لا اعرف ما الذي جعلني أتذكر البرنامج الفكاهي المنوع (اكو فد واحد) والذي تقدمه قناة السومرية وهو برنامج فكاهي يقدم مجموعة من النكات التي يعدها ويقدما الشاعر صباح الهلالي وزملائه في محاولة لرسم البسمة على وجوه المشاهدين ,تذكرت هذا البرنامج وانا اقرأ مقال الدكتورة عاصفة موسى (كفانا الله شر العواصف)مسؤولة المكتب الإعلامي لوزارة الشباب والرياضة وهو بعنوان (الثلاثية) والذي نشرته في صحيفة مونديال الغراء ذي العدد 505 في 20/3/2013,حيث استعرضت الدكتورة في مقالها موضوعة انتخابات الاتحادات الرياضية مشككةً بلائحة اللجنة الثلاثية المكونة من اللجنة الاولمبية ووزارة الشباب والرياضة ولجنة الشباب والرياضة البرلمانية وهذه اللجنة تضم تسعة أعضاء هم (عصام الديوان وكيل وزير الشباب لشؤون الرياضة والدكتور علي أبو الشون مدير عام الدائرة البدنية والدكتور حسن علي كريم مستشار وزير الشباب ورعد حمودي رئيس اللجنة الاولمبية وأياد نجف عضو مكتب تنفيذي ورئيس اتحاد الجمناستك المركزي وعادل فاضل أمين عام اللجنة الاولمبية ورئيس اتحاد مركزي للمبارزة والنائب سعد حمزة والنائب السيد المبرقع والنائب الدكتورة ثريا نجم ) فهؤلاء التسعة اجتمعوا وأصدروا لائحة سميت فيما بعد بلائحة اللجنة الثلاثية ,وقد أكدت الدكتورة عاصفة في مقالها على بطلان الانتخابات التي جرت وفق لائحة اللجنة الثلاثية لعدم قانونيتها ولعدم إجرائها وفق القوانين النافذة ومنها قانون 16 لسنة 1986 ناسية أو متناسية بان وزارتها التي تعمل فيها هي قد ساهمت بإصدار لائحة اللجنة الثلاثية من خلال وجود ثلاث رؤوس مهمة وقيادية في الوزارة ضمن اللجنة ,ونحن كوسط رياضي ومراقبين للمشهد لم نعد نعرف إلى أين تتجه بوصلة الانتخابات وسط هذا الضجيج الذي على ما يبدو لن ينتهي أبدا ,فقد ركب قادة الرياضة في عراقنا الموجة السياسية وأصبحوا مثل السياسيين البائسين والذين لا يجيدون شيئاً سوى (التنابز بالألقاب بئس الاسم الفسوق) ,فنحن لم نعد نعرف هل إن الانتخابات التي تجري اليوم بأشراف مستشارة دولة رئيس الوزراء سهام فيوري وقاضي منتدب من مجلس القضاء الأعلى وممثل عن اللجنة الاولمبية هي باطلة وفق نظرية الدكتورة عاصفة والتي أعلنت إن (زواج الثلاثية بالانتخابات باطل ) !! في الوقت الذي أكدت فيه ولأكثر من مرة الدكتورة ثريا نجم عضو مجلس النواب العراقي وعضو لجنة الشباب والرياضة في البرلمان بان الانتخابات التي جرت صحيحة وشرعية مما يعني إن نظرية الدكتورة ثريا نجم تقول (إن زواج الثلاثية من الانتخابات شرعي ) سبحان الله عما يصفون !!! لقد ضاعت علينا الحسبة فالسيد وكيل وزير الشباب والرياضة عافاه الله وشافاه وهو عضو مهم في اللجنة الثلاثية وبعد أن أوقد شعلة مقاطعة الأندية لانتخابات الاتحادات الفرعية من خلال مكالمات هاتفية وتوجيهات صارمة من الوزارة وتوجيه بعقد مؤتمر لأندية الفرات الأوسط والجنوب في كربلاء بضرورة مقاطعة الأندية للانتخابات لأنها لا تجرى وفق قانون 16 لسنة 1986 النافذ وحضر الجميع المؤتمر في كربلاء حيث تصدر المشهد