خاص: حاورتها- سماح عادل
القراءة عادة هامة، لكنها قد تكون في مجتمعاتنا الشرقية عادة بعيدة عن نشاطنا اليومي، خاصة بالنسبة للنساء اللاتي ينشغلن بأعمال كثيرة تخص عائلاتهن وأعمالهن، لذا كانت أية مبادرة نحو ترسيخ عادة القراءة لتصبح عادة يومية لدي النساء تستحق التقدير.. “مجموعة الفراشات القارئات” هي مبادرة ثقافية تهدف إلى نشر القراءة في صفوف النساء، انطلقت الفكرة من مدينة “مسقط” بسلطنة عمان مع السيدة “شهيرة الحسن” مارس 2015، لتصل إلى تونس بولاية “صفاقس” ثم الأردن ثم المغرب.
وتهدف المجموعة إلى نشر حب القراءة وتوسيع ثقافة النساء، كما تلتقي المجموعة شهريا لمناقشة كتاب متفق عليه وتوزيع كتاب جديد، وتناقش الفراشات الكتاب بشغف وتستفيد من الحوارات داخل المجموعة، كما تشترك الفراشات في دورات لتنمية مهارات الاتصال والقراءة، كما تساهم المجموعة في بناء صداقات مع عضوات المجموعة والاستفادة من خبراتهن.
كان لنا هذا الحوار مع مؤسسة المجموعة “شهيرة حسن”، وهي من مواليد 1988، تعمل مهندسة ديكور ومدربة في مجالها حيث تعمل مدربة استشارية في مجال البرامج الهندسية، وهي فلسطينية أردنية مستقرة في سلطنة عمان.
إلى الحوار..
(كتابات) كيف بدأ شغفك بالقراءة ومتى؟
• بدأ شغفي بالقراءة منذ الصغر، كنت استعير الكتب من فضاء مكتبة مدرستي الحكومية في الأردن وأنا تلميذة.. وكنت أحب كثيرا أن أقرأ قصص الأطفال وقصص الأنبياء وقصص المكتبة الخضراء.
(كتابات) متى تأسست مجموعة الفراشات القارئات ولما؟
• تأسست المجموعة أول فرع لها في مسقط، يعني في 11 مارس 2015 ، كان عندي رغبة أن أكون وسط رفيقات يقرأن.. هدا على الصعيد الفردي.. أما الهدف السامي من المجموعة كان أن أحدث فارق إيجابي في حياة النساء.. خاصة غير القارئات… أن يتعرفن على هذا العالم الجميل ويطورن من أنفسهن خلال القراءة.. ومن خلال المبادرات الثقافية والخيرية.
(كتابات) هل هناك شروط خاصة لقبول العضوات داخل المجموعة؟
• ليس هناك شروط بالمعنى الحرفي، لكن يتوقع من الفراشة الالتزام بالقراءة الشهرية، وإثراء المجموعة برأيها في لقاء المناقشة مع احترام آراء الغير، وتقبل اختلاف وجهات النظر.
(كتابات) ما هي أنشطة مجموعة الفراشات القارئات؟
• النشاط الرئيسي يتمثل في اللقاء الشهري، وهو مناقشة كتاب تقرأه المجموعات في كل الفروع، وتلتقي كل مجموعة لنقده ولمناقشة قضاياه والاستمتاع بالاقتباسات منه.. وفي كل عام تستضيف كل مجموعة كذلك كاتب(ة) محلي لمناقشة كتابه، وذلك لتشجيع القراءات المحلية ولتعرف الفراشات على ثقافة كل مجموعة.
تنظم كذلك الفراشات فعاليات ثقافية وخيرية، كما تقوم الفراشات برحلات ثقافية إلى معرض الكتاب أو المكتبات.
(كتابات) كم عدد الكتب التي قرأت في المجموعة وعلى أي أساس يتم اختيار الكتب؟
• مجموعة مسقط قرأت حتى الآن 31 كتاب بفضل الله وبجهود الفراشات.. وباقي الفروع كل حسب توقيت التحاقها معنا.
