عندما أطلق الشعب الايراني خلال الانتفاضة الاخيرة شعارات مناهضة لجناحي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إنهم أعلنوا نهاية الرهان على الجناح الذي يدعو لإصلاح مزعوم من جانب وکذلك أعلنوا عن رفضهم للنظام بصورة کاملة، وکما هو واضح جدا فإن مزاعم الاصلاح والاعتدال تمکنت لأعوام من ممارسة الکذب والتمويه والتضليل على العالم بهدف المحافظة على النظام، ولکن يبدو إنه وبعد أن توضحت الصورة تماما، صار الجناح الذي يزعم الدعوة للإصلاح والاعتدال هو الاکثر خوفا على مصير النظام.
خلال لقاء ضم الرئيس الايراني الاسبق”محمد خاتمي” والمعروف کأحد أقطاب جناح الاعتدال المزعوم، مع أعضاء المقرات الانتخابية لانتخابات الرئاسة عام 2017، قام خاتمي بالتحذير من احتمال حدوث تحركات اجتماعية باتجاه تغيير النظام، “إذا ما تيقن المواطنون الإيرانيون من أن ما يريدونه من إصلاحات لا تؤدي إلى تغيير حقيقي”، مضيفا أنه “إذا ظلت أخطاء النظام على ما هي عليه، فسوف تتطور الانتقادات إلى اعتراضات، ومن ثم لن يكون واضحا ماذا يمكن أن يحدث”. ويأتي هذا التحذير وإيران صارت على مسافة قصيرة جدا مع تطبيق الدفعة الثانية من العقوبات الامريکية ضدها والتي هناك إعتقاد بأنه ستٶثر بصورة قوية جدا على إيران ومن الممکن جدا أن تقود البلاد نحو أوضاع تحدد مصير النظام نفسه.
خاتمي وهو يقوم بهذا التحذير، الذي حث مسؤولي النظام على الاستماع لملاحظات جناحه لأنهم”يؤمنون بنظام الجمهورية الإسلامية والثورة، ويريدون إجراء إصلاحات من الداخل”، وهذا الکلام الذي يبدو کإعتراف واضح، يٶکد بأن جناحه إمتداد للنظام الايراني وهو يسعى بکل الطرق والاساليب من أجل المحافظة عليه وضمان بقائه وأستمراره، ولعل الملفت للأنظار هنا، هو إن زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي کانت قد أکدت ومع بداية إنطلاق مزاعم الاصلاح والاعتدال من طهران بإستحالة حدوث ذلك من داخل النظام مشددة على إن هذا النظام لايتحمل أبدا الاصلاح والاعتدال لأنه کفيل بإنهائه وإسقاطه، بل وإن رجوة أکدت وبصورة مستمرة على إن تغيير النظام من خلال إسقاطه هو طريق الحل الوحيد لکافة الاوضاع السلبية التي يعاني منها النظام.
لاريب من إن عودة خاتمي وتصريحاته للساحة هو بمثابة مسعى آخر من أجل إنقاذ النظام ولکنه مسعى عقيم وفاشل ليست له من أي أهمية ولاسيما بعد الانتفاضة الاخيرة التي قادتها منظمة مجاهدي خلق، فالشعب الايراني لم يعد يرضى بأقل من إسقاط النظام.