لم اسمع من مواطن عراقي تحريضا على قتل اخيه المواطن العراقي . ولامن سياسي عراقي حثا على قتل ابن وطنه وحبيب قلبه وفلذة كبده وروح روحه المواطن العراقي .
طعم الماكنتوش ورائحة القداح وحنان الامومة وحب الابوة وعطف الاخوة يأتي دائما عبر الالسن البليغة والساذجة ، المتمنطقة والعفوية ، الورعة والمبتذلة .
كلام لذيذ محمص بفرن المحبة ومطيب ببهارات الوطنية تصوغه الرؤوس المشمغة والمغترة والمعممة والحاسرة ..الصلعاء منها او ذوات الشعرين الابيض والاسود .
كلام نتلذذ بطعمه ونرتاح لعبيره ونتدفأ بحنانه وننتشي بعطفه ونحس بالامان لفرط اخوته . فما الانسان الا كلمة وماالكلمة الا صدقة تضمن الجنة لمن يمزجها بطيبة قلبه .
الكلام الذي يقول : اقتلوا العراقي مهما كان عنوانه . لم اسمعه من ابن عراقية او ابن عراقي واحد طيلة السنوات العشر الماضية .
لكنني ..
شاهدت العراقي يموت متفجرا ومحترقا ومذبوحا ومرميا بالرصاص على امتداد مساحة الاشكال الهندسية العراقية :
المثلثة والمستطيلة والدائرية
شاهدته بعيني مباشرة وقد غادرت روحه توا وتركت غلافها المحطم والمدمى على الارض ، وشاهدته في النقل المباشر على الهواء ، وفي نشرات الاخبار الباكية بدموع التماسيح او دموع الفجيعة الحقيقية .
شاهدته وهو يتمزق بالاحزمة الاسلامية الناسفة والسيارات الاسلامية المفخخة والعبوات الوطنية اللاصقة وكواتم الصوت التي لااعرف اي سرسري ابن سرسري اخترعها .
وهذه كلها قد تكون ممولة من جيوب الاصدقاء الاعداء او الاشقاء الاعداء لكنها صنعا وتخطيطا وتنفيذا هي ماركة عراقية بنسبة تسعة وتسعين وتسعة اعشار بالمئة .. وأسألوا السجون عن هذه الحقيقة .
عاش العراقي ..
وعاشت اخوته الديناميتية الجاهزة للتفجير على فقراء المساطر والبسطيات والمفارز والكراجات والمنشئات .. الاخوة التي كلما هبت رائحة الطائفية من فم جايف ،تسارع الى اطعامهم لقمة الموت قبل لقمة الطعام التي تحملوا كل مشاق الحياة من اجل الحصول عليها .
عاش العراق ودام اهله مفخخين حاقدين موتورين يحرض بعضهم البعض على قتل المساكين والابرياء ومن ثم الصلاة على ارواحهم الطاهرة في الجوامع صليا وليس مفردا .