يتم تحديد الكتب بداية العام.. تجتمع قائدات المجموعات ويطرحن اقتراحات وتصويتات فراشاتهن ونحاول اختيار لائحة متكاملة من الكتب المتوفرة للفراشات في جميع الفروع، كما نحرص على تنويع الاختيارات بين الروايات الهادفة، الكتب الثقافية الدينية، كتب التنمية الذاتية، ونحرص كذلك أن يتوافق الاختيار مع المناسبة.. مثلا نبدأ العام بكتاب تحفيزي لتنمية الذات وتطوير المهارات، ونستقبل رمضان بكتاب ثقافي ديني يثري من معلومات الفراشات… وهكذا
(كتابات) هل تم التوسع في أنشطة المجموعة ونشر التجربة في دول أخرى؟
• نعم كما ذكرت سابقا.. تم بدء أول فرع في تونس “صفاقس” بقيادة أستاذة “بسمة كريم”، ثم إلى “قابس” بقيادة أستاذة “زينب العلوي”، ثم إلى “المنستير” بقيادة أستاذة “وفاء جروش” في يوليو 2017، ثم في الأردن بقيادة المهندسة “يسرى العبد” ديسمبر 2017، ثم بدأت في المغرب بقيادة أستاذة “أمينة بوشعبان” في يناير 2018، ومنها إلى الجزائر بقيادة أستاذة “لطيفة الوراد” في سبتمبر 2018.. ونطمح أن يكون في مصر الغالية فرع يجمع هدفنا مع نسائها الرائعات كذلك.. تلتزم الفراشات في كل المجموعات بقراءة نفس الكتاب شهريا، لكن لكل فرع الحرية في اختيار النشاطات على أن تكون هادفة ولها دور في إثراء الفراشات.
(كتابات) في رأيك هل أثر التطور التكنولوجي ووسائل الاتصال على القراءة؟
• مؤكد أن للتكنولوجيا أثر كبير على القراءة، التكنولوجيا سلاح ذو حدين.. الواعي من يستغلها لصالحه، من جانب سلبي، لها أثر إضاعة وقت الفرد وتشتيته بين المعلومات التي ليست كلها هادفة أو موثوق بمصداقيتها.. لكن هذا لا يطغى على الجانب الإيجابي الذي سهل على كل منا البحث والتبحر في المجال الذي يرغب.
وهنا يأتي دور المرأة الواعية في تثقيف نفسها وتوجيه أبنائها لننهض بجيل مدرك لأهمية القراءة وأهمية التكنولوجيا كذلك، وتوظيف كلاهما لإثراء ثقافة الفرد والرقي بها.
(كتابات) في رأيك هل تجد النساء في مجتمعاتنا الشرقية عوائق عدة تمنعهن من مواصلة القراءة كعادة يومية؟
• ربما لا تكون القراءة من أهم العادات الشرقية لدى نسائنا لذلك كان من الصعب الالتزام بها عند الأغلب، لكنني واثقة أن كل مجتمع يسعد بنسائه المثقفات ويشد على أيديهن، بل يتوقع منهن الارتقاء بفكر أبنائهن، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة المجموعة.. كتاب خلال شهر يثريها ولا يأخذ الكثير من وقتها ويسهل عليها إنهائه والتحضير لمناقشته.
(كتابات) هل فكرة وجود مجموعة من القارئات تدعم استمرارية القراءة؟
• بالطبع مناقشة كتاب مع مجموعة له نكهة خاصة، إذ يكون هناك نوع من التنافس الإيجابي في إنهاء الكتاب وتلخيصه، وتنشأ كذلك بين الفراشات نوع من الألفة والصداقة ويترقبن موعد لقاء المناقشة.
القراءة ضمن مجموعة كذلك تشجع الفرد على التنويع في مجالات قراءاته وتطلعه على وجهات النظر المختلفة، وقد لاحظت أن فراشات الفروع يتشجعن من متابعة فراشات الفروع الأخرى (ولهذا نقرأ جميعا نفس الكتاب شهريا). طاقة الفراشات الايجابية تجمعنا وتحمسنا.
(كتابات) ما هي تطلعات مجموعة الفراشات القارئات وأحلامك؟
• أطمح (أنا وجميع فراشاتي في كل مكان) أن تنتشر المجموعة في كل الوطن العربي. ومنها إلى العالمية بإذن الله. كما أتطلع إلى تبادل ثقافي بين فروع المجموعة، فعالية ثقافية تجمع الفراشات من جميع الفروع في ملتقى دولي فريد من نوعه.
وأرجو أن تكون رسالة الفراشة السامية واضحة لكل امرأة في كل مكان: أنت فراشة.. أنت رائعة.. أنت قادرة على التطوير من ذاتك.. أنت قادرة على التحليق في سماء أحلامك.. أنت مميزة… أنت نجمة تسطع لتتألق في المجتمع.. بك يحدث التغيير المنشود.. بك نرقى. ومن هنا كان شعار المجموعة في كل الفروع: #امرأة_تقرأ_مجتمع_يرقى.. تحية لكل من قرأت هذه المقابلة، وتحية أخرى لمن قررت أن تبدأ القراءة كخطوة أولى نحو التميز والتغيير. دمتن بود.