سعدون البيضاني قاص وروائي ولد في قضاء المجر الكبير بمحافظة ميسان عام 1956 وقرر ان يموت فيها .عانى من اليتم والبؤس والحرمان وشظف العيش فالتجأ للقراءة في المكتبة العامة في المجر الكبير حتى قرأ ثلاثة ارباع كتبها ليصبح فيما بعد واحدا من كتاب القصة القصيرة المعروفين في الوسط الادبي العراقي.
حدثنا عن بداياته الادبية قائلا :
البدايات في المرحلة الابتدائية عندما كان اخي الاكبر في المتوسطة فاسرق كتاب النصوص واحفظ أي قصيدة عمودي لاقرأها بالاصطفاف المدرسي فتثير اعجاب المعلمين والطلاب مثل أضحى التنائي بديلا من تدانينا لابن زيدون ،ونالت على يدها ليزيد ،وحمامة الايك لابن الفارض فصار عندي ذائقة شعرية وولع ،و حين دخلت المتوسطة تعجب مني الدكتور مالك المطلبي عندما كان مدرسا في متوسطة المجر الكبير وكتب على دفتر إنشائي اتمنى لك مستقبلا زاهرا في عالم الكتابة .
وانا في الاول متوسط وشاركت في كافة النشاطات وكثيرون اصحاب الفضل علي مثل الشاعر حطاب ادهيم الفيصلي تعرف علي في المكتبة العامة وعندما شاهد قصصي ارسلها الى مجلة المجالس الكويتية ونشرت قصة العدد مما شجعني كثيرا وكان الاستاذ الفنان المرحوم جواد الزبيدي اخذ بيدي والاستاذ محمد حسين علي ابو رشا نائب المحافظ حاليا ينقح مااكتب لغويا وبذل جهدا كبيرا معي .
ماذا تعني لك مدينة المجر الكبير_ واين هى من منجزك الادبي
– المجر الكبير الحاضنة والنبع الكبير الذي انهل منه،اشعر تجاهها باني طفل مدلل متعلق بامه التي اسمها المجر الكبير ولاتساويها في المحبة الا امي الحقيقية التي تركتني وانا في العاشرة ابكي عليها حتى يومنا هذا وهي حاضرة في كل كتاباتي سواء القصص القصيرة او الرواية التي تدور احداثها في المجر .
هل حققت ما كنت تصبو الية في مجال القصة القصيرة.؟ والقصة القصيرة جدا_ وايهما تفضل؟ ولماذا
– انا راض عما كتبت جدا ولكن لم احقق ما اصبوا اليه ولا احد، أي كاتب او شاعر يحقق مايصبوا اليه لانه سيتوقف وينضب ،انا يوميا اسعى جاهدا ليكون ما اكتبه اليوم افضل بكثير مما كتبته امس واذا اشعر ان القصة التي اكتبها دون مستوى ماكتبت اتوقف فورا واعتزل الكتابة مثل ما يفعل لاعب كرة القدم .
هل الحركة الثقافية العراقية بخير في ظل الانفتاح الكبير وماهي مؤشراتك ومواخذاتك على المؤسسات المعنية بالشان الثقافي والادبي؟
– ابدا ..وربما الحركة الثقافية جيدة لكن معاناة المثقف والكاتب كبيرة حد الازمة فلا احد مهتم بالمثقف وعندما يريد ان يصدر كتابا يكون في حيرة من امره لسوء التوزيع وتاخير طباعة الكتاب ولايوجد أي دعم يذكر ،بعض الكتاب والشعراء لحد الان يعانون من شظف العيش وانا واحد منهم اعمل سائق تاكسي بعد الدوام من اجل ان اطبع مجموعة على نفقتي الخاصة ومؤسساتنا ابدا غير جادة في دعم المثقف خاصة الاديب.
كتاباتك مغايرة جدا لما نقراه ..هل احدث لك ارباكا في بداية طريقك الى النشر
– نعم انا اكتب في ما يسمى بالفنتازيا والكوميديا السوداء او عالم الغرائب لاني تركت النشر الكلاسيكي لمدة مايقارب الخمسة عشر عام من اجل ان اكتب قصة مغايرة وكان الصدمة للبعض عندما نشرت مجموعتي الاولى جنون من طراز رفيع عام 1999عن دار الشؤون الثقافية ولم يعرفني احد وقتها لكن المجموعة انتشرت بشكل لم اتوقعه انا وبعض الاصدقاء ابدا حيث كتب عنها عشرات المقالات داخل الوطن العربي وخارجه من نقاد وكتاب لم اعرفهم ولم التق بهم سابقا .
روايتك الاولى خيبة يعقوب صدرت بطبعتين وكانت رواية مؤلمة حد الوجع هل كنت تتوقع نجاحها ؟
– نعم كنت اتوقع وللعلم هذه الرواية القصيرة التي تدور كل احداثها في المجر الكبير والاهوار استغرقت كتابتها اكثر من ثلاث سنوات لاني كتبتها بصدق وكانت رواية واقعية جدا حتى اني كنت ابكي وانا اكتب في المسودة .
هل لديك عمل روائي جديد او مجموعة قصصية وهل تتوقع له النجاح ؟
– لدي عمل روائي بعنوان نافلة الخراب اتحدث به عن كل انواع الخراب الذي لحق بالمدينة والانسان واعري فيه بعض الشخصيات التي يعتقدها البعض نظيفة وطاهرة واكتشف الزيف اينما وجد وتدور احداثها في قضاء المجر ايضا واتمنى ان تكون رواية ناجحة ان شاء الله ولي مجموعة قصص قصيرة جدا ان شاء الله ايضا جاهزة للطبع.
