19 ديسمبر، 2024 2:49 ص

قراءة تقييمية في توجهات ومضامين البرامج السياسية لقناة العراقية الإخبارية

قراءة تقييمية في توجهات ومضامين البرامج السياسية لقناة العراقية الإخبارية

من خلال متابعتي لتوجهات البرامج السياسية في قناة العراقية الإخبارية لشهر تشرين الاول 2018 وطروحات ضيوفها ، يمكن تسجيل ملاحظات مهمة ، تعد على أنها (نجاحات) لتلك القناة..وتدور محاور ملاحظاتنا على الوجه التالي :

1.   لقد إرتقت قناة الفضائية العراقية الاخبارية ببرامجها السياسية ، التي تعرض مساء كل يوم ، الى الحالة التي يمكن ان توصف بأنها (متقدمة) في التوجهات الاعلامية والسياسية ، حظيت بتقدير واحترام أغلب النخب المثقفة التي تتابع تلك البرامج ، والمحاورين الجيدين الذين اختارتهم لادارة تلك الحوارات ، وكذلك الضيوف الذين أبدعوا في إغناء النقاشات والحوارات والرأي العام العراقي ، الذي يسره رؤية برامج سياسية على هذه الدرجة من الحرص والوعي بقيمة الممارسة الديمقراطية ، وان تكون وسائل الإعلام أدوات فاعلة للنقاش الحر الايجابي المسؤول ، وهي نقطة تسجل لصالح قناة العراقية الإخبارية في أنها تمكنت من وضع خطط ناجحة ، ترتقي بتلك البرامج السياسية الى الحالة التي يرتاح لها الجمهور العراقي ونخبه المثقفة.

2.   ربما تعد توجهات إعلامية من هذا النوع لـقناة الفضائية العراقية الاخبارية ، ( إنتقالة نوعية) في مسار تلك القناة الاعلامي المتميز ، وعلى هذا المستوى العالي من الحرية والإسلوب الديمقراطي ، بعد أن كان يوجه لها سهام النقد في السنوات السابقة ، لإيغالها في التوجهات الطائفي وتهميش بقية المكونات، وابتعادها عن الحرفية والمهنية والحيادية، لكنها استطاعت في الفترة الاخيرة وخلال شهور قصيرة، أن تنتقل ببرامجها الى الحالة المقبولة شعبيا ومن أغلب العراقيين ، بمختلف توجهاتهم ، وقد كنت واحدا ممن كتبوا ملاحظات مهمة عن توجهات سلبية لتلك القناة والاخفاقات والانتكاسات التي شهدتها برامجها وتوجهاتها السياسية قبل سنوات، وبهذا تكون ادارة القناة العليا ببرامجها السياسية الحالية، قد وضعت (خارطة الطريق) السليمة للانتقال بتك القناة الى الحالة الأفضل، بل الحالة التي يتمناها كل عراقي أن يرى قناته على هذا المستوى العالي من الاحتراف والمهنية ومن محاورين على درحة عالية من الوعي والمسؤولية ومهنة الاحتراف الاعلامي في ادارة فن الحوارات والخطاب الاعلامي الذي كتبت عنه الكثير من المقالات عن أسسه ومنطلقاته وتوجهاته وسبل النهوض بالحوارات التلفزيونية عموما الى الحالة الأمثل.