جزائر السهلاني عراب الانتخابات وإشكالاتها في العراق لكونه خبيراً في شؤون منظمات المجمتع المدني والذي على ما يبدو إن العراقيين يجهلون هذا العلم الطلسمي ,وبالفعل قاطعت الأندية انتخابات الاتحادات الفرعية ليوم واحد فقط ثم عادت تلك الأندية لترسل ممثليها إلى انتخابات الاتحادات المركزية ضاربة مقررات المؤتمر بعرض الجدار ما عدى اندية كربلاء التي التزمت بقرار المقاطعة إكراما لضيوفها على اعتبار أنها المحافظة المضيفة للمؤتمر ,وفي هذا المؤتمر مفارقة مضحكة حيث حضر المؤتمر جميل الطيار النائب الثالث لرئيس اللجنة الاولمبية وهو يعرف إن رئيس اللجنة الاولمبية هو عضو في اللجنة الثلاثية ويعرف إن هناك لائحة مصادق عليها من الجميع وهذا التصرف بحد ذاته مصيبة أما إذا كان السيد الطيار لا يعلم بهذه اللائحة الثلاثية فالمصيبة أعظم أليس كذلك ؟؟ والأمر الأخر ينطبق على السيد محمد الدعمي عضو مجلس النواب عضو لجنة الشباب والرياضة والذي حضر المؤتمر أيضا ويعرف بأمر اللجنة الثلاثية وصرح بعد ذلك بان جميع الانتخابات ستعاد لأنها غير قانونية في الوقت الذي تؤكد زميلته في اللجنة البرلمانية ثريا نجم على شرعية وصحة الانتخابات !! إنها فوضى بمعنى الكلمة يعيشها وسطنا الرياضي بعد إن أدخلونا قادة الرياضة ومستشاروهم بعنق الزجاجة وجعلونا إطرافا شتى فقد أجرت الاتحادات الرياضية انتخاباتها وفق ما تشتهي نفوس ونوايا القائمين عليها فمنهم من أقامها وفق قانون 16 لسنة 1986 ومنهم من أقامها وفق لائحة اللجنة الثلاثية ومنهم من زاوج بين الحالتين ,ونعود للسيدة عاصفة ونقول لا نعرف ما لذي تريده الوزارة يا سيدتي فالسيد وكيل وزير الشباب والرياضة بعد أشعل فتيل الأزمة غادرنا بحفظ الله ورعايته إلى أمريكا ومن ثم إلى ألمانيا لغرض العلاج أمنياتنا له بالصحة والعافية ,لا نعرف كيف ستسير الأمور ونحن نقترب من انتخابات المكتب التنفيذي والتي نتوقع أن تكون ساخنة جداً وربما تصل الأمور إلى حد التقاطع بالكلمات وربما اللكمات أبعدنا الله عن كل ما يعكر صفو المودة والحب بين الجميع ,لقد مضت الانتخابات وفاز من فاز وعاد من عاد إنها انتخابات واختيارات الهيئات العامة حتى لو كانت هيئات نائمة وللأسف اغلبها هكذا ولا سلطان لأحد على الهيئات العامة واختياراتها هكذا هي الديمقراطية وهذا ما افرزه الصندوق شئنا أم أبينا فماذا انتم فاعلون يا قادة الرياضة ويا أيها المستشارون الفطاحل الآن تفرق الوسط الرياضي إلى أطراف وفرق وأحزاب فلا يوجد بلد في العالم تجري فيه انتخابات رياضية وفق أكثر من قانون وأكثر من لائحة إلا نحن في العراق ,لقد تقاتلتم وتنازعتم وتصارعتم على الكراسي والمناصب فبان معدنكم وانفضحت نواياكم فقد أصبتم الرياضة العراقية بمقتل لا لشيء سوى أنكم قادة الرياضة ولكل واحد منكم مشروعه وأجندته الخاصة به وسبحان الله عما تزعمون !!
فمتى ستنتهي هذه المسرحية ومتى سينتهي هذا المشهد التافه من الكوميديا السوداء والتي لا زلتم تصرون على تقديمه وفق طريقة البرنامج الفكاهي (اكو فد واحد )
[email protected]