هناك جيل من الشباب في ميسان من كتاب القصة ؟ ماهى الاسماء التى يرشحها البيضاني لان تكون نجوما في المستقبل.
– كتاب القصة قليلون دائما وفي كل مكان قياسا بالشعراء ومنذ فترة لم يثير انتباهي قاص باستثناء علي كاظم داود واتوقع له مستقبلا جيدا .
هل دور ومؤسسات النشر كان لها دورا ايجابيا في نشر النتاج القصصى والادبي عموما؟ وماهى المعوقات التى تمنع الطامحين من نشر نتاجهم والتى دائما نسمع انها مخطوطة وباقية تنتظر الفرج؟
– اولا دور مؤسسات الدولة او النشر سلبي جدا ولا يفي بالغرض وطموحات الكاتب ابدا اما المعوقات التي تمنع الكتاب من النشر في مقدمها المادة وعدم وجود دعم مالي للمثقف من قبل الدولة .
هناك من لا يعرف سعدون البيضاني شاعرا وله الكثير من القصائد؟ لماذا لم تتجه للشعر رغم ان لديك نصوص شعرية جميلة؟ وماهو سبب عدم نشرها ولو في المواقع الالكترونية او الجرائد والمجلات
– بدأت حياتي شاعرا وشاركت في عدة مناسبات لكني اجد نفسي قريبا جدا من القصة بل انا عاشق كبير للقصة القصيرة والقصيرة جدا بحيث لااستطيع ان يمر علي يوما واحدا دون اقرا قصة قصيرة او اكتب وعلى الاديب او الموهوب ان لايشتت مواهبه لكي يعمل في الحيز الذي يجد نفسه اكثر ابداعا وانا وجدت نفسي في القصة.
لقد حصلت على جوائز كثيرة ومتعددة ممكن ان نعرف ماهي ومتى ومن اي مؤسسة او جهة؟
– جائزة عزيز السيد جاسم التي تقيمها جريدة الزمان الدولية عام 2006 ، ودرع الابداع من مجلس محافظة ميسان لعام 2009،ودرع الثقافة ضمن مهرجان
الشعر الفصيح دورة الشاعر عيسى حسن الياسري من قبل المجلس الشعبي لدعم الثقافة في ميسان لعام 2013،وجائزة دار جان للنشر في المانيا للقصة القصيرة المركز الاول لعام 2012 من بين 264مشارك من الدول العربية والاوربية ،وجائزة نازك الملائكة للقصة القصيرة المركز الثاني لعام 2012 ،ووسام التعاون لعام 2010من منتديات نبع العواطف الادبية ،كما نلت لقب افضل قاص لعام 2011باستفتاء نادي القلم الحر ،اضافة الى عدد من الجوائز التقديرية .
هل يعد القاص العراقي من الطراز الاول على مستوى الوطن العربي وهل في الافق اسماء سيكون لها صدى عالمي كبير
– لا اعتقد ذلك واستغفر الله فما انا الا قاصا عربيا كبقية القصاصين يكتب بجد واخلاص اما عن الشق الثاني من السؤال فسوء النت وعد وصول المطبوع العالمي الينا عائقا لمعرفة ذلك.
اين يجد سعدون البيضاني نفسة من كتاب القصة العراقية من جيل الشباب؟ ومن هم من تتوقع له مستقبل كبير؟ وسيكون امتداد لجيل عراقي رائع
– انا الان لست من الجيل الشباب فعمري تعدى الخمسين بخمس اما اين اضع نفسي فاجبت عنه انا واحدا منهم وغيري من يحكم ومن الذين اتوقع لهم مستقبل كبير من الشباب احمد السعداوي ،علي السباعي ،ضياء الخالدي ،مشتاق عبد الهادي ،انمار رحمة الله ،نهار حسب الله ،وعذرا ان لم تحضرني بقية اسماء المبدعين من الشباب .-
بحكم خبرتك الطويلة في كتابة القصة القصيرة ماهي نصائحك للشباب من كتاب القصة القصيرة؟
– انصحهم بالقراءة المبرمجة واهمها قراءة المزيد من الروايات فالموهبة لاتكفي دون القراءة.
اين وصلت مشاريعك في كتابة الموروث الشعبي في ميسان_ ومدينتك المجر الكبير؟ وانا اعلم ان لديك مخطوطة تنتظر الطبع؟ ممكن تعريفنا بما لديك
– كتبت كثيرا عن موروث مدينة المجر الكبير في الصحف والمجلات واهمها التراث الشعبي ولدي كتاب يتناول تقريبا كل موروث المدينة وشخصياتها وامكاناتها بعنوان المجر الكبير قراءة في ذاكرة المكان وابحث عن غيور يساعدني في طبعه .
في بداياتك في الدراسة المتوسطة والاعدادية كنت رياضيا_ حدثنا عن رحلتك مع الرياضة؟ واهم نتائجك فيها.
– كنت لاعب كرة سلة والعاب قوى واحرزت بطولة تربية ميسان للاعوام 1973و1974في الطفر العريض واعتقد لازلت صاحب الرقم (مجرد اعتقاد)لان رقمي كان 5.80م