3.   كان جل الأحاديث والحوارات التلفزيونية خلال الإسبوعين الماضيين ، وربما في فترة سبقتها، تتركز من قبل الضيوف الذين تم اختيارهم بعناية على حكومة الدكتور عادل عبد المهدي وملاحظات نواب وسياسيين ومتابعين للشأن السياسي ، وقد أدلوا بملاحظات غاية في الأهمية عن واقع مرير واجه تلك الحكومة وعملية اختياراتها التي وصفت بـ (المرتبكة) ، وبخاصة في جلسة البرلمان ليلة 24 – 25 تشرين الاول ، التي واجهت نقدا كبيرا ، من قبل أغلب الضيوف الذين حضورا تلك المناقشات القيمة ، وكان الضيوف على درجة عالية أيضا من الوعي والاداراك بحجم المسؤولية الوطنية وهم من نخب سياسية واعية ومتابعين للشأن السياسي العراق ، وأديرت كل تلك النقاشات في فترة تولي الدكتور عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة والفترة التي سبقتها، وكانت كل الملاحظات توجه الى كيفية إختيار كابينة الحكومة وشخوصها ، بالرغم من الكثير من الملاحظات عن أغلب شخوص تلك الكابينة ، وهي ملاحظات تعكس وعيا بالممارسة الديمقراطية من جهة ، وفي الوقت نفسه تظهر عدم رضا أغلب قطاعات الكتل السياسية عن تلك الكابينة، وانها اديرت بـ (الريموند كونترول) كما وصفها (البعض) ، واستغرب الكثيرون من الطريقة التي جرى بها إختيار تلك الكابينة في البرلمان ، الى تحول ، بحسب نواب، من مؤسسة ديمقراطية الى عملية فرض الأمر الواقع على طريقة (السلق) كما يصفها البعض، وتظهر كذلك أن القوى السياسية واعضاء البرلمان وكأنهم غير راضين عن الطريقة التي تم بها ادارة الجلسات ، وهم يرون ان (تمرير) الكابينة الوزارية جرى بعجالة وعلى مضض وبدون وجود رغبة حقيقية لتمريرهم بهذه الطريقة، وتعكس تلك الحالة ان حكومة السيد عبد المهدي أمامها زوابع واعاصير لايعلم الا الله مدى ما تواجهه من تحديات خطيرة وربما (انتكاسات) لاسمح الله ان حصلت فستؤدي بالوضع العراقي الى منحدرات غير سارة بكل تأكيد.

4.   ان ملاحظاتنا الإيجابية عن توجهات وأنماط ومضامين البرامج السياسية لقناة العراقية الاخبارية، لابد وأن يكون حافزا لتطوير بقية برامج القناة، وهي تشهد فعلا تطورات ايجابية، متمنين لادارة القناة وشبكة الاعلام العراقي ، ومحاوريها المتألقين ، كل النجاح والتوفيق لخدمة المهمة الاعلامية الملقاة على عاتقها ، واحترام مباديء الحيادية والحرفية والمهنية التي هي أساس نجاح أي عمل إعلامي متقدم ، لتكون قناة العراقية الاخبارية محط احترام قطاعات واسعة من الجمهور العراقي ونخبه المثقفة وقطاعاته الشعبية في مستقبل قريب، بعون الله.

5.   إن التوجهات الايجابية لقناة العراقية الإخبارية تعد بالمقابل واحدة من إيجابيات العهد الديمقراطي للدكتور عادل عبد المهدي رئيس الوزراء الجديد ، وهو رجل مارس مهمة الاعلام مع السياسة من أوسع أبوابها ، وهو ان إهتم بالملاحظات القيمة التي تم تناولها خلال الاسبوعين الماضيين من خلال تلك الوسيلة الاعلامية المهمة ، وأخذ بالكثير مما تم طرحه عنها من ملاحظات،عن كابينته الوزارية ، واستمرت القناة على هذا المنوال، فهي تحسب لرئيس الوزراء ايضا، في ان عهده يشهد حالات انفتاح ديمقراطي ، يفوق كل العهود السابقة، التي تم تكريس برامج القناة لعرض وجهات نظر رئيس الوزراء والحكومة وعدم توجيه سهام النقد لهم من على شاشتها، أما الآن فيمكن للمواطن العراقي أن يطمئن في أن بمقدوره ان يعبر عما يراه ضروريا للانتقال ببلده الى الحالة الأفضل.

Virus-free. www.avast.com

أحدث المقالات

أحدث المقالات