18 ديسمبر، 2024 8:51 م

ماتم بناؤه على باطل فهو باطل , اسمحوا لي ان استعير هذه العبارة كبداية ومقدمة لمقالتي الموسومة بحكومة خيبة الامل ,المتابع لسير العملية السياسية وعلى مدى ثلاثة عشر عام وهو عمر الحكومات المنتخبة في العراق يلاحظ ان هذه الحكومة والتشكيلة الوزارية التي اعلن عن قسم منها هي اسوا من كل الحكومات التي مرت على العراق رغم ان الحكومات السابقة كن باجمعهن على درجة لاتوصف من السوء وخذلان الشعب ,ولكن هذه الحكومة اتصفت بصفات كثيرة كلها سلبية تاثرت بادوات لاتملك من الوعي والادراك مايؤهلها لان تكون في قيادة الامر .
ابدا من الخطا الاكبر في هذه الحكومة انها لاتمتلك الشرعية الشعبية لماذا ؟ لانها نتجت من برلمان باطل لايملك الحق في ان يكون ممثلا للشعب والسبب ان نسبة مشاركة من يحق له الانتخاب كانت 19 عشر بالمائة اي بمعدل خمس المنتخبين وهذا يعطي اشارة واضحة وصريحة على عدم شرعية الممارسة الانتخابية التي جرت في 12 / 5 الماضي اذن فقدت شرعيتها الاجتماعية وعليه فكل مايخرج من نتائج عن هذه الانتخابات هو بحكم الفاشل وغير الناجح وبما ان الحكومة هي نتاج برلمان غير معترف به من قبل الشعب فهي ايضا فاشلة وغير معترف بها ولايجب لها ان تكون ممثلة للشعب وتستلم اخطر ملف في حياته وهو التنفيذي هنا اقول كيف يتم التعامل معها من قبل الشعب المغلوب على امره ,ثم ونحن في خضم هذا السوء والخذلان نلاحظ سيطرة بعض القوى المتنفذة في الشارع وبقوة السلاح على كل ملفاتها سواء باختيار الوزراء ورؤساء الهيئات التي هي بدرجة وزير,ولايمكن لاحد الاعتراض على شيء ,وفي سياق ابداء الاراء القانونية من شرعية العملية الانتخابية من عدمها انبرى الكثير الكثير من الاخوة اصحاب الاراء الوطنية الهادفة والاقلام التي تعبر عن مكنون صدر الشعب وقالوا في عدم شرعيتها وقانونيتها ,وحتى المواطن البسيط جدا ابدى استغرابه من مرور العملية الانتخابية مع ماشابها من تزوير وحرق صناديق وبيع مقاعد وفي العلن وبلا حياء وكذلك التدخل الدولي والاقليمي في فرض اعضاء برلمانيين وبمئات الالاف من الدولارات ,اذن هنا القصد واضح وهو امرار الامر وكانه حق مكتسب ساعد في ذلك اصرار المحكمة الاتحادية على شرعنة الامر رغم علمها بعدم ذلك وبعد ان اصبح الامر واقعا وقبل الجميع انتظر الكل ان تغلب الروح الوطنية ويتم اختيار حكومة تلبي الحد الادنى من متطلبات الشعب المسكين وتم المجيء بعد مسرحيات اختيار رئيس مجلس النواب الصبي السياسي المتكبر ورئيس الجمهورية السياسي القديم والذي كان ضمن منظومة الفشل الحكومي للمراحل السابقة تم المجيء بالسيد عادل عبد المهدي وهو شخص فرنسي عراقي معروف التوجهات اثبتت تجربته السابقة في الدولة فشله الذريع في ادارة مفاصل صغيرة في دائرة معينة فما بالك بادارة بلد وقيادة عامة للقوات المسلحة عموما اقول جيء به ليكون عصا الانقاذ لهذا البلد وقال وصرح وكرر ان وزرائه هم من ابناء الشعب المهنيين القياديين المستقلين وبعد صراع مع الوقت الدستوري قدم لنا تشكيلة مااغربها تضم شخصيات سبق لها العمل في الفترات السابقة بعناوين مختلفة فشلوا وكانوا سببا في ازمات كثيرة عانى منها البلد وشخصيات عليها علامات استفهام من حيث وقوفها العلني مع الارهاب وداعش ضد العراق وشخصيات مشمولة بقانون المساءلة والعدالة وشخصيات مؤشر عليها التطرف الفكري الطائفي وشخصيات قضت اغلب عمرها في الخارج تعمل في مكانات لاتليق باي انسان ان يعمل بها كنادل بار اوسمسار حفلات وتم تمرير اربعة عشر منهم من اصل اثنان وعشرون واجل التصويت لغاية 6 /11 ,وهنا بدات علامات الياس لدى الناس ونزع اغلبهم الغمامة التي كانت على عينيه وكان واهما بان هؤلاء هم الامل وبدا القيل والقال والشك والريبة من قادم الايام ومستقبل العراق .
لااريد الاطالة فقط اقول الى اي منحدر نحن متجهون وفي اي مستنقع نحن غارقون وكيف ستكون الايام القادمة في ظل وجود السارق والفاسد والقاتل والشوفيني والمتسلط والانفصالي ,ليس لنا سوى الله تعالى نتضرع له بالانقاذ مما نحن فيه والعمل الميداني من الشعب لتغيير الامور الى احسن وترك عبادة الاصنام التي نصنعها بانفسنا .