في هجوم غير مسبوق منذ دخولهما شهر عسل سياسي وانتخابي فقد انتقد نائب رئيس الوزراء صالح المطلك بشدة رئيس الوزراء نوري المالكي واتهمه بتمزيق العراق وتساءل قائلا “اي قائد وطني هذا الذي يصف المتظاهرين المطالبين بحقوقهم بالمتمردين؟”.
وانتقد المطلك ايضا الحملات الانتخابية والخطابات الدعائية التي يقوم بها بعض السياسيين بهدف استمالة المواطنين للتصويت لصالحهم في الانتخابات، لافتا الى أن المطالب المشروعة للمعتصمين ليست بضاعة رخيصة في سوق الدعاية الانتخابية.
وقال المطلك في كلمة خلال استقباله في بغداد اليوم وفدا من وجهاء وعشائر محافظة بغداد إن “القائد الوطني الحقيقي هو من يلوذ بدعم العراقيين جميعا ولا يلوذ بطائفة أو قومية على حساب اخرى”، داعيا “العراقيين على اختلاف مذاهبهم عربا وكردا سنة وشيعة وأقليات اخرى إلى التصدي بروح وطنية ومسؤولية عالية لبناء بلدهم من دون تقديم الذريعة المجانية للمتطرفين في كل جانب لكي يدمروا هذا البلد ويفككوا نسيجه الاجتماعي”.
وطالب المطلك “العراقيين ان يشاركوا بصورة فاعلة في الانتخابات المحلية من اجل قطع الطريق امام المزورين الذين يستغلون اصوات الغائبين عن الانتخابات لصالح قوائم معينة”، مشددا على ان ”المصالح الوطنية العليا والحفاظ على وحدة الشعب والوطن اهم بكثير من المصالح والمكاسب الانتخابية”.
وانتقد نائب رئيس الوزراء الخطابات التي تصف المتظاهرين بالمتمردين بالقول “لا يمكن لمسؤول يريد أن يحافظ على وحدة العراق واستقراره ويصف في الوقت ذاته المعتصمين بالمتمردين وهم الذين خرجوا وبضمان من الدستور من اجل حريتهم وكرامتهم وعراقيتهم ووحدة بلادهم”، لافتا الى ان ”المطالب المشروعة للمعتصمين في كل مكان ليس محلا للمساومة او المماطلة او التسويف أو جعلها بضاعة رخيصة في سوق الدعاية الانتخابية”.
وكان المالكي هاجم المتظاهرين والمعتصمين بشدة ووصفهم بـالمتمردين وحذرهم من اجراءات إذا لم يعودوا الى التفاهم على اساس الدستور والوحدة الوطنية بدلا من التهديد من القوة. وقال المالكي في مؤتمر انتخابي لقائمته “أئتلاف دولة القانون”التي يتزعمها في مدينة الناصرية الجنوبية مساء امس إن الحكومة دعت المعتصمين والمتظاهرين ومن يقودهم الى التفاهم على أساس الدستور وأساس الوحدة الوطنية لكنهم يرفعون شعارات طائفية ويهددون باستخدام القوة . وقال “لقد صبرنا عليهم كثيرا لانهم اخوة لنا ولكن عليهم أن يعتقدوا إن جد الجد وانتهت الفرصة ولم تعد الحكمة تنفع مع هؤلاء المتمردين فسيكون لنا حديث آخر وللشعب العراقي موقف لن يكون بعيدا” . وأكد قائلا “القتلة والمجرمين لن يعودوا ابدا الى العملية السياسية مها طال الزمن ومهما كثرت التضحيات ومهما تامروا وفجروا واغتالوا ومهما كانت خلفهم ارادات اقليمية ودولية وقوى سياسية محلية”، مبينا إن “الحساب معهم لايزال مفتوحا ولن يغلق”.
وكان المعتصمون في محافظة الانبار طالبوا امس بعرض المالكي على طبيب نفسي وقال رئيس مؤتمر صحوة العراق احمد ابو ريشة في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار السياسي لمبعوث الامم المتحدة في العراق مروان علي والقيادي في ائتلاف العراقية احمد العلواني في بمدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار (110كم غرب بغداد) ان “الحكومة العراقية تعودت على الكذب والضحك على الذقون”. وأضاف ان “المالكي يعاني من ازمة الانقلابات والان يخطط الى انقلاب على الرغم من وجود مشروع ديمقراطي اقرته الامم المتحدة منذ عشر سنوات”.
وتشهد 6 محافظات ذات غالبية سنية منذ ثلاثة اشهر تظاهرات منددة بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي، وتطالب بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات، وإطلاق سراح الأبرياء منهم، وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب، وتشريع قانون العفو العام، وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة، وتعديل الدستور.