجزاء مترابطة فيما بينها وفي حالة تفاعل دائم ولا يمكن الفصل بينها.

3- ان اختيار نموذج بعيد عن التأثيرات النفسية والعاطفية ربما يسهل عملية فهم الموضوع.

ومن هنا اقترح ان ننظر بعناية في جزء من المشهد العريض في المنطقة وهو ايضا بعيد عن الوضع العراقي حتى نخرج من حالة الانفعال والتحزب، وهذا الجزء شبيه وقريب لوضعنا ولكنه يخلو من بعض المؤثرات التي تنغص علينا الفهم في اغلب الاحيان في وضعنا العراقي.

واختصارا وحتى لا نطيل في المقدمة لندخل في الموضوع الليبي، ليبيا كان يحكمها شخص واحد جاء بانقلاب عسكري وحكمها لفترة طويلة ولم يسمح لأي حزب ولا جمعية بمزاحمته وقمع الحريات وكتم الانفاس وكان يرفع الشعارات الثورية وقام بأعمال ارهابية في مناطق متعددة في اوربا منها تفجير ملهى ليلي في المانيا واسقط طائرة في اسكتلندا واختطف رجل دين لبناني واخفى اثاره في ليبيا او ايطاليا مثل قضية الصحافي السعودي في تركيا. اختلف مع امريكا وتصالح معها بعدئذ وثم انتهى به الامر قتيلا بحرب قادها الناتو بينما كان اعلامه يخرج ببيانات تشبه بيانات وزير الاعلام صاحب مصطلح العلوج.

الان لو نظرنا الى ليبيا فماذا نقول هل كان حكم صاحب الكتاب الاخضر افضل ام ما يحصل الان؟

بلا شك كانت في زمنه دولة واليوم فوضى. كان الناس يأتون اليه جماعات ووحدانا لينهلوا من خير ليبيا عمل عنده العراقي والمصري الذي كان يحلم بالوصول هناك. اما اليوم الليبي لا يجد ما يكفيه وراح الخير كله الذي كان يفترش الطرقات. كان البلد بلا احزاب وهناك معارضة اما في السجون او تعمل بالخارج ولما جاءت المعارضة تبين انها عصابات تسرق وتقتل وليس عندها مشروع بل وانها تتبع جهات خارجية.

السؤال ماذا يكون موقفنا من التغيير الذي حصل هل نحن معه ام ضده ؟ وعلى معيار سوف نقيم موقفنا؟

والان بعد هذه المحصلة ماذا نختار النظام الدكتاتوري ام اللا نظام والديمقراطية المنفلتة؟ ولماذا نختار؟

السؤال الاهم الذي سوف اناقشه في حلقة لاحقة كيف حصل هذا وما هو السبب الذي دفع قوى عالمية لتغيير النظام في ليبيا واسقاط الدولة وتركها في هذه الحالة؟

اسئلة اتمنى ان نفكر جميعا بها سوية ونخرج باستنتاجات منطقية بعيدة عن انتماءاتنا العرقية والمذهبية وانحيازنا لهذه الدولة وتلك لان لا شيء عندنا في ليبيا يمسنا. وانتظر مساهماتكم بالتعليق لأني احاول ان اؤسس لمنهج علمي يجمعنا على شدة افتراق تنوعاتنا الفكرية والدينية والعرقية وان صار الدين والمذهب عرقا كما ارى ويرى الكثير غيري

أحدث المقالات

أحدث المقالات