خاص : ترجمة – محمد بناية :
يقول المسؤولون الإيرانيون إن ثمة 1.9 مليون زائر إيراني شاركوا في “مسيرات الأربعين” بـ”العراق”، للعام الجاري، بينما ارتفعت، نظرًا للعجز الشديد في العملات، تكلفة السفر للعام الجاري بين 300 إلى 400% مقارنة مع العام الماضي.
مساعي حكومية في مواجهة عجز العملة المحلية..
وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية؛ يزور “العراق”، كل عام، حوالي 2 إلى 3 مليون للمشاركة في “مسيرات الأربعين”، لكن التوقعات بارتفاع تكاليف الزيارة للفرد من مليون و700 ألف طومان إلى حوالي 4 مليون طومان، ضاعفت من مخاوف عدم إزدهار “مسيرات الأربعين” للعام الجاري. كما نشر موقع (راديو الغد) الأميركي الناطق باللغة الفارسية.
مع هذا؛ وبالنظر إلى الأرقام الدقيقة للمشاركين في المسيرات، بحسب “شهريار حيدري”، سكرتير “اللجنة المركزية للأربعين”، يبدو أن الحكومة والسلطة سعت من خلال الإجراءات المعلنة وغير المعلنة للسيطرة على تقلبات العملة، بحيث لا تؤثر على هذه المراسم الدينية باعتبارها نوعًا من “مانورات القوة” الشيعية في المنطقة.
وقد تزامنت هذه المساعي مع تأكيدات المرشد الإيراني، “علي خامنئي”، المتكررة بشأن إقامة مراسم “مسيرات أربعين” مهيبة، ولذلك فقد تحول هذا البرنامج إلى أحد البرامج الأساسية “السياسية-الدعائية” للجمهورية الإيرانية الترويجية خارج “إيران”.
من هذه الإجراءات يمكن الإشارة إلى تخصيص مبلغ 17 مليار طومان في ميزانية حكومة “حسن روحاني”، للعام 2018م. ولا توجد معلومات واضحة عن الميزانيات التي خصصتها المؤسسات الأخرى كـ”الحرس الثوري”، لكن عادةً تخصص مثل هذه المؤسسات، (مثل البلديات)، تحت الضغط السياسي أو المعتقد المذهبي؛ مبالغ كبيرة لـ”مسيرات الأربعين” في “العراق”.
وفي ذلك؛ يقول بعض أعضاء مجلس بلدية طهران: “بلغت تكلفة لجنة الأربعين، في عهد محمد باقر قاليباف، حوالي 35 مليار طومان تقريبًا تكفلت البلدية بمبلغ 10 مليار طومان كمساعدات مالية للجنة”. ومع أنه لا توجد معلومات واضحة عن ميزانيات البلديات الإيرانية، إلا أن “حسين ذوالفقاري”، رئيس اللجنة المركزية للأربعين بوزارة الداخلية، شكك في تخصيص ميزانية 20 مليار طومان للخدمات العلاجية بالعيادات الخارجية لوزارة الصحة والأركان العامة للعناصر العلاجية على طول طريق “مسيرات الأربعين” العام الماضي.
من جهته؛ أكد “پیرحسین کولیوند”، رئيس اللجنة الصحية والعلاجية بلجنة الأربعين، إصابة 118 زائر إيراني منذ بداية مراسم الأربعين للعام الجاري، ونقلهم بواسطة الطواريء الموجودة بالمحطات الحدودية في “مهران” و”شلمجه” إلى المراكز العلاجية في المناطق الحدودية. وقد بلغ مجموع من حصل على خدمات طبية فورية حوالي 25 ألف و308 زائر إيراني في ستة مناطق حدودية في الشرق والشمال والغرب والجنوب.
وبينما لم يعلن “پیرحسین کولیوند”؛ ميزانية تقديم الخدمات العلاجية لذلكم العدد الكبير من الزوار، إلا أن “الهلال الأحمر الإيراني” أرسل إلى “العراق” ما يزيد على المائتي طن أدوية.
الاختلاف الثقافي بين الشعبين العراقي والإيراني..
قال “حمید أحمدي”، مسؤول اللجنة الثقافية التعليمية بـ”اللجنة المركزية للأربعين”: “أحصينا حوالي 1000 مشكلة ثقافية ودعائية في مسيرات الأربعين تستدعي إتخاذ قرار لكل منها”. وعزا أسباب بروز هذه المشكلات الثقافية إلى “الاختلافات الثقافية” بين الشعبين العراقي والإيراني، والتي تتطلب حسب قوله “تعليم وتوجيه”، فضلاً عن احتياج بعض السلبيات السلوكية إلى تعزير.. وأضاف: “الإسراف أحد سلبيات الأربعين المسببة للضرر.. فالزائر الإيراني لا يريد أن يكون مسرفًا، لكن حين يحصل على الأرز مثلاً من المواكب العراقية، فإنه لا يأكله نظرًا لاختلاف طريقة طبخ الأرز العراقي، ومن ثم فالذائقة الإيرانية لا تستسيغه”.
كما انتقد “أحمدي” جهل بعض الإيرانيين بطبيعة النسيج القومي والمذهبي العراقي، وقال: “يشارك أهل السُنة في العراق إلى إخوانهم الشيعة في استقبال زوار الأربعين، ولذا يتعين علينا التدقيق في أقوالنا وأفعالنا”.
تأتي هذه التصريحات بالتوازي مع تقارير إعلامية متعددة عن سب ولعن عظماء أهل السُنة، (يقصد الخلفاء أبوبكر وعمر وعثمان وأم المؤمنين السيدة عائشة)، من جانب بعض زوار الأربعين الشيعة، وسط تجاهل المسؤولين.
كما توجه “أحمدي”، للزوار الإيرانيين، بطلب احترام الثقافية السائدة في “العراق”، لاسيما في مجال التعامل مع النساء. هذا وقد وردت التقارير المتعددة عن بعض المسؤولين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المشاركين في المسيرات بشأن زينة النساء الإيرانيات المشاركات في المراسم بالمخالفة للأجواء الثقافية السائدة في هذه المراسم، وكذلك العثور على مواد مخدرة مع بعض الزوار، وإفراط بعضهم في تناول الطعام، وبالتالي تعرض بعضهم للإصابة بالأمراض، وأخيرًا استخدام بعض الزوار الإيرانيين عملات مزورة.