يكون ولاء أبناء البلد، في الدول المتقدمة لوطنهم وقيادتهم. بهدف تحقيق الأمن والرفاهية، وتحقيق إستقرار إجتماعي يفضي إلى الإرتقاء، بالتنمية. ومرد ذلك أنك تلاحظ أن دساتيرهم تكاد تكون مثالية من حيث صيغ التشريع، والتوازن مابين الحقوق والواجبات، وهذا متأتي من خبراء في القانون يلاحظون مايستجد على أرض الواقع، فيغيرون ويحذفون ويضيفون ما يؤدي بالتالي الى خدمة الوطن والمواطن.
أما نحن،ومع الإشارة الى دستورنا ليس كتاب أنزل من السماء. لايجوز تعديله أو إضافة مواد عليه أو إلغاء مواد أدرجت في وقتها لضرورة ” قد تكون إنتفت الحاجة إليها”. وأدى هذا لإستغلال البعض لهذه الثغرات لفرض رغباتهم على الحكومة، وكان للتركيبة السكانية الأثر الكبير، الأمر الذي أدى الى تفاقم المشاكل بدون حل جذري لها. الأمر الذي يعرض الوحدة الوطنية الى التصدع، وهو ما أدى بالبعض من أصحاب النفوس الضعيفة إلى إستغلال هذه الحالة لتحقيق غايات دنيئة. وقاموا بإستغلال الإحتقان الموجود في الشارع لتأليب المواطن على الحكومة.
فالبعض منهم إدعى الوطنية وهو من الذين أفلسوا سياسيا، ويعلم الجميع “بما فيهم المتظاهرون” نفاق هؤلاء، وأخذوا بالمشاركة في التظاهرات، بحجة مظلومية المتظاهرين من قبل الحكومة؛ التي هم جزء فاعل فيها. فأين كانوا عندما كانوا داخل الكابينة الحكومية!.
والبعض يصرح من خلال فضائيات معروف توجهها وموقفها من الحالة العراقية، بوجود مكون مهم مهمش ومضطهد،مع كونه يمثل رأس الهرم في السلطة التشريعية، ولا أجد هنا تفسيرا منطقيا لمعنى التهميش والإضطهاد، إلا أن هذا الكلام ينطلق من باب الدعاية السياسية والإستجداء، وكذلك الإستقواء بالأخرين.
والبعض ممن يلبس العمامة وأتخذ من دين الله مغرما ومكسبا، وبعض المجاميع العنصرية التي تحاول الصيد في الماء العكر، من خلال العزف على وتر الطائفية. وهذه الفئة حرمها الدين الحنيف، من خلال الآيات القرأنية.
((وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ)). “البقرة”145.
((كَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ)). الرعد 37.
عندما نخاطبكم أيها الأخوة، فإننا نخاطب فيكم صوت العقل، الذي مافتئ يطغى على كل صوت لأنه الصوت الوحيد الذي يركن الى الحقائق أكثر منها طروحات لا تستند الى معطيات حقيقية، فلا نحن ولا أنتم يستطيع أن يلغي الأخر من خارطة هذا البلد، والإرتكان الى الأجنبي” أياً كان هذا الأجنبي عربياً أو أعجميا” أمر حبله قصير، فهو بالمحصلة غريبا عنا، وأي سلوك سيكون على حساب إستقلالية القرار الوطني لأي منا، وستكتشفون جميعاً إن عاجلاً أم آجلاً الحاجة الى الحوار، فدعونا نجلس الى طاولة الحوار ونتحاور مع بعضنا لنصل الى نقاط مشتركة لحل خلافاتنا التي هي مهما كبرت فهي صغيرة عندما نضع مصلحة البلد فوق كل إعتبار.
همسة: المثل الشعبي يقول: (( لكي تبني المحارة قوقعتها، عليها أن تمرِّرَ في جسمها ما يعادل وزنها خمسين ألف مرة من مياه البحر)).